ترامب يقر بوجود ٣٠ الف ارهابي في ادلب
متراجعاً خطوات إلى الوراء، أجبرت المواقف الصلبة للدول التي قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فتح جبهات اقتصادية وسياسية وعسكرية معها، أجبرته على اتخاذ مواقف مناقضة خلال قمة «أوساكا» لمجموعة العشرين.
الملف السوري لم يغب عن القمة فبينما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس ضرورة القضاء على بؤر التنظيمات الإرهابية في سورية، أقر ترامب بوجود نحو 30 ألف إرهابي في محافظة إدلب، لكنه شدد على «ضرورة تجنيب المدنيين القتال».
وفي تصريحات للصحفيين أوضح بوتين بعد انتهاء القمة أن اتصالاته مع تركيا حول سورية مستمرة بكثافة أكثر من الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن اتصالاته متواصلة على الأرض بشكل جيد وأنه أطلع ترامب على التطورات الأخيرة في سورية.
وعلى المقلب الدولي أثبت الذكاء الصيني المشهود له في التعامل مع الحرب التجارية والتكنولوجية التي قرر ترامب خوضها ضدها قوته، وأنتج تراجعاً سريعاً عن العقوبات التي فرضتها أميركا بحق شركة «هواوي» العملاقة، ورغبة أميركية أيضاً باستكمال المباحثات التجارية.
بدورها طهران التي نجحت بإيصال رسائلها العسكرية اللازمة، بوجه التحشيدات والتهديدات غير المسبوقة بحقها، دفعت بترامب للحديث مطولاً في «أوساكا» عن الخيارات البديلة، وضرورة «حلحلة» التوتر دبلوماسياً.
أما بخصوص الخلافات مع روسيا فقد نجحت بانتزاع استعداد أميركي للحوار حول رقابة الأسلحة، وغيرها من المواضيع «الجادة» التي شملت أيضاً كوريا الديمقراطية، وغيرها من ملفات أميركا العالقة، بما يسمح بتسمية قمة «أوساكا» بقمة «التراجع الأميركي وحل القضايا العالقة».
اقرأ المزيد في قسم الاخبار
ترامب أكد أن بلاده ستسمح ببيع هواتف «هواوي» في أراضيها، وذلك بعد حظر بيع أجهزة عملاق الاتصالات الصيني في الولايات المتحدة، بدعوى تهديدات أمنية مما تسبب في تراجع مبيعات الشركة.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة العشرين: إنه اتفق مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، على مواصلة بيع المنتجات الأميركية لشركة «هواوي»، مبيناً أن بلاده لن تفرض رسوماً جمركية جديدة على الصين، أو ترفع الرسوم الموجودة بالفعل، في الوقت الراهن على الأقل.
الصين لم تتأخر بالترحيب بقرار رفع بعض القيود عن مبيعات التكنولوجيا الأميركية لشركة هواوي، ونقلت صحيفة «جلوبال تايمز» عن أحد الممثلين الخاصين بوزارة الشؤون الخارجية الصينية قوله للصحفيين «من المؤكد أننا نرحب بتصريح ترامب».
التراجعات الأميركية شملت إيران، حيث كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب اللقاء الذي جمع الرئيس فلاديمير بوتين والأميركي ترامب، بأنه جرى الاتفاق على ضرورة حل قضية التوتر حول إيران بطرق دبلوماسية، الأمر الذي لم يغير بالمواقف الإيرانية شيئاً بانتظار مواقف ملموسة على الأرض، حيث أكدت وكالة «فارس» الإيرانية أن طهران ستتجاوز قريباً الحد المسموح من اليورانيوم المخصب وفق الاتفاق النووي بعد «عدم تلبية نتائج اجتماع فيينا لمطالب طهران».
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله إن قرار إيران تجاوز الحد المسموح من اليورانيوم المخصب، جاء بعد إخفاق باقي الموقعين على الاتفاق النووي في تلبية مطالب إيران الخاصة بحماية نفسها من العقوبات الأميركية.
كما أعلن القائد العام للجيش الإيراني، اللواء عبد الرحيم موسوي، أن قوات بلاده على أهبة الاستعداد «كأنها في ليلة الهجوم»، معتبراً أن معلومات استخباراتها تؤكد أن العدو لا ينوي شن الحرب.
وكان مبعوث إيران لاجتماع فيينا قال يوم الجمعة: إن البلدان الأوروبية لم يكن في جعبتها الكثير لتقدمه في المحادثات التي كانت تهدف إلى إقناع طهران بالتراجع عن نيتها في تجاوز الحد المسموح من اليورانيوم المخصب.
التراجعات الأميركية التي سجلت في «أوساكا» لم تنس ملف كوريا الديمقراطية، حيث اقترح ترامب على الزعيم الكوري، كيم جونغ أون، عقد لقاء في المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين، قائلاً إنه مستعدّ لدخول الأراضي الكورية!
وقال ترامب رداً على سؤال بشأن إمكانية عبوره الحدود نحو كوريا الديمقراطية خلال زيارته للمنطقة المنزوعة السلاح على الحدود مع كوريا الجنوبية، إذا التقى كيم في المنطقة المنزوعة السلاح «بالتأكيد سأفعل. وسأشعر بالارتياح للقيام بذلك. لن تكون هناك أي مشكلة لدي»!
الوطن السورية