وزير الداخلية الألماني يتحدث بشكل “صارم” عن اعادة طالبي اللجوء الذين لا يحتاجون حماية
في مقابلة مع DW قال هورست زيهوفر إن التوصل إلى حل أوروبي لمشكلة اللاجئين الذين يتم إنقاذهم في البحر مسألة وقت. وتحدث الوزير عن أهم الأفكار المطروحة لمواجهة المشكلة ومن ضمنها تسريع عودة اللاجئ إلى بلده الأصلي.
أعلن وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر في مقابلة له مع DW أنه لم يتم بعد التوصل خلال اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي اليوم في العاصمة الفنلندية هلسنكي إلى اتفاق بشأن توزيع اللاجئين الذين يتم إنقاذهم من البحر المتوسط. لكنه يعول على إمكانية التوصل إلى حل نهائي خلال أسابيع:
دويتشه فيله/ DW: السيد زيهوفر، اتفقتم خلال اجتماع و وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في العاصمة الفنلندية هلسنكي على” آلية طوارئ” لإنقاذ اللاجئين في البحر المتوسط، غير أنه تم تأجيل البث في كيفية العمل بها حتى سبتمبر/ أيلول المقبل. لماذا لم تصلوا لاتفاق نهائي حتى الآن؟
هورست زيهوفر: لأن المواقف مختلفة داخل أوروبا، لن نتمكن من حل معضلة الهجرة إلا بمشاركة عدد كبير من الدول الأعضاء داخل الاتحاد، بالأخص في مجال الإغاثة البحرية. إلى حد الساعة لم يكن ممكناً الجمع بين المصالح المتضاربة، لكننا خطونا خطوة كبيرة إلى الأمام من خلال الاتفاق على مواصلة العمل في باريس يوم الاثنين. ثم تأتي الجولة النهائية بقرار في أوائل سبتمبر/ أيلول القادم في مالطا. وهذا متفق عليه مع إيطاليا ومالطا. الفرنسيون أيضاً إلى جانبنا. لهذا السبب أعتقد أننا سنتوصل إلى الحل في أوائل سبتمبر/ أيلول.
هل يمكن القول أنكم كونتم “تحالفاً” للدول التي هي على استعداد لاستقبال اللاجئين في حالة الاتفاق على حل الطوارئ؟
نعم، أعتقد أننا حصلنا على موافقة عدد كبير من الدول. والجديد في الموضوع أننا لا ننتظر الحصول على موافقة جميع الدول، لكن يجب أن يكون هناك عدد مقبول. وبعد نقاش اليوم، أستطيع القول أنه لدينا فرصة في الحصول على موافقة 12 دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد على الأقل.
لا يحق للعديد من الأشخاص الذين تم إنقاذهم في البحر المتوسط اليوم تقديم اللجوء في الاتحاد الأوروبي بموجب القواعد المعمول بها حالياً. كيف تريدون التعامل مع هؤلاء الأشخاص؟ هل سيبقون في إيطاليا؟ أم هل سيتم إحضارهم إلى ألمانيا أو كيف تعمل آلية الطوارئ هذه؟
نتفق جميعاً على هذه النقطة وهي وجوب إعادة هؤلاء الأشخاص إلى بلدانهم الأصلية في أسرع وقت ممكن. نحن الآن بصدد التفكير والعمل على وضع آلية تضمن ذلك. كما يجب ضمان إعادة الأشخاص سواء من موانئ الإرساء أو من الدول الأعضاء في أوروبا في غضون بضعة أسابيع
كيف تمنع عملية إنقاذ بحرية مع خطة “آلية الطوارئ” الجديدة، الهجرة المتزايدة؟
هناك آليات أثبتت فعاليتها اليوم، مثل إعادة المهاجرين من ليبيا إلى بلدانهم الأصلية. حسب الأرقام التي أعرفها، نجح ذلك في حالة حوالي 40 ألف مهاجر. ولدينا خفر السواحل الليبي قبالة ساحل ليبيا لوقف هذا التحرك غير المنضبط.
من جانبها أوضحت الحكومة الإيطالية هذه الأيام أنها ستدعم خفر السواحل الليبي بشكل أكبر. وكأوروبيين، يجب علينا أيضاً إرسال إشارة واضحة إلى أن الشخص، الذي ليس بحاجة إلى حماية لن يتمكن من البقاء في أوروبا. أيضا المنظمات غير الحكومية تتحمل مسؤولية في العمل على عدم تشجيع الهجرة غير الشرعية بشكل غير مباشر.
هل لديك انطباع بأن إيطاليا تتصرف بشكل بنَّاء ؟
نعم، لقد رأيت زميلي ماتيو سالفيني، بالأمس واليوم، يركز بشدة على المبررات المتعلقة بالمشكلة، وقد أجرينا محادثات ثنائية بدافع حلها. أنا أتفهم موقف مالطا وإيطاليا بأنهما لا يستطيعان حمل مشكلات الهجرة عن كاهل أوروبا. لذلك علينا أن ندعمهم. وحينها سننجح. أوضحنا لسالفيني أننا نريد مساعدته بصدق. لديه أيضاً مخاوف مشروعة، لأنه ينبغي في غضون أسابيع قليلة تحديد من هم الأشخاص الذين بحاجة للحماية. إذا استمر ذلك لعدة أشهر، فإن وضع الإقامة يصبح أمرا واقعا والتعامل معه صعب من الناحية القانونية. لقد كانت مناقشات بناءة للغاية مع ايطاليا، وكذلك مع الدول الأعضاء الأخرى.
هورست زيهوفر، (70 عاماً) يشغل منذ مارس/ آذار 2018 منصب وزير الداخلية والمسؤول عن الهجرة. أبرم السياسي من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU) منذ عام مضى، “حزمة قوانين للهجرة” مع وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، و لم تصل إلى أي نتيجة ملموسة حتى الآن.
أجرى الحوار: بيرند ريغيرت