هل باع أردوغان المعارضة السورية ببوري بوظة؟
لا تزال أصداء زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان إلى موسكو ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستمرة بين المؤيدين والمعارضين في سورية.
الطرفان مختلفان في كل شيء إلا أنهما اتفقا على أن تلك الزيارة كانت متعلقة بالعملية العسكرية التي شنها الجيش السوري على ريف ادلب.
المعارضون وعبر تغريداتهم ومنشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي تفاءلوا بدايةً بزيارة أردوغان السريعة إلى موسكو، وكانوا متيقنين بأنه سيفرمل عملية الجيش السوري ضد المعارضة ومقاتليها، وقد فعل الرجل ذلك لكن هل بالطريقة التي تمناها المعارضون؟ وهل كان طلب أردوغان وقف عملية الجيش السوري من موقع قوة أم من موقع ضعف واستغاثة يقول مراقبون؟
العقيد المنشق بشار سعد الدين نشر على حسابه في تويتر فيديو يظهر فيه مسؤول الجناج العسكري لهيئة تحرير الشام والذي أكد فيه أن الهيئة لن ترضخ لما أسماه بالابتزاز السياسي وان مقاتلي درعا وحمص والغوطة يقفون في ادلب إلى جانب مقاتلي الشمال وقف قوله، حيث علق سعد الدين قائلاً: كفاكم كذباً، إن كنتم صادقين حلوا أنفسكم، فانتم تحرقون شبابنا وتفروا لتجهضوا ثورات أخرى وفق تعبيره.
في حين تداول ناشطون معارضون مقاطع فيديو تضمنت مظاهرات قام بها اهالي سراقب ويهم يهتفون بالسباب ضد زعيم النصرة أبو محمد الجولاني، وعلق ناشطون آخرون بالقول بأن الناس قد ملت وكفرت بهيئة تحرير الشام بسبب ما جرى في ادلب سواءً في خان شيخون والتمانعة أو بسبب هروب آلاف الناس إلى الحدود مع تركيا وبقائهم عالقين هناك.
الناشط المعارض محمد العمر نشر على حسابه الشخصي في تويتر فيديو يظهر المئات من أهالي ريف ادلب الهاربين إلى الحدود مع تركية وهم يتحدثون مع ضباط وجنود أتراك ويسألونهم بغضب ( أردوغان يتعامل مع روسيا وإيران .. هيك المسلم بيشتغل .. نحن ما بدنا نفوت ع تركيا بدنا نضل بأراضينا يلي وعدتونا رح نبقى فيا ووثقنا بكم .. خان شيخون راحت ).
في حين كانت وسائل إعلام قد تناقلت تصريحاً لمصدر جهادي بارز لم تسمه جدد التأكيد على أنّ هيئة تحرير الشام دخلت فعلاً مرحلة الاستعداد لتنفيذ ما يترتّب عليها بموجب توافقات آستانا وسوتشي، مشيراً إلى انسحاب تدريجي مُنتظر للهيئة من كل النقاط الواقعة على الطريق الدولي (حماة ــــــ حلب)، ضمن تفاهمات غير معلنة بين أنقرة والهيئة، مضيفاً إنهما في مركب واحد مع انقرة، وطبيعي أن يكون موقفهما من التظاهرات متشابهاً بحسب قوله.
من جهتهم اعتبر مراقبون بأن السبب الذي جعل ثقل المظاهرات في سراقب هو خوف المعارضة وأهالي المنطقة من معلومات كانت تفيد بأن بلدتهم هي التالية للجيش السوري بعد سيطرته على خان شيخون والتمانعة الأمر الذي دفعهم لتكثيف المظاهرات ضد النصرة وزعيمها وفق رأيهم.
في حين تقول تحليلات أخرى بأن تركيا وبعد حصولها على موافقة روسيا بهدنة في ادلب، تعمل على إقناع قادة جبهة النصرة للاندماج مع فيلق الشام وجيش العزة والترتيب لاستانة ودفع عجلة الحل، لكن بحسب هؤلاء المراقبين فإن الوقت لا يكفي لإتمام المهمة، خصوصاً وأن هناك خلافات كبيرة بين الهيئة وباقي الفصائل بالتوازي مع تنامي مشاعر الكراهية بين أهالي ادلب والبيئة الحاضنة للفصائل الأخرى ضد النصرة.
في المقلب الآخر تفاعل المؤيديون للحكومة السورية مع تلك الأحداث بدءاً من زيارة الرئيس التركي السريعة إلى موسكو والتي اعتبروها زيارة استغاثة مروراً بما حصل من اشتباكات خفيفة بين حرس الحدود التركي والمعارضين والمقاتلين الهاربين إلى الحدود إضافةً لأهالي المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري.
أحد الناشطين المؤيدين كتب منشوراً على صفحته الشخصية في الفيسبوك قال فيه موجهاً كلامه للمعارضة ومقاتليها: ثورتكم في النهاية بات سعرها آيس كريم واحد، “في إشارة إلى شراء بوتين آيس كريم لأردوغان في موسكو”.
بينما قال آخرون بأن تركيا باعت المعارضة ومقاتليها وهذا دأبها منذ التاريخ لأنها تتبع مصالحها وهي منذ البداية لم تساعد المعارضة كرمى لعيونهم بل استخدمتهم كأدوات اوراق لعب سياسية لتنفيذ اهدافها في الشمال السوري، وفق رأيهم.
إقرأ أيضاً: عبد الباري عطوان: القادم أعظم!