الأربعاء , أبريل 9 2025
شام تايمز

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

كيف تؤمن سوريا احتياجاتها من المشتقات النفطية؟.. الشفافية ليست مطلوبة دائماً

شام تايمز

كيف تؤمن سوريا احتياجاتها من المشتقات النفطية؟.. الشفافية ليست مطلوبة دائماً

شام تايمز

تعمدت الحكومة خلال اجتماعها الإسبوعي أن يكون أول خبر صادر عنها هو التأكيد بأنّه لن يكون هناك رفع لأسعار المازوت الذي سيبقى مدعوما في كافة القطاعات حفاظاً على الأسعار وتجنيب للبلاد أي موجة غلاء ..

شام تايمز

أكثر من ذلك قالت الحكومة في سورية ” البلد الذي يعاني من الحرب والحصار منذ أكثر من ثمان سنوات ” أن مازوت الشتاء متوفر وسيتم توزيغه ابتداء من شهر أب على دفعتين بموجب البطاقة الذكية التي قد ترتفع كمية المخصصات من المازوت بموجبها للمناطق الأكثر برودة وهو خيار تتم دراسته بشكل جدي ..

قد لا يدرك كثيرون الظروف الصعبة التي تعمل فيها ليس الحكومة فحسب بل الدولة كلها في سبيل تأمين المشتقات النفطية والغاز ..

ظروف لو ُشرحت بخفاياها وتفاصيلها لقدمت إجابات مباشرة على الكثير من الأمور التي تطرح على شكل اتهامات وانتقادات ولكن يبدو أن بقاء الاسئلة بلا أجوبة أفضل في هذه المرحلة ؟.

وهنا لابد من الإشارة الى أنّ إدارة ملف شراء وتأمين المشتقات يأخذ يوميا ساعات من عمل الحكومة والمؤسسات المعنية .. تماما كما يستحوذ على موارد وقطع أجنبي لايعتقد أحد أن تأمينها بالأمر السهل في ظل ما تعاني منه البلاد من ندرة بالقطع خاصة وأن مليارات الاحتياطي كانت قد صرفت قبل قدوم الحكومة الحالية . ويكفي أن نقول أنّه عندما جاءت الحكومة الحالية كانت مخازين الوقود بالكاد تكفي لأسبوع ؟

لا نعلم إذا كان مطلوبا من الإدارة الحالية في الحكومة أن تكون شفافة الى الدرجة التي تخرج فيها للملأ وتعلن كيف تدير ملف النفط والمشتقات وحتى الغاز وقبل أسابيع قليلة موضوع تأمين القمح وقبله الحليب والدواء و كل تلك المواد التي التزمت الدولة بتأمينها تلبية لمتطلبات لا يمكن التخلي عنها ؟ .

ما يهمنا ربما هو أنّها تؤمن تلك الأثمان الباهظة وتؤمن الطرق لتأمينها الى داخل البلد .. واستطاعت أن تتغلب على أزمات الوقود رغم أن مستوى الخطر وصل الى مرحلة انعدام المادة فعلا حيث وصلت المخازين الى أدنى مستوى وتمت مواجهة الأمر بكثير من ” الجسارة ” و ” العناد ” وتوفرت المادة لاحقا .والجميع عليه أن يتخيل ما ذا حدث .. ويتوقع كم من عقد لم ينفذ في تلك الفترة بسبب الحصار وكم من سفينة لم تصل بسبب العقوبات هذا ولم نتخدث عن انقطاع الواردات من إيران ؟

وللعلم فإن الأمر حدث في الطحين أيضاً وقبل اسابيع قليلة فقط من الآن كان مخزون البلاد من الطحين بالكاد يكفي ل 7 أيام واليوم لدينا ما يكفي لستة أشهر قادمة و بعد فترة وبفضل تواتر عمليات التسويق والاستيراد معاً ستتمكن سورية من امتلاك مخزون يكفي لعام وربما أكثر ؟

هناك من يحاول الحديث عن أشخاص معينين تخصهم الدولة و تعطيهم العقود الكبيرة خاصة النفط والمشتقات.. ما لايدركه الكثيرون أن هؤلاء الموردين هم من تصدوا لتنفيذ هذه العقود في أحلك الظروف عن سواهم من أصحاب الأموال الكثيرة ” سواء كانوا أثرياء من مرحلة الحرب و بسببها أو قبلها ” , ورغم المخاطرة الكبيرة والمؤكدة أحيانا ” تصدى هؤلاء ” وهم قلة لتأمين احتياجات معينة لاتستطيع الدولة بمؤسساتها تأمينها بسبب الحصار والعقوبات وأكثر مما لايمكننا التطرق إليه ؟

نحن شعب عاش لعقود معتمداً على وقود مدعوم كان في مرحلة من المراحل شبه مجاني ومن الصعب ان نتقبل ارتفاع الأسعار خاصة وأن الدخول والرواتب محدودة وهي معادلة واقعية .

