قرارات سالفيني عرضة للخرق مجددا.. “أليكس” تنزل مهاجرين جدد في لامبيدوزا
للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، “أليكس”، سفينة الإنقاذ الألمانية التابعة لمنظمة “ميديتيرانا” الإيطالية غير الحكومية، تحدت قرارات وزير الداخلية الإيطالي ماثيو سالفيني ودخلت المياه الإيطالية وأنزلت المهاجرين ال54 الذين كانوا على متنها حفاظا على أرواحهم.
المنظمة أوضحت أنه في صباح يوم السبت، تم إنزال 11 مهاجراً من الأطفال والنساء الحوامل، فيما تم إنزال 41 آخرين بالإضافة الى طاقم السفينة فيما بعد. وأكدت مسؤولة على متن المركب أن مالطا، ومن باب التعاون الأوروبي، كانت عرضت إرسال سفينة عسكرية لنقل المهاجرين، ولكن الامر كان معقدا. فالتواصل مع مركز التنسيق والإنقاذ في إيطاليا ومالطا “كان عصياً على التحقق، والإبحار إلى ميناء فاليتا بدا لنا صعب. لذلك، وحفاظا على سلامة المهاجرين، بدا ميناء لامبيدوزا الأنسب بالنسبة لنا… انتظرنا طويلا ولم يأت أحد، فما كان علينا إلا الرسو”.
المسؤولة أضافت أن طاقم أليكس وقائدها لم يودوا انتظار حدوث حالة طوارئ تدفعهم للرسو وإنزال المهاجرين، وأكملت “الآن يجب أن تثبت الحكومات الأوروبية ما إذا كانت تدعم موقف إيطاليا أم لا، لا يمكن المساومة على أرواح الناس”.
وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني وقبيل رسو السفينة كان قد أكد على قراره بإغلاق الموانئ بوجه سفن الإنقاذ الإنسانية. وبعد أن تجاوزت السفينة أوامره، قال إنه سيقدم شكوى ضد طاقم السفينة، وكتب على حسابه على تويتر “يجب أن يوضعوا في السجن”. ونشرت صحيفة “كورريرو ديلا سيلا” عن وزيرة الدفاع الإيطالية قولها بأن هناك سفنا عسكرية لمجابهة المهربين، وفي هذا إشارة إلى سفن الإنقاذ الإنسانية.
وكانت ألمانيا وفرنسا انتقدتا العام الماضي تعاطي سالفيني مع المستجدات، وأكدت باريس أن سالفيني “يتصرف بشكل هستيري” حينما يتعلق الأمر بالمهاجرين، فيما طلب وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر من سالفيني إعادة التفكير بسياسته وقال “لا يمكننا تحمل مسؤولية مراكب على متنها أشخاص تم إنقاذهم من الغرق، وبقائهم أسابيع في المتوسط لانهم لا يستطيعون إيجاد ميناء”.
سيناريو كارولا ريكيت يعاد من جديد
“أنا سعيد جدا لأننا تمكنا من إنقاذ 54 شخصا من جحيم ليبيا”، قال قائد سفينة “أليكس” توماسو ستيلا لصحيفة “كورريرو ديلا سيلا”. وأوضح أن قرار الدخول إلى المياه الإيطالية كان لازما للحفاظ على حياة المهاجرين، خاصة وأنهم أمضوا أكثر من 50 ساعة على متن السفينة الصغيرة.
ستيلا سار بمركبه على خطى القبطانة كارولا ريكيت، متجاهلا قرار وزير الداخلية لتمسكه بقوانين إنقاذ المهاجرين في البحر. وفور رسو السفينة، احتجزها الأمن الإيطالي وفتشها واعتقل قبطانها الذي يخضع حاليا للتحقيق بتهمة تسهيل الهجرة غير الشرعية.
ومن المتوقع تغريم السفينة بمبلغ 16 ألف يورو ومنعها من الإبحار.