لماذا توقفت النيران في إدلب؟
قبل الإعلان التمهيدي عما حدث في ادلب كانت وسائل إعلام قد سربت معلومات حول نية انقرة تغيير موقفها في هذا الملف بالتزامن مع انعقاد مؤتمر استانا، وفي تلك المعلومات أن السلطات التركية وعبر ضباط ارتباطها على الحدود وفي غرفة عمليات ادلب قد طلبت من قادة الفصائل التوحد فيما بينهم كي لا يكون موقف أنقرة ضعيفاً في المفاوضات.
لم تمض ساعات على نشر تلك التسريبات، حتى تم الإعلان عن موافقة الجيش السوري على وقف مشروط لإطلاق النار في ادلب، يقضي بتراجع المسلحين بحدود 20 كيلومترا بالعمق من خط منطقة خفض التصعيد بإدلب وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مقابل وقف إطلاق النار.
المراقبون المنتظرون لما ستفضي إليه أستانة، اعتبروا تلك التطورات بمثابة انتصار للحكومة السورية بمساعي الحليفة الكبرى روسيا، حيث ان الجانب التركي وبطلب من الجماعات المسلحة تقدموا بفكرة وقف النار بحسب رأيهم.
اقرأ المزيد في قسم الاخبار
بينما قال آخرون بأن اشتراط الجيش السوري وقف نيرانه على الجماعات المسلحة في ادلب، يعد دليلاً على الأخبار التي تناقلت تقدمه الكبير في تلك المناطق ليس من باب الحرب النفسية وإنما حقيقة واقعة وإلا لما كانت الجماعات المسلحة قد طالبت بوقف إطلاق النار لو أنها كانت المسيطرة على الموقف وفق قولهم.
مواقع التواصل الاجتماعي غصت بالتفاعلات حول الموضوع، حيث قال أحد الناشطين الموالين للجماعات المسلحة عبر تغريدة له: إن المجاهدين عملوا بمبدأ درء المفاسد ودفع القتل، والحرب صولات، وصولة ادلب الأخيرة لم تكن في صالحنا فكان الأفضل الوصول إلى أقل الضرر.
في حين امتعض ناشطون معارضون من تقدم الجماعات المسلحة بطلب وقف النار، واعتبروه دليلاً على ضعف تلك الجماعات، فيما سخر آخر من بعض قادة الجماعات التي كانت تتوعد السلطة السورية وجيشها، وإذ بالسحر ينقلب على الساحر، خاتماً بالقول: لا تكذبوا علينا وتجعلونا نعيش في أحلام وردية، عندما تكونون ضعافاً او خاسرين صارحونا.
بالعودة لرأي المتابعين فقد اعتبر البعض أن من مصلحة تركيا التوصل إلى وقف إطلاق النار، صحيح أن أنقرة كانت تتمنى لو أن الجماعات المسلحة تقدمت وسيطرت على المزيد من القرى أو المناطق في ريفي اللاذقية وحماة، لكن أن تكون ادلب منزوعة السلاح مع تراجع جماعاتها المسلحة سيناريو افضل من تقدم الجيش السوري إلى هناك وسيطرته على المزيد من المناطق بما يضعف موقفها التفاوضي لاحقاً بحسب تحليلهم.