مصدر عسكري: نقاط المراقبة التركية تنخرط ناريا بدعم هجمات “النصرة” على الجيش السوري
اتهم مصدر عسكري ميداني سوري نقاط المراقبة التركية في ريفي حماة و إدلب بالتحول إلى مظلات تحتمي تحتها المجموعات الإرهابية، وتنطلق منها في هجماتها على مواقع الجيش السوري، مستفيدة من الغطاء الناري الذي تقدمه هذه النقاط لتدمير دفاعات الجيش.
وقال المصدر لوكالة “سبوتنيك”: إن عدداً من مواقع الجيش السوري بريف حماة الشمالي الغربي تعرضت لقصف مدفعي وصاروخي تركي يوم أمس الخميس بالتزامن مع تصدي الجيش السوري لهجوم عنيف شنته المجموعات الإرهابية المسلحة على بلدة الحويز بريف حماة الشمالي الغربي.
عقبة النقاط التركية
وأكد المصدر الميداني أن “انقلابا دراماتيكياً طرأ على موقف النظام التركي من الاتفاقيات المعلنة مع الجانب الروسي، وهو ما تفضحه التطورات الأخيرة في عمل نقاط المراقبة التركية”، مشيراً إلى أن “مهمة إخلال المنطقة منزوعة السلاح من التنظيمات الإرهابية تحولت خلال أشهر قليلة إلى مهمة تأمين الغطاء لها، ومؤخراً دعمها ناريا في هجماتها على المناطق الآمنة ونقاط الجيش السوري”.
وبين المصدر أنه بعد وصول الجيش السوري إلى مسافة 6 كيلومترات من نقطة مراقبة مورك شمال شرق حماة، ونحو 10 كيلومترات من نقطة شير مغار غرباً، بدأت التنظيمات الإرهابية تتخذ من محيط تلك النقاط قاعدة محمية لهجماتها أكثر التصاقاً بمواقع قوات النظام التركي،
ما يجعل عمليات الجيش السوري أكثر صعوبة، وخاصة أن النظام التركي أعلن بإصرار على لسان وزير دفاعه خلوصي أكار الشهر الماضي، أنه لن يتزحزح من هذه النقاط أو يبدل مكانها، بما يراكم المصاعب أمام قيام الجيش السوري بتنفيذ بنود اتفاق سوتشي التي تقاعست تركيا عن تنفيذها لنحو 10 أشهر”.
وأضاف المصدر أن قوات الجيش السوري وأثناء تصديها للهجوم أمس الخميس كانت تستهدف خطوط إمداد المسلحين الخلفية في محيط نقطة المراقبة التركية وعلى محاور الحويجة وشهرناز الملاصقين لها، وتحت مظلتها في “شير مغار” بريف حماة الشمالي الغربي،
مؤكداً أن المجموعات المسلحة كانت تحتمي بنقطة المراقبة التركية وتقوم بحشد قواتها بمحيطها وإرسال تعزيزات للمسلحين انطلاقا من مواقعهم الجديدة التي تم انشاؤها بالقرب من النقطة التركية.
وأوضح المصدر أن المجموعات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها مجموعات تابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) والحزب الإسلامي التركستاني اتخذت نقاط تمركز لها بالقرب من نقطة المراقبة التركية بهدف خلق بنك أهداف جديد يصعب على للجيش السوري استهدافه بسبب قربه من نقاط المراقبة التركية بما يوفر ذرائع لانخراط نقطة المراقبة في دعم هجمات فصائل تنظيم القاعدة.
دعم مباشر لهجمات الإرهابيين
وأوضح المصدر آليات تناغم القصف التركي المباشر لنقاط الجيش مع هجمات جبهة النصرة، مشيرا إلى “مسرحية باتت تتكرر في الآونة الأخيرة تقوم خلالها مجموعات مسلحة أثناء تنفيذ هجماتها على نقاط الجيش السوري بإطلاق بضعة قذائف باتجاه نقطة المراقبة التركية وتسارع إلى اتهام الجيش السوري بذلك،
ما يؤمن الذريعة اللاذزمة لقيام جيش النظام التركي في نقاط المراقبة بمساندة هجمات الواسعة للإرهابيين التي تنطلق من أسفل مظلتها بمحيط نقاط المراقبة التركية، وتقوم نقاط المراقبة بقصف خط الدفاع الثاني للجيش السوري بالتزامن مع تصديه لهجمات الإرهابيين، وكل ذلك بذريعة الرد على تعرضها للقصف من قبل الجيش السوري.. وهكذا”.
تمويه على الجانب الروسي
ولفت المصدر إلى أن نقطة المراقبة التركية في منطقة جبل الزاوية، طلبت سابقا مساندة سلاح الجو الروسي خلال تعرضها لقصف من قبل مجموعات مسلحة، معتبراً أن ذلك كان جزءا من المسرحية ذاتها وهدف الجانب التركي من خلاله للقول: “إننا نقر بأن المسلحين يقومون بقصفنا أحيانا ونبلغ الجانب الروسي بذلك،
أما بقية الحالات فنتعرض فيها لقصف من الجيش السوري ونقوم بالرد” وبذلك تعتقد نقاط المراقبة التركية أنها توفر الغطاء الشرعي لاعتداءاتها على مواقع الجيش السوري ولانخراطها إلى جانب التنظيمات الإرهابية في هجماتها على المناطق الآمنة ونقاط الجيش للتأثير في خارطة السيطرة على الأرض وفي مسار العمليات العسكرية بما يخدم مصالح النظام التركي”.
وكشف المصدر أن الجيش السوري يدرك تماما هذه اللعبة، ولذلك تتعامل مدفعيته بدقة كبيرة مع تحركات وخطوط إمداد المسلحين التي تتظلل بنقطة قوات النظام التركي، مؤكدا انه “لم يتم استهدف نقطة المراقبة التركية رقم 10يوم أمس الخميس،
“حيث بات من المعتاد أن يقوم المسلحون إثناء هجومهم على مواقع الجيش السوري باستهدف نقاط المراقبة التركية في ريفي حماه وإدلب لاتهام الجيش السوري بذلك، وهو السيناريو الذي تكرر عدة مرات في محيط مدينة مورك والصرمان وشير مغار والتي تنتشر بها نقاط مراقبة تركية”.
اقرأ المزيد في قسم اخبار سريعة
واختتم المصدر بالقول: “بات تورط نقاط المراقبة التركية في تقديم الدعم العسكري واللوجستي أكثر افتضاحا خلال الأونة الأخيرة، ونحن نلتزم بعدم استهداف أي من نقاط المراقبة التركية التي تستغل الاتفاقيات مع الأصدقاء الروس بشكل انتهازي لتنفيذ الأجندات التركية في إدلب بشكل يتعاكس مع جوهر تلك الاتفاقيات، ولكننا معنيون بتدمير جميع مواقع المسلحين ومنها مرابض إطلاق القذائف الصاروخية بمحيط نقاط المراقبة التركية”.
وكانت تركيا أعلنت في وقت سابق اليوم الجمعة، قصف مواقع تابعة للجيش السوري، قالت إنها “اعتدت على نقطة مراقبة التركية العاشرة في إدلب”.
وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت ببيان، أمس الخميس، مقتل جندي وإصابة 3 آخرين فيما قالت إنه “هجوم يبدو أنه متعمد للجيش السوري على نقطة المراقبة التركية العاشرة في منطقة خفض التصعيد” بمحافظة إدلب”.
وفي 13 من الشهر الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الإرهابيين قصفوا نقطة مراقبة تابعة للجيش التركي موجودة في منطقة جبل زاوية بإدلب”، وأن سلاح الجو الروسي شن 4 ضربات على الإرهابيين في إدلب وفق الإحداثيات التي قدمها الجانب التركي، حيث توجهت القيادة التركية بطلب إلى مركز المصالحة الروسي بسوريا للمساعدة “في توفير الأمن لعسكرييها وشن ضربات على مواقع الإرهابيين” في إدلب.