كيف ستتغير سياسة ترامب تجاه روسيا وإيران وسوريا بعد إقالة جون بولتون؟
أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي كان من أكثر المتشددين في إدارة البيت الأبيض تجاه العلاقات مع روسيا وإيران وسوريا وفنزويلا، فمن وراء هذه الاستقالة وما هي أسبابها، وهل ستتغير سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد استقالة جون بولتون.
يبدو أن الخلافات بين ثالث مستشار للرئيس ترامب لشؤون الأمن القومي قد طفحت بشكل يصعب احتواؤها، ما أدى إلى إقالته، يقول بولتون المتجهم دائما إنه كان المبادر إليها، وإنه دفع باستقالته قبل الإجراء الرئاسي.
لم تنحصر حدة هذه الخلافات على ملف واحد، ومقترحات بولتون التي أعلن ترامب أنها لا تعجبه على الأغلب تسري على معظم القضايا الشائكة الكبرى التي تواجهها السياسة الخارجية الأمريكية، وفي مقدمتها الموقف من إيران وسوريا وفنزويلا وروسيا والمفاوضات مع “طالبان”.
ويمكن القول إن ترامب جرب بـ “مرارة” التعامل مع بولتون، المعروف بشكل دائم بمواقفه المتشددة والمتطرفة، فقد دعا إلى شن ضربات على إيران وسوريا بعد الحرب في العراق، وحث على “إنهاء” كوريا الشمالية، ودفع باتجاه اتخاذ واشنطن مواقف أكثر عدوانية من فنزويلا.
فما هو السبب في إقالة جون بولتون وهل ستتغير سياسة الولايات المتحد بعده؟
يقول المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإقليمية غسان محمد:
“إن السياسة الأمريكية مأزومة منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وقبل تعيين بولتون مستشارا للأمن القومي الأمريكي، ومعظم من يعمل في الإدارة الأمريكية كانوا يحسبون على معسكر الصقور المتطرف، لكن هذه السياسة ازدادت تأزما مع ظهور بولتون وغيره من المتطرفين الأمريكيين الذين سببوا حرجا لسياسة الرئيس ترامب ليس على مستوى الشرق الأوسط فحسب بل على المستوى الأوروبي، لذلك على ما يبدو أن ترامب يحاول التخلص من بعض المتطرفين، لكن لن تتغير سياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بالدعم غير المحدود للكيان الإسرائيلي”.
بينما يقول المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف:
ربما ستتغير نبرة التصريحات الأمريكية بعد إقالة جون بولتون، ولكن لا أعتقد بأن السياسة ستتغير تجاه روسيا، بل وسنشهد فرض عقوبات وضغوطات جديدة على روسيا، لأن ترامب هو الذي يتخذ القرار بشأن السياسة الخارجية الأمريكية، ولا ننسى أن هناك مراكز عديدة للقوة في الولايات المتحدة التي هي دولة مؤسسات، فهناك “سي أي إيه” والكونغرس والبنتاغون والخارجية الأمريكية، ولدى كل مؤسسة رؤية خاصة بشأن السياسة الخارجية الأمريكية، لذلك لن نرى تغيرا جذريا في سياسة الولايات المتحدة تجاه روسيا أو فنزويلا أو إيران”.
اقرأ أيضا: صحف أوروبية: ماذا بعد إزاحة “صقر الحرب” جون بولتون؟
وعن سؤال ما الذي يمكن أن ننتظره من السياسة الأمريكية تجاه كل من سوريا وفلسطين وإيران بعد إقالة جون بولتون الذي يحض ترامب على توجيه ضربات ضد سوريا وإيران وفنزويلا، أضاف غسان محمد: “إن الرهان هلى احتمال تغيير استراتيجي في السياسة الأمريكية تجاه الوضع في الشرق الأوسط بشكل عام وتجاه سوريا ومحور المقاومة، ما هو إلا وهم، والسبب هو العامل الإسرائيلي، لأن اللوبي الصهيوني هو الذي يتحكم في القررا الأمريكي، وبالتالي فإن أي إدارة أمريكية تصل إلى البيت الأبيض لن تكون على الإطلاق صديقة للعرب، وحتى أنها لن تتخذ مواقف حيادية في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، لذلك لن يكون هناك تحول ما يصب في صالح القضية الفلسطينية أو الحقوق العربية، فكل السياسات الأمريكية منذ أول إدارة أمريكية وحتى اليوم كانت ولا زالت تصب في خدمة المصالح الإسرائيلية، لأنه لا توجد سياسة أمريكية في الشرق الأوسط بل هناك سياسة إسرائيلية تطبقها الإدارات الأمريكية”.
سبوتنيك