“قسد” تحتل مبان حكومية سورية في الحسكة
هاجم مسلحون من تنظيم ” قسد” الموالي للجيش الأمريكي مجمعاً حكوميا سياحيا وتعليميا جديدا في مدينة الحسكة (شمال شرقي سوريا) وبسطوا سيطرتهم عليه محولين إياه إلى مقر أمني بعد طرد الموظفين والطلبة السوريين منه بالقوة.
قال مراسل “سبونتيك” في الحسكة: إنه بالتزامن مع خضوع تنظيم “قسد” للأوامر الأمريكية وتنفيذه انسحابات عدة من مناطق سيطرته على الحدود السورية التركية، تنفيذا للاتفاق الأمريكي – التركي على إقامة منطقة آمنة شمال شرقي سوريا، قام تنظيم “قسد” بطرد الموظفين الحكوميين والطلاب من مبنى مديرية السياحة الحكومية، الذي يضم أيضاً الثانوية السياحية الفندقية والمعهد التقاني للعلوم السياحية والفندقية في حي الزهور بمدينة الحسكة، حيث سيطرت ميليشيا الأسايش “الذراع الأمني لتنظيم “قسد” على المبنى بشكل كامل.
وأضاف المراسل أن عناصر “الأسايش” قاموا بتغيير جميع أقفال الأبواب الخاصة بالمبنى، وأقاموا حوله محارس وحواجز أمنية، محولين إياه إلى مقر لهم، مشيراً إلى أن مبنى مديرية السياحة يقع ضمن تجمع الدوائر الحكومية جنوبي مدينة الحسكة التي يسيطر على جزء كبير منها تنظيم “قسد” إلى جانب قوات “التحالف الأمريكي”.
وبين المراسل أن مبنى مديرية السياحة هو أحد المباني التي احتلها تنظيم ” قسد” الانفصالي بعد مهاجمته مواقع الجيش السوري شهر أغسطس/ آب 2016، وبعد مفاوضات بين اللجنة المشتركة من الطرفين (الجيش العربي السوري ووحدات حماية الشعب الكردية) الخاصة بتطبيق اتفاق حميميم بين الطرفين، تمت إعادة العمل الحكومي إلى عدد من مباني مؤسسات الدولة السورية ومنها ( مديرية السياحة وفرع المصرف التجاري ومعهد الصم والبكم والإدارة العامة للمؤسسة السورية للحبوب وفرع جامعة الفرات وكليتي الاقتصاد والهندسة المدنية)”.
وأضاف “على حين تمكن تنظيم قسد بالتعاون مع جيش الاحتلال الأمريكي من تحويل العديد من مباني الدوائر والمؤسسات الحكومية والعسكرية والشرطية إلى مراكز أمنية للفصائل الكردية الانفصالية ومن هذه المباني (مبنى مديرية الأحوال المدنية في محافظة الحسكة (النفوس ) وفرع شركة محروقات ( سادكوب) ومديرية الصناعة والهيئة العامة للرقابة و التفتيش ومركز حبوب غويران وفرعا شرطة الهجرة والجوازات والمرور والسجن المركزي ) وذلك رغم المطالبات الكثيرة لإعادتها للعمل لما لذلك من أثر كبير على الحياة اليومية للمواطنين في المحافظة”.
تأتي هذه التطورات وسط تزايد تهديدات تركيا باجتياح منطقة شرق الفرات، وتنفيذ مجلس سورية الديمقراطية “مسد” لإملاءات واشنطن وبنود الاتفاق التركي – الأمريكي فيما يتعلق بإنشاء ما يسمى “المنطقة الآمنة”، حيث عاد المجلس إلى الإصرار على مشروعه الانفصالي بدعوة دمشق للاعتراف بما يسمى “الإدارة الذاتية” الكردية، ورفض سيطرة الدولة السورية على جميع الأراضي.
وفي السنوات الأولى للحرب الإرهابية على سوريا استغلت تيارات وأحزاب كردية في شمال البلاد الأوضاع وقامت بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بإقامة ما سمته “الإدارة الذاتية” الكردية في مناطق سيطرتها، على حين تم الإعلان عن تشكيل ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بدعم من “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن، في العاشر من تشرين الأول عام 2015.
وأكدت دمشق باستمرار أن مناطق شمال وشمال شرقي سوريا كغيرها من المناطق ستعود إلى سيادة الدولة السورية سواء بالمصالحة أو بالعمل العسكري.