السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

قريباً جداً..”سورية ما بعد الحرب”

قريباً جداً..”سورية ما بعد الحرب”

قد لا تتأخّر الحكومة السورية لتُعلن ما يستحق اسم “النسخة الورقيّة للانتصار”..وهذه ليست جرعة تفاؤل زائدة، بل توصيفاً واقعياً لخلاصة جهود مضنية بُذلت لإنتاج الملف الاستشرافي المتكامل ” سورية ما بعد الحرب”.

منذ أيام كانت الطاولة المستديرة للحوار حول التفاصيل في مبنى رئاسة مجلس الوزراء، وفي الحقيقية كانت أقرب إلى جلسة الاعتماد بالأحرف النهائية لسيناريو إعادة البناء الحقيقي والمتوازن لسورية الجديدة بقوامها السياسي والاقتصادي والبنيوي المتكامل..”خطّة” تمتد في الأفق القادم حتى العام 2030.

ولعلّه من العسير في هذا الظرف العصيب المتداخل بمفردات التأثير، والمتبدّل باعتبارات تقويم الغد، أن يُصار إلى البلورة النهائية لمثل هذا الجهد غير التقليدي..فلا زمنياً ولا مكانياً تبدو مثل هذه المهمة سهلة الإنجاز..لكنها أنجزت وبإصرار تكفّل بأن يجعلها تحظى بتوقيع حكومة المهندس عماد خميس،

التي بدا واضحاً أنها غير مقتنعة بمجرّد “إطفاء الحرائق” رغم أن ثمة ذرائع مقنعة لترحيل الملفّات الصعبة على طريقة الحكومات السابقة.. يمكن أن تلوذ بها الحكومة الحالية للهروب من الاستحقاقات الصعبة.

اقرا المزيد في قسم الاخبار

لقد توقفت مكنة التخطيط خلال سنوات الحرب على سورية..وعملت حكومات ما بعد العام 2011 كـ “فرق إطفاء” وليس إلّا وهذا ليس انتقاصاً، بل توصيفاً لوقائع وحقائق راسخة.

وكانت آخر خطّة أعدت وكانت مطرح جدل هي الخطة الخمسية الحادية عشرة، التي كانت السنوات الأولى للحرب مداها الزمني..بعدها لم نعلن عن الخطة الخمسيّة الثانية عشر، وكاد هذا المفهوم يغيب عن أجندة الذهن التنفيذي تماماً.

نحن اليوم أمام حالة استدراك ..مداها الزمني أكثر من خطتين خمسيتين..أي تلافي الفجوة التخطيطية التي أحدثتها الحرب..خطة مزدوجة زمنياً وفق تقاليد التخطيط السوري.

اتسمت بتوزيع هادئ وموضوعي للمهام بنفحة تشاركية فاعلة بين القطاعين العام والخاص..خطّة أمل محمّلة على القناعات بأن السوريين قادرين على حرق المراحل في إعادة إنعاش بلدهم بعد أن أنقذوها من بين أيدي واستطالات قوى استهداف كبرى.

“الخطّة الرسالة” ربما لن يتأخر إعلانها، محمّلة بمضامين هي سياسيّة في الواقع لكن بلبوس اقتصادي..ليفهم العالم أن في سورية بلد الحضارة العريق..إرادة حياة لا تنكسر.

سورية ” ما بعد الحرب” ستكون أفضل و أجمل من سورية ما قبل الحرب، رغم أنها كانت ملفت انتباه ومثار إعجاب الجميع.

ناظم عيد- الخبير السوري