الجمعة , نوفمبر 22 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

من أين للتنظيمات الإرهابية في إدلب القدرة على إسقاط الطائرات؟

من أين للتنظيمات الإرهابية في إدلب القدرة على إسقاط الطائرات؟

أعلن تنظيم “هيئة تحرير الشام” الإرهابي ( جبهة النصرة) عن إسقاطه لطائرة حربية تابعة للجيش السوري في منطقة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي.

أفادت وكالة سانا السورية للأنباء نقلا عن مصدر عسكري سوري أن إحدى الطائرات الحربية السورية تعرضت لإصابة بصاروخ، أدى إلى إسقاط الطائرة، فيما لا يزال مصير الطيار مجهولا.

ولم تصدر أية تأكيدات من قبل وزارة الدفاع السورية، أو من قبل القوات الروسية المشاركة في العمليات الحربية في المنطقة، عن مصير الطائرة والطيار.
هل أسقطت الطائرة؟

عن استهداف المقاتلة السورية وفي حديث لـ”سبوتنيك” يقول الخبير العسكري السوري العميد علي مقصود: أولا، لا يوجد هناك تأكيدات على أن هناك طائرة حربية قد أسقطت، قد تكون طائرة مسيرة أو طائرة حوامة للدعم الناري، لأن الجيش بعد أن حرر الهبيطة اتجه نحو الصياد وعابدين ووصل إلى وادي العنز، حيث هناك اتجاه ثانوي في هذا الهجوم نحو التمانعة، لأنها مع الهبيط تشكل البوابة المفتاحية نحو خان شيخون، وأيضا تقع على الشريان الذي يربط خان شيخون بمعرة النعمان.

ويكمل مقصود: ربما يكون هناك استهداف فعلا من قبل المجموعات المسلحة، طالما أن تركيا كانت قد زودت المجموعات الإرهابية ومنها جبهة النصرة بأسلحة متطورة، كمضادات الدروع أو صواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف، ويمكن لها أن تسقط طائرة فيما لو كانت تنفذ عمليات قصف على ارتفاع حتى 3 كم.

ويرى الخبير العسكري اللواء رضا أحمد شريقي أن هناك سيناريوهين لسقوط الطائرة في حال كان مؤكدا، ويقول: هناك احتمالين لما حصل للطائرة، الأول أن الطائرة تعرضت لعطل فني، وأدى إلى قذف الطيار من الطائرة في منطقة يسيطر عليها الإرهابيون، وبالتالي تم أسره من قبل هؤلاء، وهذا الموضوع عادي جدا ويمكن أن يحصل في أوقات الحرب.

ويتابع شريقي: الاحتمال الثاني أن هؤلاء لديهم أسلحة حصلوا عليها من أعداء سوريا، وهذا واضح بأنه يتم تقديم كل ما يلزم لهم من أسلحة، كالتاو ودبابات حديثة وغيرها من الأسلحة، وبالتالي يمكن أن يكونوا قد حصلوا على صواريخ “ستينغر” أو ما يشبهها من صواريخ.

ويضيف: أعتقد أن الطيارين في سوريا يتوقعون وجود هذه الأسلحة في أيدي الإرهابيين، وهم لا يخشون أن تصاب طياراتهم، وهذا ما يحصل دائما في الأعمال الحربية بشكل عام.
كيف أسقطت، ومن أين السلاح؟

وعن الكيفية التي تم إسقاط المقاتلة السورية المرجح أن تكون من طراز “سو22” يقول العميد علي مقصود: إذا كان هذا الخبر دقيقا حيث لم أستطع التأكد من صحة ذلك، فهو سيكون بواسطة صواريخ أمريكية متطورة الصنع، كانت قد زودت بها المجموعات الإرهابية، عبر بعض الفصائل التي نقلتها من شرق الفرات إلى جيب إدلب.

ويتابع: كان هناك أدلة دامغة على نقل عتاد متطور، زودت بها عن طريق تركيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة، بغض النظر عن الخلافات المعلنة، وهي غطاء لحالة الهزيمة والخسارة لكلا الطرفين.

وكذلك الخبير شريقي يرى أن لتركيا دور في هذه العملية، ويضيف: هناك دور لتركيا بتقديم السلاح للإرهابيين، وهذا الموضوع قديم وليس جديد، ولا أعتقد أن لها دور مباشر في إسقاط الطائرة، لكن التواجد التركي بحد ذاته هو دعم للإرهابيين، ونقاط المراقبة تقدم لهم المعلومات الاستطلاعية التي تفيد تحركاتهم العسكرية.

ويواصل شريقي: اليوم اختلفت قواعد الاشتباك، وهؤلاء الإرهابيون باتوا يبرزون كامل طاقتهم في سبيل إيقاف الجيش العربي السوري باتجاه مناطق سيطرتهم، وخاصة خان شيخون واللطامنة وكفر زيتا، والتي تعتبر معاقل لهؤلاء المجرمين، وبالتالي سيحاولون بكل إمكانياتهم صد الجيش العربي السوري، ولكنهم لن ينجحوا، وتركيا ستحاول دعم هؤلاء، لأنها تتراجع مع تراجع العصابات الإرهابية، وستندحر إلى الأراضي التركية.
رد الفعل السوري

يرى العميد علي مقصود أن الرد سيكون مدمرا على التنظيمات الإرهابية، ويوضح: إذا صح هذا الخبر سيكون هناك توجه جديد يختلف عما يحصل حاليا، من دعم جوي روسي كبير، وسيكون هناك ضربات جوية مدمرة للمنطقة التي خرجت منها هذه الصواريخ، والمنطقة التي قدمت الدعم.

ويكمل: وبتقديري اللجوء في مثل هذه المرحلة لاستخدام هذه الصواريخ، بسبب أن المشروع بدأ بالانهيار النهائي، وما أن تسقط خان شيخون سنرى أن هذا الجيب أغلق بهزيمة كبيرة لهذه المجموعات الإرهابية، وللقوى الداعمة لهذا الإرهاب.

وفيما يرى اللواء شريقي أن الجيش السوري سيكون حذرا أكثر في المهمات القادمة، ويقول: الجيش السوري دائما يعمل على صيانة عتاده بشكل دائم، وسيعمل على توجيه الضربات الجوية بشكل مدروس، بعيدا عن بؤر يمكن أن يتواجد فيها أسلحة مضادة للطائرات، وبالتالي لا تكون مثل الحادثة مستقبلا، وسيكون هناك حذر أكبر واستطلاع أكثر، وضربات محسوبة بشكل مسبق ودقيق.