الولايات المتحدة تدق إسفيناً بين الأردن وسوريا
اعتبر خبير عسكري سوري أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن إقامة معسكرات تدريب لعملائها من تنظيم “مغاوير الثورة” الإرهابي على الأراضي الأردنية، يهدف لدق الأسافين بين دمشق وعمان، وهو مخطط خطير يتعلق بالحدود السورية العراقية وبمناطق شرق الفرات ومستقبل المنطقة برمتها.
قال العميد المتقاعد علي مقصود، في حديث لوكالة “سبوتنيك”: “لا أستطيع الجزم فيما إذا كان الأردن يتبنى قرار تدريب عملاء “مغاوير الثورة السورية” التابعين للجيش الأمريكي أم لا، ولكنني أرى بوضوح المعطيات التي تشير إلى أن الأردن يعمل بكل استطاعته لإنهاء وجود هذه المجموعات الإرهابية من جهة، كما يريد إنهاء ملف المهجرين وإعادتهم إلى مناطقهم من جهة ثانية، لأن القيادة الأردنية اكتشفت بعد كل التطورات بما فيها تطورات “صفقة القرن” أن الخاسر الأكبر في المنطقة سيكون النظام الأردني”.
وتابع “لذلك أعتقد أن ما يتم ترويجه من معلومات عن عودة الأردن لرعاية وتدريب هذه المجموعات الإرهابية هو محاولة لدق الأسافين بين الأردن ودمشق، ولتجييش الشارع السوري ضد الأردن، وإعطاء الانطباع بأنه منخرط في الأعمال المعادية لسوريا وللقضية الفلسطينية، خاصة بعدما رفض الأردن المشاركة في ورشة عمل المنامة واتخذ عدة مواقف تتعلق بصفقة القرن أدت إلى رفع الدعم الخليجي عن المملكة، كما حاولت عرقلة التقارب السوري الأردني قبل وبعد إعادة فتح معبر نصيب الحدودي بين البلدين، ومن الأمثلة على ذلك التحذيرات التي أطلقها الملحق التجاري الأمريكي في السفارة الأمريكية بالأردن في وجه التجار والصناعيين الأردنيين بعد توجههم إلى دمشق بهدف التعاون الاقتصادي.
وأضاف العميد مقصود “إن تنظيمات مغاوير الثورة وأسود الشرقية وشهداء القريتين هي فصائل إرهابية استولدتها الولايات المتحدة الأمريكية من رحم داعش وأعادت تدريبها وانتشارها لتقدمها على أنها فصائل غير إرهابية، وفي الحقيقة هي فصائل داعشية تعمل تحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكية في قاعدة التنف وهي من يؤمن الحراسة لهذه القاعدة، وهذه الفصائل التي دأبت أمريكا على تقديمها ورعايتها ومنع استهدافها أو توجيه أي ضربات لها باعتبارها مجموعات مسلحة معتدلة، يتشكل عمادها وعديدها من إرهابيين وقادة دواعش نقلتهم القوات الأمريكية من الرقة قبل تسويتها بالأرض، ومن حوض اليرموك في الجنوب السوري قبيل انتهاء معركة تحرير ريف درعا والقنيطرة، وأخيراً من ريف دير الزور الجنوبي الشرقي وتحديداً من منطقة الباغوز”
وتابع “كما فتحت باب الانتساب على مصراعيه للمزيد من المتطوعين مرغبة إياهم بظروف التدريب الآمنة على الأراضي الأردنية وبالرواتب المرتفعة “بالدولار” التي سيتم دفعها على نفقة النفط السوري المسروق من مناطق شرق الفرات، وهو ما يوضح أسباب إقامة قواعد أمريكية جديدة في حقول النفط السوري وخاصة حقل العمر”.
وأشار العميد مقصود إلى أن استخدام اسم الأردن يهدف فيما يهدف إلى التأثير على موقف العشائر العربية في منطقة شرق الفرات والأنبار العراقية إلى جانب التأثير السعودي الذي مثلته جولة الوزير السبهان الأخيرة بين الرقة ودير الزور، وما تضمنته من إغراءات مادية للعشائر، لأن المشروع الأمريكي المتعلق بتنظيم “مغاوير الثورة” التابع للجيش الأمريكي يرتبط بشدة بمستقبل منطقة شرق الفرات وبالعلاقة مع التنظيمات الكردية، تماما كما يرتبط بمحاولات السيطرة على الحدود السورية العراقية بغية قطع التواصل السوري العراقي الإيراني.
وختم العميد مقصود بالقول: إن المخطط الأمريكي الجديد سيفشل كما فشلت جميع مخططاتها في المنطقة ولن تكون هذه الجولة الأمريكية على شبيه الحصان المسمى بـ “مغاوير الثورة” الهزيل سوى جولة دونكيشوتية جديدة، ومن هنا يأتي تكثيف الاجتماعات السورية الإيرانية العراقية للبدء بمد مشاريع الربط السككي، ومن هنا كذلك تأتي تصريحات رئيس الوزراء العراقي حول تصدير النفط إلى سوريا، ومن هنا أيضا نستطيع فهم جوهر العمليات التي يخوضها الحشد الشعبي والجيش السوري لتطهير الحدود المشتركة بين سوريا والعراق من فلول تنظيم داعش.
وأعلنت قوات “التحالف الأمريكي” عن اجراء مناورات بالأسلحة الثقيلة في منطقة التنف على الحدود العراقية الأردنية السورية، بالتشارك مع عملاء تابعين للجيشين الأمريكي والبريطاني ينتمون لتنظيمي “مغاوير الثورة السورية” و”أسود الشرقية، كما أعلنت عن قد فتح باب الانتساب للتنظيمين لقاء رواتب كبيرة وفتح معسكرات لتدريب المنتسبين الجدد في معسكرات خاصة على أراضي المملكة الأردنية.