من “كشكول” إلى “أبو رمانة” يختلف الكرز .. والزمن.. ودمشق

من “كشكول” إلى “أبو رمانة” يختلف الكرز .. والزمن.. ودمشق

في الطريق من كشكول إلى أبو رمانة، تنقسم دمشق إلى عالمين، ناس تترفه وأخرى تستمر، ولا يجمعهم سوا اسم “الشام”.

تحت جسر الكباس، لم يوجد فقط بعض المتسولين من الأطفال، الذين باتوا مشهورين أكثر من الجسر نفسه، بل يوجد أيضا بعضا من الفاكهة الملطخة بالأوساخ، والمحمولة على عربة، يجرها طفل نحيل، كأنه أتى لتوه من حرب “اليمن”.

يصرخ الطفل مناجيا المارّة بالشراء، لاقتناء هذه الفاكهة الصيفية، المخصصة للدرجة الثانية من البشر، فيكمل المارون طريقهم غير آبهين بهذا الصوت المتعب.

تنطلق سيارة الأجرة إلى مكان مغاير تمام إلى النصف الثاني من العالم، وما إن تصل إلى “أبو رمانة” حتى يظهر الكرز اللامع على العربة ذاتها إلا أن الشاب البائع يبدو أكثر نضارة، ربما مراعاة للمارة من المترفين، فمن غير المعقول أن يشتري سكان كوكب زمردة الفاكهة من جائعي الصومال.

إلى كل من يعتقد ان دمشق الحديثة هي أبو رمانة والمالكي والمهاجرين، والشام القديمة هي السور الأثري بما يضمه من أحياء، فليضع في ذاكرته منطقة تسمّى “كشكول” يجاورها أحياء أخرى عانت من النسيان

هاشتاغ سوريا