وكلنا نجد من أنّ حقنا الشرعي أن نطالب برفع الرواتب والأجور بما نستطيع معه مواجهة كل هذا الغلاء ..في الحقيقية كانت زيادة الرواتب مطروحة وكان من المفروض أن تكون قد نفذت منذ أشهر ولكن كان واضحا للجميع أن ” السفن سارت عكس ما تم التخطيط له ” .. وجاء الحصار والعقوبات و توقف توريدات النفط الخام الايراني الذي كان يغطي نتيجة تكريره احتياجات البلد ويغطي مستورداتها من المشتقات أيضا بل وأكثر من ذلك ؟ ..

كل ذلك والحرب لم تنتهي هذا عدا عن المضاربات في سوق الصرف وصعوبة التحويل ولن نغفل الأخطاء التي وقعت أحيانا في إدارة بعض الملفات ..

كل ذلك لربما جعل الأوضاع المعيشية تبدو أكثر قسوة وضغطا على المواطن الذي ابتعد كثيرا عن امكانية تلبية ..

الجانب المضيء في الأمر هو إصرار الحكومة على تبني سياسة دعم الانتاج في مختلف قطاعاته وبالفعل قامت بخطوات غير مسبوقة على هذا الصعيد ولكن جميعنا يدرك أن هناك سياسات لاتثمر فورا , ولكن علينا أن نؤمن أنّ موسم الحصاد في الكثير من السياسات لم يعد بعيدا .. وبدأ في العديد من القطاعات الاساسية وخاصة الصناعة و الزراعة وحتى السياحة . هذا عدا عن الانتصار في التصدي لقطاع الخدمات الذي كان مطلوبا انجازه مع كل عملية تحرير ..

لربما تحقيق الارتياح اتجاه الأمور يحتاج لوقف وجع الأزمات ولكن هل يتم توجيه كل الامكانيات لتخفيف الأزمات .. هل هو المطلوب في بلد يخرج من الحرب بكل هذا الكم من الدمار والخراب وتراجع الايرادات والحصار والعقوبات ..

البلدان التي تخرج من الحروب تركز على البناء والإعمارفي شقيه ” البشر والحجر ” كي تتمكن من الاستمرار و ضمان تجاوز ويلات الحرب وبناء مستقبل أفضل .. هي إذا لم تفعل ذلك فستكون فريسة المرحلة التالية من الحروب أي ” الضياع والفلتان والحرب الأهلية ” لذلك فإن صون الانتصار يكون في الالتفات المتوازن نحو القضايا الأساسية عبر التعامل بحكمة وذكاء مع الأزمات الطارئة و الخوض الاستراتيجي والمدروس في عملية التنمية وهو ما تفعله الدولة في سورية عبر عملية استغلال مركزة للوقت وللامكانيات المتوفرة .. وتلك التي يمكن توفيرها ..

لن يرتفع سعر المازوت .. والبنزين سيخضع لمتغيرات الأسعار العالمية والانتاج المحلي .. والقمح والأدوية وكل التزامات الدولة اتجاه مواطنيها تحت السيطرة و لفترات زمنية مشابهة لتلك التي تعتمدها البلدان المستقرة التي لاتعاني من حروب و حصار . والليرة تحت السيطرة عكس ما يلح البعض في الترويج له .. كل ذلك احتاج ويحتاج الى امكانيات مادية كبيرة تبذلها الدولة كي تبقى الأمور تحت السيطرة ..

على التوازي يجب أن يترافق كل ذلك مع تبني سياسات تنموية متوازنة ..

ورغم كل الظروف فما تقوم به الحكومة حاليا يجب أن تخلق له أسباب الاستمرار والبقاء كي تصل البلاد الى النقطة التي تستطيع معها النهوض بقوة وشجاعة .. ؟

سيرياستيبس

إقرأ أيضاً: طلاب هذه المحافظة هم الأوائل على مستوى القطر في الثانوية العامة بفرعيها

شام تايمز
شام تايمز