صفقة “أس-400” كما لم تُروَ: حبال بوتين كثيرة.. وخوف من “غدر” أردوغان!
ربط المحلل المتخصص بالشؤون الروسية، ماكسيم سوخوف، صفقة منظومة “أس-400” الدفاعية الصاروخية- التي بدأت روسيا عملية تسليمها إلى تركيا- بسعي موسكو إلى بناء شرق أوسط أقل اعتماداً على الولايات المتحدة الأميركية.
وفي التقرير الذي نشره موقع “المونيتور” الأميركي، أوضح سوخوف أنّ موسكو أدركت منذ فترة طويلة أنّ القبضة الأميركية على المنطقة مرتبطة بمكوّنها العسكري إلى حدّ كبير، مشيراً إلى أنّ المقترحات الروسية وفرّت لبلدان، مثل مصر والعراق، حلاً لخفض الاعتماد السياسي-العسكري على الولايات المتحدة. أمّا بالنسبة إلى السعودية على سبيل المثال، فتمثّل الاتفاقات العسكرية مع روسيا ورقة ضغط في المفاوضات مع الأميركيين، بحسب ما رأى سوخوف.
وتابع سوخوف بأنّ منظومة “أس-400” إلى جانب المقترحات العسكرية-التقنية الروسية الأخرى تخدم هدف روسيا القاضي بأنّ “تفرّق وتسد”، موضحاً أنّ موسكو تكسب شركاءها عبر تزويدهم ببديل سياسي أو عسكري أو تكنولوجي لما تقدّمه الولايات المتحدة.
في هذا الصدد، نقل سوخوف عن محلل شؤون السياسة الخارجية والدفاع الروسية، بافيل لوزين قوله إنّ منظومة “أس-400” تحوّلت إلى أداة للسياسة الخارجية الروسية.
وعلّق لوزين: “تحاول روسيا لعب دور القوة البديلة على مستوى العلاقات الدولية.
وتتيح إمدادات صواريخ الأرض-جو الطويلة المدى لموسكو بناء أو الحفاظ على علاقة تعاون طويلة المدى مع العملاء مثل تركيا، والصين والهند”، مضيفاً: “أمّا بالنسبة إلى دول أخرى، مثل قطر، وفيتنام، ومصر، فمن شأن عملية شراء “أس-400″ المحتملة أن توفّر لها خيارات إضافية وفتح مجالات جديدة في سياساتها الخارجية”.
في المقابل، نبّه لوزين من أنّ عملية تسليم منظومة “أس-400” ستصبح مضمونة بنسبة أقل، في حال مارس الأميركيون ضغوطاً “بما فيه الكفاية” على تركيا.
توازياً، ذكّر سوخوف بالمخاوف من استخدام الأتراك المنظومة ضد الطائرات الروسية ما إن ينتهي شهر العسل بين الرئيسيْن الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان وما إن تتجاوز تركيا خطوط موسكو الحمراء في المنطقة.
كما تحدث سوخوف عن الخوف من قيام تركيا بتوريد خصائص المنظومة التكنولوجية إلى الأميركيين بموجب اتفاق منفصل، بما يتيح للولايات المتحدة تعديل طائراتها لتزاد فعالية في وجه الـ”أس-400″ في حال وقوع مواجهة عسكرية مع روسيا.
في هذا السياق، نقل سوخوف عن رئيس تحرير مجلة “تصدير الأسلحة”، أندريه فرولوف، نفيه هذيْن الادعاءيْن، إذ أوضح أنّ المنظومة التي تسلّمها روسيا لتركيا هي نسخة معدّة للتصدير ومختلفة عن تلك التي تستخدمها روسيا، كاشفاً أنّ المنظومة أصبحت “قديمة”، حيث تعمل روسيا حالياً على منظومة أكثر تطوراً.
يُذكر أنّ وزارة الدفاع التركية، أعلنت الثلاثاء، استمرار وصول معدات المنظومة إلى البلاد، لليوم الخامس على التوالي، مؤكدةً في بيان أن عملية شحن معدات منظومة “إس-400” ما زالت مستمرة، وأنه هبطت الطائرة الحادية عشرة في قاعدة “مرتد” الجوية في العاصمة أنقرة.