500 ألف ليرة سورية تكلفة وشم واحد.. وأكثر الحالات شيوعاً كتابة ’اسم المحبوبة‘ أو مسحه!
كثير منّا يبحث عن الجمال ويسعى إليه، خاصةً في زمن باتت فيه عمليات التجميل أسهل من شربة الماء، وفي ظل هذا الواقع يعتبر انتشار مراكز التجميل بمختلف مناطق العاصمة أمراً منطقياً ، لكن غير المنطقي هو لجوء هذه المراكز إلى أساليب غير صحية، وأشخاص غير مختصين لجعل هذا التجميل وشماً أبدياً.
فلم تعد السيدة السورية بحاجة لوضع الكحل وأحمر الشفاه يومياً، ولا حتى للجوء إلى رسم الحاجبين بعد كل استحمام، لاسيما وأن هذه المراكز ابتكرت حلول “الوشم” المرفق لعمليات البوتوكس والفيلر، وهو خاصية يتم من خلالها وضع الكحل وأحمر الشفاه بنفس الطرق التي يرسم فيها الوشم وبنفس احتياجات التخدير الموضوعي، بالإضافة إلى الحبر الذي يختلف نوعه ولونه حسب المنطقة.
وفي السياق ذاته، أكد أحد ممتهني رسم “الوشم” فادي كوكي الذي يعمل في مركز تجميل بمنطقة “الشعلان” أن لديه يومياً من 3 لـ4 زبائن وسطياً، يطلبون إجراء الوشم سواءً الوشم التجميلي أو الرسم.
وأوضح الواشم أن من أساليب الوشم التجميلي تعبئة الشفاه أو رسم الحاجب، بالإضافة إلى رسم خط الكحل الدائم الذي يستمر بين حدود الـ6 أشهر والسنتين ليعاد تجديده بعد هذه المدة بسبب بهتان لونه أو ظهور رسم حاجب جديدة وفقاً للموضة السائدة.
وأوضح كوكي أن أغلب الحالات طلباً هو حالة كتابة اسم “المحبوبة” أو تغطيته بوشم آخر، وهي الحالة التي يلجأ لها أغلب الشبان الذين يقومون بوشم اسم فتاة، ومن ثم ينفصلون عنها، ليقوموا بإحداث وشم فوقه من أجل إخفاءه أو اللجوء إلى تقنية إزالة الوشم بالليزر.
وبين كوكي أن أسعار الوشم تبدأ من 10 آلاف وما فوق ، حسب نوعية الوشم والأحبار المستخدمة فيه، مشيراً إلى أن أعلى سعر وشم قام به هو 500 ألف ليرة سورية لوشم “بورتريه” واقعي بأحبار ملونة.
وعن المضاعفات التي عانى منها زبائنه خلال فترة عمله، بين كوكي أنه خلال 17 عاماً، ظهرت مضاعفات لـ3 أشخاص فقط، بسبب الاستحمام بماء مجرثم بعد إجراء الوشم، موضحاً أن المواد يتم شرائها من موزعين في بيروت.
اقرأ أيضا: لأول مرة .. الشركة العامة للكهرباء تشتري الطاقة الشمسية من القطاع الخاص
لافتاً إلى أن مواد الوشم واحدة سواء كانت مستخدمة لرسم الكحل أو للوشم على الذراع أو مناطق أخرى، مبيناً أن فترة بقاء الوشم على الذراع أو مناطق الجسم المختلفة تكون أكثر طولاً من الفترة التي يبقى فيها وشم المكياج، فغالباً الوشم يبهت لونه في المناطق التي تكون فيها حركة كثيرة كالوجه.
من جهتها، أوضحت طبيبة الجلدية ديمة قدور أن أضرار الوشم سواء كان على الذراع أو الوشم البديل عن المكياج واحدة، مبينةً أنها تتلخص بجرثمة الإبرة المستخدمة، أوحساسية الشخص تجاه أحبار الوشم، مؤكدة ضرورة إجراء فحوصات طبية للتأكد من عدم حساسية البشرة تجاه حبر الوشم.
وأضافت قدور أنه في حالات قليلة تؤثر أحبار الوشم على المدى الطويل على العقد اللمفاوية ما يسبب أمراض مسرطنة، والاحتمال يكون أكبر في حالات رسم وشم فوق وشم آخر.
وختمت أن من أهم سبل الوقاية من مضاعفات الوشم هو ترخيص المراكز المختصة بالوشم وفرض فحوصات معينة يقوم بها كل من أخصائي الوشم والشخص الطالب للوشم، وإبقاء هذه المراكز تحت رقابة وزارة الصحة.