ما الذي يفعله رجال أعمال روس في حلب؟
تشهد سوريا حركة سياحية متزايدة، في معظم المناطق التي نفضت عنها غبار الحرب والإرهاب، كما في مدينة حلب التي استقبلت خلال الأيام الأخيرة مجموعة من رجال الأعمال الروس الذين زاروها كسياح وباحثين عن فرص استثمارية جديدة.
كاميرا “سبوتنيك” رافقت أربعة من رجال الأعمال الروس خلال جولتهم على معالم المدينة وأوابدها وأسواقها العتيقة وقلعتها الصامدة، وذلك بعدما زاروا محافظات سورية مختلفة سجلوا خلالها شهاداتهم على عودة الحياة والأمن والاستقرار إلى هذه المناطق، وعلى ما خلفه الإرهاب من دمار لحق بالإرث الإنساني العريق في سوريا.
رجل الأعمال الروسي (Mikhail seryakov) وهو مالك شركة سياحة وسفر قال في لقاء مع “سبوتنيك”: “إن روسيا وسوريا ترتبطان بعلاقات صداقة متينة وقديمة، أعتقد أنها بدأت في ستينيات القرن الماضي، ولذاك أعتقد أن روسيا ستستمر في تقديم الدعم لسوريا حتى عودة الحياة الطبيعية إلى جميع مناطقها”.
وأضاف: “معظم ما قدمته وسائل الإعلام حول سوريا هو مجرد دعاية، ولكن ما رأيته على أرض الواقع في هذا البلد هو صمود أسس الدولة على عكس بعض البلدان مثل ليبيا، ففي سوريا رأينا الناس يتجولون بحرية ويرتادون المقاهي والأماكن العامة وهناك أمل كبير في أن تعود الحياة الطبيعية في جميع الأراضي السورية كما كانت قبل الحرب وآمل أن يشعر الناس بهذا قريبا”.
بدوره أوضح (Mikhail klochkov) وهو صاحب شركة استثمارات عقارية روسية أن “الكثير من الأصدقاء تحدثوا عن سوريا وعن زياراتهم لهذا البلد الجميل، وقد أردت أن أرى هذا البلد بأم عيني وأتعرف عليه وعلى ما يمثل، وهناك الكثير من أصدقائي الروس كانوا يعيشون في سوريا ويريدون العودة إليها مرة ثانية وزيارتها من جديد، وأنا أتيت إلى سوريا لأتعرف على هذا البلد عن كثب”.
وأضاف: “لدينا قناة على اليوتيوب نحمل فيها ما نصوره في بلدان مختلفة، ونحن نصور مشاهداتنا في سوريا وبالتأكيد سنعرض أفلاما عن هذا البلد تظهر حقيقتها وتظهر ما فعلت بها الحرب، كما نطمح لأن يهتم مواطنونا الروس بسوريا وأن يزوروها بهدف السياحة لأن السياحة قطاع مهم في الاقتصاد، ونريد عبر السياحة أن نسهم في نهوض سوريا اقتصاديا”.
بدوره، قال (Denis karepin) وهو يدير مكتبا للسياحة والسفر في روسيا: “يمكن القول إن المناطق التي لم تطالها الحرب ولم يتمكن الإرهابيون من دخولها لا تزال مفعمة بالحياة، ورغم الحرب والدمار اللذين لحقا بسوريا، فقد أمضيت يومين رائعين من رحلتي هذه، ولا تتخيلوا ما عشته لدى مشاهدة المناطق المنكوبة والمدمرة نتيجة الحرب، ولكني على أمل كبير بأن تعود الحياة إلى طبيعتها في المناطق المتضررة تماما مثل المناطق التي لم يدمرها الإرهاب والتي ظلت الحياة فيها طبيعية ومستمرة”.
أما (Victor okhotin) وهو مدرب مصارعة روسي متقاعد، فقد أعرب لـ”سبوتنيك” عن تمنيه لو كان بإمكانه أن يدعو “الجميع” لزيارة سوريا، معتبراً أن العلاقات السورية الروسية تقدم مثالا هاما عن الصداقة بين الشعوب والبلدان، “ومن هنا كان وقوف روسيا إلى جانب سوريا في محنتها، ولولا الدور الذي لعبته روسيا في الحرب ضد الإرهاب، ربما كانت سوريا لا تزال في خضم الدمار والإرهاب ولكانت توقفت عن الاستمرار كدولة مستقلة”.
اقرأ أيضا: الكهرباء والمياه تعودان إلى تدمر
وكان السفير السوري في روسيا، رياض حداد، أعلن في مقابلة مع صحيفة “إزفيستيا” الروسية، شهر أغسطس آب من العام الماضي أن “سوريا تريد خلق خلفية موثوقة للتعاون مع روسيا. وخاصة في مجال السياحة والزيارات إلى الأماكن المقدسة ودور العبادة التاريخية، موضحاً أن السياح الروس لن يواجهوا مشاكل في الحصول على التأشيرات، حيث “يحصل المواطنون الروس على تأشيرة بدون أي مشاكل، بمجرد القدوم إلى سفارتنا في موسكو وتقديم الوثائق اللازمة” لافتاً إلى أن “سوريا آمنة الآن، يمكنك أن تصل بأمان من مطار دمشق إلى كل من المعالم التاريخية وشواطئ اللاذقية”.
وكان رئيس وكالة السياحة الحكومية الروسية قد بحث مع وزير السياحة السوري، بموسكو العام الماضي، بالفعل قضايا تتعلق باستئناف العلاقات بين البلدين في مجال السياحة. وقدم ممثلو الوفد السوري مقترحات حول مشاركة الجانب الروسي في تطوير البنية التحتية للمناطق السياحية الآمنة والجذابة من سوريا، وكذلك في تنظيم المسارات الثقافية والتاريخية والدينية والجبلية والشواطئ والسياحة البيئية في سوريا.
سبوتنيك