من لاجئ بمخيم إلى لاعب في نادي يوناني كبير لكرة السلة
فر كريست وامبا من بلاده الكونغو برازفيل في 2015 عندما كان عمره لا يتجاوز 15 عاما، قبل أن يصل إلى مخيم موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية. كان هدفه الوحيد أن يصبح يوما لاعب كرة سلة محترف. وهو رهان في طريق تحقيقه في الوقت الحالي مع فريق “لريس” سلونيك الذي يلعب له، والذي يحظى بشهرة كبيرة في اليونان. بورتريه:
اختار كريست وامبا الهجرة نحو أوروبا في سن مبكر، حيث لم يكن يتجاوز عمره 15 عاما. كانت بالنسبة له الطريقة الوحيدة لمعانقة حلمه في اللعب لأحد أندية كرة السلة الكبرى. لقد تعلق باللعبة مبكرا رغم أن بلاده الكونغو لا تتوفر على أندية ذات سمعة كبيرة في كرة السلة على المستوى الدولي أو الأفريقي.
كانت كرة تصاحبه حيثما حل وارتحل. “في الكونغو، كانت كرة بصحبتي باستمرار. كنت ألعب كل اليوم، كل ساعة. أذهب إلى المدرسة مصحوبا بها. لم يكن لنا في الأسرة الكثير من المال، لكن كنت أفضل شراء كرة بدل الطعام”، يسترجع وامبا ذكرياته مع اللعبة في بلاده.
مغامرة الهجرة
رغم صغر سنه، عاش وامبا، ككل المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم عبر البحر للوصول إلى أوروبا، تجربة قاسية مع الهجرة دون أن يفرط للحظة واحدة في كرته. انتقل في البداية إلى تركيا عبر رحلة جوية مصحوبا بكرته غير المنفوخة، التي جمعها في حقيبته. ومن المدينة الساحلية إزمير، ركب قاربا برفقة 64 مهاجرا.
كانت الرحلة خطيرة، حسب ما يرويه وامبا لمهاجر نيوز. “ضعنا في البحر، ولم يكن لنا الوقود الكافي لمواصلة الرحلة. بدأ الماء يتسرب إلى القارب. وطالبنا المهربون الذين كانوا يرافقوننا بإلقاء أغراضنا في المياه”. كان مجبرا على توديع كرته. ويتذكر وامبا بأسف انفصاله عنها: “كنت مرغما على فراقها”، قبل أن يتدخل خفر السواحل اليوناني لإنقاذ الجميع.
عاش مرارة المخيمات في الجزيرة اليونانية ليسبوس. بل أنه فكر يوما في وضع حد لحياته. “كنت لا ألعب كرة السلة، وأفكر صباح مساء كيف أخرج من المخيم. كنت أشعر كأني حيوان في قفص”، يستحضر هذه الفترة الصعبة من حياته في المخيم. “المخيم كان مكتظا بالمهاجرين، ولم يكن هناك متسعا للجميع لأجل النوم. في بعض الأحيان كنت أنام أرضا. وللحصول على الطعام كان علي أن أقف في الطابور لحوالي الثلاث ساعات”.
موهبة رياضية يحتضنها فريق يوناني
مكنته موهبته الكبيرة في كرة السلة من دخول نادي “لريس” اليوناني من بابه الواسع. وجاء ذلك بعد أن جرب حظه بالتسجيل على منصة على الإنترنت، تعرف بالمواهب الرياضية، تنفيذا لنصيحة من أحد أصدقائه عندما كان لايزال في المخيم. “سجلت نفسي، ونشرت فيديوهات لي ألعب فيها كرة السلة”. وابتسم له الحظ عندما اتصل به لاعب دولي سابق في اللعبة لزاروس بابادوبولوس، الذي تحدث عنه لمدرب النادي اليوناني قبل أن يقرر ضمي لفريقه. وهو اليوم “سعيد جدا” بهذا التحول في حياته.
” لم أكن أنوي البقاء في اليونان، لأني لا أتحدث لغة البلد، لكن في آخر المطاف شعرت بأني مرتاح هنا”، هكذا يفسر الكونغولي وامبا سر اختيار بقائه في اليونان. لكن بهدف واحد ووحيد هو إبراز مواهبه أكثر في اللعبة، واللعب لأحد الأندية الأمريكية الكبرى مستقبلا.
لقد تغيرت حياته اليوم كليا. أصبح يحصل على راتب شهري من النادي، إلا أنه لا يلعب بشكل رسمي في الفريق في انتظار تسوية وضعيته الإدارية. وهذا بعد أن رفض طلب لجوئه، إلا أنه استأنف هذا القرار. ويعول على تبني الدولي السابق بابادوبولوس له لخوض المنافسات الرسمية مع فريقه، فيما خصصت له المفوضية العليا للاجئين منزلا خاصا في إطار تشجعيها للمواهب في مختلف الميادين.