الكفرون.. ما لا تعلمونه عن أحدى أقدم القرى الكنعانية السورية القديمة
تعتبر الكفرون احدى القرى الكنعانية السورية القديمة وتدل بقايا الآثار الموجودة حتى الآن في موقعها القديم في منطقة مزار الشيخ عبد الله الذي يبعد عن الموقع الحالي 800م، على عبادة السوريين لآلهة المطر (أتارغائيس).
انتقلت الكفرون من موقعها القديم إلى مكان آخر صار الآن امتداد للقرية الحالية ويعرف قديماً باسم ((المينا)).
تعتبر الكفرون، من المناطق العريقة في التاريخ السوري القديم. وبحسب المصادر التاريخية القديمة القليلة.
أول من سكنها كان الفينيقيون ومن ثم الرومان بعدما سيطروا على سوريا بين الأعوام (333- 395) قبل الميلاد. فهناك العديد من الآثار البيزنطية التي لا تزال تشهد على عراقة وأصالة هذه المنطقة كالقناطر الحجرية و آبار المياه التي صنعت على النمط الروماني القديم.
تقع قرى الكفرون إلى الشمال الشرقي من صافيتا على بعد 16 كم منها ، وتبعد عن طرطوس 48 كموثلاث كيلو مترات جنوب بلدة مشتى الحلو.
وترتبط منطقة الكفرون بشبكة طرق واسعة تصلها بالمناطق كافة الى صافيتا والساحل وحمص والداخل ومع المناطق القريبة المجاورة مصياف- جبل الحلو- منطقة الناصرة والوادي وطرابلس في لبنان
تتميز قرى الكفرون بمقوماتها السياحية والطبيعية، حيث تنساب الينابيع بين صخورها المكسوة بالغار والزيتون، منها نبع الشيخ حسن في كفرون حيدر المعروف بمياهه العذبة الطبيعية التي تعتبر رافداً أساسياً لنهر الأبرش الذي يصب في بحيرة الباسل.
هناك ينابيع غزيرة أخرى في البلدة منها: الشير وكركر والحومة والصحن وفرشلو وغبيسي والصوراني والسارود والعروس ونبع وادي العديدة ، وكلها تشكل مع غيرها روافد نهر الأبرش.
ويحيط بمنطقة الكفرون ثلاثة جبال رئيسية هي:
جبل السيدة العذراء: وهو بركاني مخروطي قاعدته كلسية ،يقع في الجهة الشمالية الغربية للكفرون بارتفاع 600 متر عن سطح البحر، وعليه آثار فينيقية وصليبية، منها السور المتهدم الأطراف الذي يحيط بقمة الجبل والكنيسة، وأيضاً على قمته قلعة وكنيسة قديمة شبه مندثرة تعود للعهد البيزنطي وهي الآن مزار.
ويقام على جبل السيدة سنوياً حفل فني بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، في 15 آب من كل عام، يحضره عدد كبير من السياح والمصطافين من داخل سورية وخارجها.
الكنيسة : هي كنيسة الحارة، تتوسط قرى الكفرون
جبل السايح: يمتد من الغرب إلى الشرق مقابل قرى الكفارين، وتغطي قمته غابة صغيرة بنيت عليها مجمعات الشاليهات الجبلية الحديثة.
جبل السن: الواقع في الجهة الشرقية لقرية نبع كركر.
وتنفتح إلى الجنوب الغربي على وادي جميل تجري فيه أنهار الشيخ حسن ونبع العروس ووادي العديدة الدائمة الجريان المغطى بأكمله بالأشجار الزراعية والغابية الدائمة الخضرة.
أرضها خصبة للزراعة، تكثر فيها أشجار التفاح و اللوزيات والحمضيات و الزيتون والكرمة بالاضافة لذلك يقوم السكان بزراعة الخضروات والبقوليات بأنواعها.
إن مقومات الجمال في الكفرون وتنامي السياح والمصطافين والوافدين إليها جعلها مقصداً لمتعهدي البناء، فانتشرت الجمعيات السكنية التي تقسم أبنيتها ومشاريعها وفق نظام يراعى الطبيعة الجبلية لتلك المنطقة، فهناك مجموعة مشاريع فيلات رابية الكفرون، وهي عبارة عن 100 من القصور والفيلات والشقق المبنية بالحجر الأبيض، وهناك حوالي 800 شقة سكنية.
وأهم ما يميز الكفرون المقاصف السياحية التي تستوعب السياح والمصطافين، ومن أهمها: ملتقى النهرين ومقصف عين العصفورة والعرزال وجوهرة الريف ورابية الكفرون والمخاضة والشلال وفندق الوديان والنورس وفندق دارينا والكفرون الجديد والسبيل وميس الريم ونبع الصفا ونبع الشيخ حسن، إضافة إلى عدد كبير من الاستراحات الشعبية والمنتزهات الموزعة على الجداول وضفاف الأنهار.
(يمكن الوصول إلى الكفرون عبر طرق عديدة)، حيث ترتبط بحمص عبر اتجاهين، طريق الاوتوستراد الدولي وطريق ناحية شين، كما ترتبط بصافيتا بأكثر من طريق، وهي بوابة مشتى الحلو، تقام فيها حالياً طرق تنظيمية في المناطق السياحية المشادة حديثا”.
اشتق اسمها الكفرون من الآرامية وتعني الحارة، وهي تجمع لسبعة كفارين هي كفرون رفقة و كفرون حيدر و كفرون بدره و كفرون زريق و كفرون نبع كركر و كفرون بور و كفرون سعادة.
(الكفر)، بفتح الكاف وتسكين الفاء كلمة آرامية تعني حارة وبالدقة حارة عائلة معينة مثل التسميات الكلدانية القديمة (بيت ياكين- بيت ذكوري..) والواو والنون تفيد للتصغير على نحو مار وتصغيرها مارون، وهناك رأي يفيد أن الواو والنون هما للجمع وتصبح حارات.
وكفروننا هي واحدة من 151 موقعاً سكنياً (قرية ومزرعة) في سوريا وترتيبها يمثل الأرقام 135-137.
وتسمية ((المينا)) ليس لها أية علاقة بالبحر أو الملاحة وإنما تعود لصناعة الفخار المطلي بالمينا الذي كان يصنع في المكان ولا تزال القطع الفخارية وبقايا الجرار والدنان والأباريق تدل بوضوح على ذلك (منطقة بستان بو حسون).
انتقلت تدريجيا إلى موقعها الحالي ابتداءً من الثلث الأول للقرن التاسع عشر الميلادي.