“حنين الجباعي” الناجية من مجزرة “داعش” تحقق النجاح في الثانوية
نجحت “حنين الجباعي”، الاسم الذي حُفِر في ذاكرة السوريين كأحد الناجيين من اليوم الأسود لهجوم “داعش” على ريف “السويداء” قبل أقل من عام.
الشابة التي واجهت “داعش” بكل وحشيته، عادت لتواجه امتحانات الثانوية بفرعها العلمي، وتحرز نجاحاً تمنت لو أن والدتها وشقيقاتها اللواتي قتلهن “داعش” حاضرات تزف لهن الخبر وتفرح معهن، لكن للقدر في “سوريا” حسابات أخرى دائماً.
“الجباعي” وبعد المجزرة تركت قريتها “الشبكي” وعاشت لدى أقاربها في مدينة “السويداء”، حيث تابعت تعليمها، كما تقول مضيفة لـ”سناك سوري”: «لم يكن العام الفائت عاديا كان قاسيا بالقدر الذي جعلني أرى الحياة بمنظور آخر يبدأ من الدراسة، وتحقيق حلم أمي التي كانت خسارتي لها فادحة».
اقرأ أيضا: وزير التربية: نتائج التعليم الأساسي “التاسع” في غضون 10 أيام
الشابة التي تستعد لتحقيق حلمها بدخول الجامعة رغم أنها لن تدخل كلية الطب كمان كانت ترغب، حصلت على مجموع قدره 2150 علامة، وتؤكد أنها لم تدخر جهداً خلال أشهر الدراسة في مدرسة “عصام حرب” داخل “السويداء”.
اقرأ أيضاً: “السويداء”.. ناجون من هجوم “داعش” يروون تفاصيل اللحظات الأخيرة!
السويداء تحصد التفوق
في السياق ذاته، حصل الطالب “قيس هيثم جربوع” على المركز الأول على مستوى “سوريا” في امتحانات الشهادة الثانوية الفرع العلمي، بمجموع قدره 2896 علامة وقد خسر أجزاء بسيطة من العلامة في الكيمياء، وهو اليوم يستعد لدراسة الهندسة التي يحبها وليس الطب كما اعتاد الأوائل أن يدرسوا.
يقول “قيس” لـ”سناك سوري”: «أنا طالب في مدرسة المتفوقين الثانية اتبعت الدورات ولم أنقطع عن ممارسة الرياضة وأي من هواياتي، كنت متابعا بشكل يومي للدروس. في المرحلة الاعدادية حصلت على المركز السادس على المحافظة واليوم حققت حلمي بتفوقي على القطر».
يؤكد الطالب أنه وطيلة أيام الدراسة لم ينقطع عن ممارسة هواياته وأهمها الرياضة، ولم يتلقّ دروساً خصوصية إلا بشكل بسيط جداً، وهو اليوم يشعر برضى كبير، ويقدم شكره لأهله ومدرسيه.
المركز الثاني على مستوى البلاد ذهب أيضاً إلى محافظة “السويداء”، وكان من نصيب الطالب “فهد ماهر جمول” و”سارة كرم الحلبي”، اللذان حصلا على مجموع 2895 في الفرع العلمي.
في حين حصلت ابنة “السويداء” “راما ناصر علبة” على المركز الأول على مستوى “سوريا” بالثانوية الفرع الأدبي، بمجموع قدره 2735 علامة.
تقول “راما” من مدرسة “زيد كرباج” في مدينة “شهبا” لـ”سناك سوري”: «الجميع يعرف صعوبة الفرع الأدبي وطبيعة المواد خسرت الجزء الأكبر من العلامات بمادة الفرنسي وكنت واثقة من التفوق أتمنى أن يكون لي نصيب في التفوق في المرحلة الجامعية وفي مجال الإعلام كما أحلم».
لم تهمل “راما” خلال العام الدراسي ممارسة هواياتها في المطالعة خصوصاً، وتؤكد أن التفوق يحتاج إلى تنظيم الأوقات والتحلي بثقة عالية بالنفس.
رغم كل ما عاشته “السويداء” خلال العام الفائت والجاري من توترات وإنفلات أمني، وهجوم “داعش” إلا أن بعض الطلاب نجحوا بفصل أنفسهم عن تلك الأحداث والتركيز في دراستهم، مقدمين نموذجاً يُحتذى به في التعامل مع الظروف وعدم الاستسلام لها.