السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

كمال خلف: احتجاز ناقلة النفط الايرانية لخنق دمشق.. كيف سترد طهران؟

كمال خلف: احتجاز ناقلة النفط الايرانية لخنق دمشق.. كيف سترد طهران؟

تشعر طهران بالغضب جراء احتجاز ناقلة نفطها في مضيق جبل طارق من قبل السلطات المحلية رمزيا، والبحرية البريطانية فعليا، وتدرك طهران أن مصدر الفكرة جاء من واشنطن، وبريطانيا هي المنفذ المطيع، كما تشكك طهران بالأسباب التي ذكرها بيان الخارجية البريطانية، وفي صلبه أن شحنة النفط كانت في طريقها إلى سوريا وهي بذلك تخرق العقوبات الأوربية والأمريكية المفروضة على دمشق.

طهران استدعت السفير البريطاني في طهران “روب ماكير” وبلغته احتجاجها على هذا العمل الاستفزازي في مياه يجب أن تكون الملاحة فيها حرة، هذا ما قاله الإعلان الرسمي الإيراني، ومن المؤكد أن إيران نقلت للحكومة البريطانية عبر السفير ما هو أكثر من إعلان احتجاج، وهو طلب مباشر وفوري بالإفراج عن الناقلة “غريس 1″، لان احتجازها حسب رأي طهران غير قانوني، وترى أوساط سياسية إيرانية أن ما جرى هو قرصنة أمريكية بيد بريطانية، وان كانت الناقلة احتجزت في مياه اسبانية، وإن الحادثة ليست إلا رد من واشنطن على خطوتها الأخيرة في خفض التزامها بالاتفاق النووي، وزيادة مخزونها من اليورانيوم، ورفع مستوى التخصيب في مفاعل “نتانز”.

الرواية الايرانية التي سوف نسمعها على لسان الساسة والقادة الايرانيين خلال الساعات المقبلة، سوف ترتكز على مسألتين مهمتين حول هذه الحادثة كما نعتقد . الاولى أن احتجاز الناقلة جرى على مسافة شاسعة عن السواحل السورية وعند عبورها المضيق من الأطلسي إلى البحر المتوسط ، فكيف يمكن تثبيت أن شحنة النفط كانت ذاهبة إلى سوريا، وليس إلى وجة أخرى؟، وإذا كان سبب احتجاز شحنة النفط هو العقوبات على سوريا فلماذا لم تحتجزها امريكا في المياه الإقليمية قبالة السواحل السورية؟، لدى طهران الآن قناعة راسخة أن احتجاز الناقلة يستهدف صادراتها النفطية واطلاق مبرر العقوبات على سوريا ليس سوى ذريعة.

المسألة الثانية الجانب القانوني لعملية إعتراض ناقلة النفط، ونوع العقوبات المفروضة على دمشق، وهي عقوبات أحادية من الأوروبيين والولايات المتحدة وليست عقوبات أممية عبر مجلس الأمن، ولذلك حسب وجهة النظر الإيرانية، فإن هذه الدول لا يحق لها إجبار دول أخرى الإلتزام بعقوبات أحادية، وبالتالي لا تخالف إيران القانون الدولي بإرسالها شحنة نفط إلى سوريا، والعقوبات لا تلزم إلا الدول التي أصدرتها.

اقرأ ايضا: غزوة جبل طارق: حصار سوريا إلى تصاعد

وفي نطاق الرد على هذه الخطوة، تعرف إيران تماما أنها مستهدفة في صادراتها وأنها هدف للاستفزاز، لذلك فإن أولوية طهران هي فرض الافراج الفوري عن الناقلة، خاصة أن بريطانيا لم تذكر في بيانها مصير الناقلة أن كانت ستعيدها إلى مصدرها أو سوف تستولي على الشحنة بالكامل، والامر الآخر حسب ما نعتقد هو أن ترد إيران على هذه الخطوة بواحدة مثلها في مياه الخليج وبحر عمان، ولا نستبعد أن تقوم إيران باحتجاز ناقلة لسبب ما، أو استهداف ناقلة دون أن تعلن عن ذلك. لكن الثابت حتى الآن أن هذا العمل سوف يزيد من التوتر في المنطقة، وإن استراتيجية الصبر الإيراني سوف تتحول إلى استراتيجية مواجهة في المدى المنظور.