من بين المعتقدات غير المنطقية التي تسكننا، هناك أسطورة متجذرة بعمق هي فكرة العلاج المعجزة أو “إكسير الحياة” القادر على أن يهبنا الشباب، الصحة، الجمال، السعادة.
نعرف أن هذا ينافي كل منطق. لكن في أعماق أنفسنا، نحن نحافظ على أمل مجنون بالعثور على الوصفة السحرية التي تحتوي على أسرار مختبئة منذ فجر التاريخ.
والنتيجة هي أن مليارات الدولارات تُنفق على منتجات ذات مظهر خداع بأشكال وألوان وتسميات مبتكرة ليس لها أي أثر إلا في إثراء من يبيعونها…
في أفضل الأحوال، هذه المنتجات المصنعة لها تأثير وهمي بسيط.
في أسوأ الأحوال، هي مؤذية للصحة، تسبب خللاً في الهورمونات، تعرقل الوظائف الحيوية.
لأن الحقيقة تكمن في أن أفضل أسرار الصحة موجودة من حولنا، في أطباقنا، في بيئتنا وفي حياتنا كل يوم. لنعد إلى الوراء ونتذكر الوصفات البسيطة من تقاليد أسلافنا، التي تكمن قوتها في منتجات خام، بسيطة، غير مصنعة أو مصنعة بالحد الأدنى.
العسل الغني باللقاح من أزهار البراري، خل التفاح غير المبستر من تفاح الحقول، الطعم المر للهندباء، أو اللاذع للفجل…
هذا ما يعطينا الفرصة لنكشف لكم عن وصفتنا “المعجزة” المتوارثة منذ أجيال :
مشروب خل التفاح، العسل والقرفة
إنها وصفة بسيطة جداً ومكوناتها من السهل العثور عليها، وهي تؤثر على كل أعضاء الجسم. إنها تعالج الإمساك، تخفف الالتهاب، تدعم الكلى، وهي مفيدة للقلب، تقي من الالتهابات البولية وتحاربها، تحمي من غزو البكتيريا والفطريات والفيروسات، وتكسبكم مناعة ضد الرشح والكريب.
ومع هذا، فإن مفتاح فعاليتها يكمن في ألا تستخدموا إلا مكونات ذات نوعية ممتازة :
القرفة السيلانية الحقيقية (وهي صفراء، مؤلفة من بضعة قشور رقيقة ملتفة على نفسها، وتتفتت باليد)؛ يجب أن تكون أيضاً عضوية، حتى لا تحتوي على أي أثر من المعادن الثقيلة؛
العسل الخام والأفضل أن يكون عضوياً. العسل العضوي يعني ببساطة أن النحل لم يجن لقاح الأزهار والنباتات التي عولجت بمبيدات حشرية أو مبيدات أعشاب أو أي منتجات أخرى مؤذية. كلمة “خام” تعني أن العسل لم يتعرض للتسخين وهذا ما يحافظ على فعالية الأنزيمات؛
وبكل تأكيد، خل التفاح يجب أن يكون عضوياً وغير مبستر. إنه يحتوي على البكتيريا التي تغذي الفلورا المعوية وتنشط جهاز المناعة. التفاح العضوي لا يحتوي على مبيدات حشرية ولا معادن ثقيلة ولا سموم.
طريقة التحضير بسيطة : امزجوا بدقة 500 ملل من الخل مع 250 غرام من العسل ثم أضيفوا إليهما ملعقتين صغيرتين من القرفة المطحونة ناعماً.
ضعوا المستحضر في قنينة مغلقة بإحكام في البراد.
كل صباح وكل مساء خذوا ملعقتين كبيرتين من هذا المشروب المقوي.
اقرا أيضا: هل تستعمل الدماغ الأيمن أم الدماغ الأيسر ؟ قم بهذا الاختبار لتعرف
إليكم أيضاً وصفة أخرى، بسيطة جداً أيضاً، يمكنكم أن تناوبوا بينها وبين الوصفة السابقة.
إنها وصفة تستطيعون تحضيرها في بضع ثوانٍ إذا كانت المكونات بمتناول يدكم.
عندما تشربون كوباً كل صباح، مباشرةً بعد أن تستيقظوا وفبل أن تضعوا أي شيء في معدتكم، ستطردون السموم من كبدكم وستنشطون إفراز الأنزيمات الهضمية من أجل امتصاص أفضل للأطعمة طوال اليوم.
كل ما تحتاجونه هو المياه المعدنية أو المفلترة، خل التفاح (الخام والعضوي) ونصف ليمونة حامضة عضوية.
إنها أبسط ما يمكن.
مرة أخرى، نوعية المكونات تلعب دوراً أساسياً. الماء من مياه الينابيع في قنينة زجاجية إذا أمكن أو من ماء مفلتر. خل التفاح يجب أن يكون عضوياً وغير مفلتر إذا أمكن. هذا يعني أن يكون معكراً قليلاً ويحتوي على البكتيريا والخمائر التي تحول الكحول إلى خل.
الليمون الحامض يجب أن يكون عضوياً لأنه لا يحتوي على المبيدات الموجودة في الزراعة التقليدية.
املأوا كوباً من الماء الساخن، اعصروا نصف الحامضة واسكبوا ملعقة صغيرة من خل التفاح. اشربوا بجرعات صغيرة، التأثير مذهل وفوري تقريباً.