سامي كليب: هل سيهضم نتنياهو ضربة المقاومة أم لا؟
مع رد حزب الله على العملية التي نفذتها إسرائيل في سوريا وقتلت مُهندسَي طيران من الحزب، يُمكن الوقوف عند الامور التالية لتوقع ردة فعل نتنياهو:
• نفّذ الحزب ما هدَّد به أمينُه العام في فترة زمنية قياسية، انطلاقا من الأراضي اللبنانية وفي مستوطنة داخل الأراضي المحتلة انتقاما لمهندسيه حسن زبيب وياسر ضاهر . لم تثنه عن ذلك كل التدخلات والتحذيرات والترغيبات الدولية، والتي تخللها رفع سقف العقوبات الأميركية الى حد اقفال مصرف لبناني والتلويح بإقفال غيره.
• لم يتخط ردُّ الحزب قواعد الاشتباك وتوازن الرعب. فهو حدّد هدفاً عسكريا مناسبا ومحدود العدد، واستهدفه متجنّبا توسيع الرد رغم قدرته على ذلك بعد إصابة ناقلة الجند.
• نفَّذ الحزب تهديده، قبل الانتخابات الإسرائيلية المقرر اجراؤها في ١٧ الجاري، ما قد يؤثر سلبا على شعبية نتنياهو أمام تنامي المعارضة ضده من جهة وتسليط سيف القضاء عليه من جهة ثانية والذي قد يودي به الى السجن.
• قام الحزب بعمليته الدقيقة جدا، مُستندا الى دعم لبناني رسمي واسع تمثل بمواقف رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، وهم يمثلون أيضا القسم الأكبر من الطوائف المسيحية والشيعية والسنية، كما استعاد جزءا كبيرا من الاحتضان الشعبي، ذلك ان اللبنانيين اعتبروا ان الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية اعتداء على كل لبنان.
اقرأ المزيد في قسم الاخبار
ماذا سيفعل نتنياهو؟
• سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي مباشرة بعد عملية حزب الله الى التخفيف من وقع ما حصل قائلا أن لا إصابات. لكن سُرعان ما كذَّب الاعلام الإسرائيلي روايته كاشفا عن وصول جريحين على الأقل الى المستشفيات نقلتهم المروحيات.
• أطلق الجيش الإسرائيلي ١٠٠ قذيفة على مناطق حدودية لبنانية لكنه لم يُصب أحدا من اللبنانيين ولا من الحزب، ما يعني أنه لم تكن ثمة نية برد مباشر قاسٍ، خصوصا ان الحزب كان مستعدا للرد بما هو أقسى.
لا شك أن الاعلام وكذلك المعارضة المتنامية في إسرائيل ضد نتنياهو، لن يسمحا له بإخفاء عدد الإصابات، ما يعني أنه سيتعرَّض ابتداء من الغد الى حملة تشكيك واسعة بقدراته العسكرية على حماية إسرائيل، خصوصا انه الوحيد الذي لم يشن حربا ضد حزب الله منذ توليه السلطة قبل ١٣ عاما، وانما عمد الى عدد من الاغتيالات المهمة لبعض قادة الحزب وفي مقدمهم عماد مغنية ومصطفى بدر الدين وسمير قنطار.
فهل يهضُم نتنياهو ردّ الحزب خشية تدحرج الأمور الى ما هو أخطر قبل الانتخابات ونزولا عند التدخلات الدولية المكثّفة وبناء على ان رد الحزب بقي متناسبا مع الاعتداء الإسرائيلي؟ أم يُضطر الى القيام بشيء عسكري ولو محدود في لبنان، خصوصا أنه اعتبر ان لبنان بمجمله سيدفع الثمن؟
الرد سيكون عبر تطور استطلاعات الانتخابات في الساعات والأيام المقبلة. فلو شعر بأنه قد يسقُط، فلن يهضم ما حصل وقد يسعى الى عدد من الضربات المركّزة في لبنان وسوريا مع ما قد يحمله ذلك من احتمال رد الحزب عليه. أما إذا شعر بأن ضربات الحزب لن تؤثر على المسار الانتخابي، فهو سيعض على الجرح ويصمت
بانتظار ذلك، فان حزب الله اتخذ منذ فترة كل الاستعدادات لكل الاحتمالات ولا يبدو أنه قلق. ربما لادراكه أن اسرائيل لن تجروء على الحرب حاليا.