ماذا سيحصل إذا فشلت الهدنة هذه المرة وكيف سيدخل الجيش السوري إلى إدلب؟
يستعد الجيش السوري الذي حشد أكبر تعزيزات له في تاريخ الحرب السوري على جبهات إدلب والشمال لمرحلة حاسمة، وبعد عمليات عسكرية برية وجوية وصاروخية في آخر شهرين دمرت الكثير من مواقع وتحركات ومقاتلي التنظيمات المسحلة،
قررت دمشق إعطاء فرصة هدنة مقابل انسحاب المسلحين لمسافة 20 كيلو متر عن مختلف خطوط النار الشرقية والغربية، وقبل الفصائل وقف إطلاق النار، والآن ينتظر الجيش السوري انسحاب الفصائل من أجل أن تستعيد الدولة السورية المناطق وإعادة افتتاح طريق حلب دمشق الدولي.
المرحلة القادمة هي انسحاب “النصرة” وتقدم الجيش السوري في كل المحاور، وإذا لم تنسحب “النصرة” والمسلحين، فإن الجيش السوري سينتقل لعمليات عسكرية بقوة نارية جوية وصاروخية وبرية تاريخية ستشل حركة المسلحين وتنهي وجودهم وستكون خسائرهم فوق توقع تركيا والممولين في الخليج، وحتى فوق توقع قادة الفصائل، وسيكون التقدم أسرع مما يتوقعه الجميع.
والفكرة الأساسية هي أن المعركة لن تقتصر على ريف حماة الشمالي كما يتوقع البعض، بل إن ريف إدلب والمدينة وكل الشمال السوري لن يهدأ إلى أن يصل الجيش السوري إلى الحدود.
اقرأ المزيد في قسم الاخبار
ودمشق كشفت أن الجيش سيتقدم ويحرر كل إدلب، وبالتالي فإن فشل هذه الهدنة، سوف يؤدي إلى أحداث كبيرة وتاريخية أهمها تحرير إدلب، والقوة الصاروخية والعسكرية والجوية المخصصة لتحرير إدلب سوف تفاجئ الجميع.
وكانت الحكومة السورية أعلنت موافقتها المشروطة على هدنة تشمل جبهات القتال في حال انسحب الإرهابيون إلى مسافة 20 كيلو مترا تطبيقا لاتفاق سوتشي، فيما ساد هدوء حذر على المحاور منذ صباح يوم أمس الجمعة، تخلله خروق نفذته الجماعات المسلحة ضد إحدى نقاط الجيش السوري.
ونقلت صفحات أن تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي وافق على الهدنة ببيان ولكنه لم يشر إلى انسحابه، كما اعتبر وفد المعارضة في أستانا أن الاتفاق إيجابي، ورحبت روسيا بقرار الحكومة السورية.
دمشق أكدت أمس عبر رئيس الوفد السوري إلى “أستانا” الدكتور بشار الجعفري أنها ستمنح الجانب التركي (بحسب قول الجعفري) فرصة لتطبيق الاتفاق وسحب المسلحين وسلاحهم وأشارت إلى أن هناك مدة زمنية وأن صبر دمشق له حدود حول تنفيذ الاتفاق وأنها مصرة على استعادة إدلب والقضاء على الإرهاب،
ونقل موقع “الوطن أون لاين”، أن هدوءا حذرا ساد في منطقة خفض التصعيد بأرياف حماة الشمالي و إدلب الجنوبي.
وأضاف الموقع أن الهدوء جاء رغم خرق التنظميات المسلحة في الثانية صباح أمس (وما زال مستمرا حتى اللحظة) للاتفاق وهاجمت نقطة للجيش السوري في منطقة بريديج في ريف حماة الشمالي الغربي.
من ناحيته اعتبر وفد المعارضة في مباحثات “أستانا” أن اتفاق وقف النار إيجابي، وقال رئيس وفد المعارضة السورية إلى محادثات أستانا، أحمد طعمة، في حديث لوكالة “سبوتنيك” أمس الجمعة، “النقطة الأساسية التي جئنا من أجلها وقف إطلاق النار ووقف حمام الدم. أعتقد أنه بعد مفاوضات مكثفة وعسيرة توصلنا إلى هذه النقطة، وباتفاق ليس محددا بأجل، وهذه نقطة إيجابية مع ضمانات أن كل طرف من الأطراف ينفذ الالتزامات التي يتقدم بها وبتقديرنا هي التزامات معقولة”. في حين نشرت صفحات أن تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي أعلن ببيان موافقته على الهدنة، لكنه لم يعلن في البيان انسحابه.
واعتبر الإعلامي الخبير بالشأن السوري كمال محمد جفا، أن بيان تنظيم “النصرة” الإرهابي غامض وملتوي، ولا يوجد فيه أي التزمات بالانسحاب أو سحب الآليات الثقيلة، وكتب على صفحته على “ألفيسبوك”:
“بيان هيئة تحرير الشام حول قبول الهدنة غامض وملتوي ولا يوجد فيه أي التزام بالانسحاب أو سحب الآليات الثقيلة أو تسليم المنطقة لأي جهة أخرى كـ تركيا أو روسيا أو قبول أية ترتيبات أخرى”.
وأوضح جفا: “معظم السوريين يرفضون أي هدنة أو وقف لإطلاق النار مع أناس لاعهد لهم ولا ميثاق، لكن أكثر الانتصارات ربحا بالنسبة لكل السوريين هي الانتصارات التي تنتج عن مصالحات كما حدث في القلمون الشرقي وحمص القديمة وبعض مدن الغوطة الشرقية”.
وأضاف: “إن كان هناك رغبة حقيقية لتركيا في المساعدة في تطبيق سوتشي فإن منطقة خفض التصعيد ستؤدي إلى منح مدينة حلب ٢٠ كم إضافية على كامل المحور الغربي وعلى كل الجبهات القتالية في العيس وصولا لسراقب وكل الأوتستراد الدولي بين حلب واللاذقية وأيضا حلب – حماه وحتى مرتفعات كبانه والتي ستكون مناطق آمنه خالية من الإرهاب.
وتابع: “الهدنة ضرورية خلال الأيام المباركة بسبب الأعياد ومن حق هؤلاء الأبطال المقاتلين أن يرتاحوا وأن يكونوا بين أهلهم وإخوتهم في فترة الأعياد وتوفير أي نقطة دم لأي بطل من أبنائنا هي مصلحة وطنية عليا ومكسب لنا جميعا، وإن تم الالتزام بالشروط السورية فهو خير لنا جميعا وإن لم يتم الالتزام فالعودة الى الميدان هي الخيار الأخير”.