السيل السوري المسروق
تحت العنوان أعلاه، كتب أنطون لافروف، في “إزفستيا”، حول رعاية الولايات المتحدة تهريب النفط من سوريا.
وجاء في المقال: في الصحراء السورية، وفي وادي الفرات وما وراء الفرات، بدأ تهريب النفط السوري يكتسب زخماً مرة أخرى. يحدث ذلك بعد هزيمة داعش. فالآن، عندما يعاني سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة من نقص حاد في موارد الطاقة، يتدفق الذهب الأسود السوري مرة أخرى إلى الخارج من منطقة الاحتلال الأمريكية. في السابق، كان دفق البترودولارات يغذي الآلة الدعائية والعسكرية للإرهابيين. والآن، توفر حقول النفط السلاح للجماعات المناهضة للحكومة والثروة الشخصية لقادتها.
وفي الصدد، صرح رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول، سيرغي رودسكوي ، في الـ 29 من يوليو، بأن الشركات العسكرية الأمريكية الخاصة، التي يفوق مجموع عناصرها 3.5 ألف شخص، تنهب منشآت النفط السورية تحت غطاء التحالف الجوي.
بطبيعة الحال، لم يصل هذا العمل بعد إلى تلك المقاييس المذهلة التي وصل إليها في العام 2015.
التهريب اليوم، أكثر سرية. يقال إن النفط يذهب من المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة إلى تركيا بآليات فردية وليس بقوافل لا نهاية لها. بعد أن تم إخراج الدواعش من المناطق الحدودية، تكثف التهريب إلى العراق، وخاصة إلى منطقة كركوك. فهناك تسهل قوننة النفط السوري تحت ستار عراقي.
اقرأ المزيد في قسم الاخبار
الحصار المفروض على الطاقة، استراتيجية متعمدة من الولايات المتحدة وحلفائها للضغط على سوريا. فبالإضافة إلى اعتراض ناقلات النفط، يحاول الأمريكيون بنشاط منع “تهريب” النفط “من سوريا إلى سوريا”، أي النقل من المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية إلى الشاطئ الحكومي. من الواضح أن هذا لا يسهّل إقامة حياة سلمية في البلاد.
ما زال ربع الأراضي السورية والجزء الأكبر من مواردها النفطية تحت سيطرة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة. في الواقع، أصبحت هذه المناطق محمية عسكرية، أو مجرد منطقة احتلال أمريكي. ووفقا للقوانين الدولية، فإن هذا يعني أنهم مسؤولون عن كل ما يحدث في هذه المناطق، بما في ذلك التعدين غير القانوني وتهريب موارد الطاقة من البلاد.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة