المعارضة في حرملك السلطان وتسوية إقليمية شاملة
ضمرت السنوات السبع العجاف في سورية، وبدأت تلك السمان تلوح برأسها نحو البلاد، تحررت غالبية الجغرافيا لتبقى معركة الاقتصاد والعقوبات، اما التركي فهو بين خيارات عدة اقلها يوصف بالمحرج، لن يهنأ السلطان بتدخين نرجيلته العصمنلية في قصره، ولن يكون الحرملك يعج بالنساء، فالمعارضون السوريون اللاجئون لديه لم يتركوا مكاناً للمحظيات.
الجماعات المسلحة تعيش آخر أيامها في الشمال، مظاهرات في ادلب ضد النصرة وزعيمها، اتهامات بين هيئة تحرير الشام وباقي الميليشيات بالتهاون والخيانة، اعترافات لفصائل اخرى بتلقي ضربات قاسمة كان آخرها ما قاله قياديون فيما يُسمى جيش العزة حليف النصرة بأنهم انهزموا في ريف حماة وانقطعت الإمدادات عنهم بسبب انسحابهم من مسار أستانة، هذا يعني بأن تركيا بدأت تضغط فعلياً وبطلب من روسيا على الميليشيات التي تعرقل مسار استانة، بعبارة أخرى تركي ستتخلى عن تلك الجماعات لأن مصيرها بات محتوماً بالإبادة.
في ادلب يتقاطر المدنيون من أجل ترك مناطق المعارضة واللجوء إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، وقد تم الإعلان عن فتح ممر إنساني جديد لضمان الخروج الآمن للمدنيين والمسلحين الراغبين في تسوية أوضاعهم من منطقة إدلب لخفض التصعيد شمال غرب سورية، فيما قامت النصرة بمنع العديد من هؤلاء من الخروج.
إقليمياً كان هناك موقف لافت لمصر عبر رئيسها السيسي خلال فعاليات المؤتمر الوطني للشباب في نسخته الثامنة ، حيث قال أن ما حدث في سورية كان مخططاً وتم استخدام التنظيمات الإرهابية في تدمير هذا البلد هذا الاعتراف يعطي إشارة عن إمكانية تمهيد مصري للعب دور وسطي بين سورية والعرب، يتزامن ذلك مع مطالبة العراق بإعادة سورية للجامعة والكشف عن معلومات بأن هناك خطوات بسيطة على الحكومة السورية الشروع بتطبيقها للعودة الكاملة وان العرب بدؤوا بشكل جدية بضرورة عودة سورية لمقعدها، هذا تطور آخر.
أما التوتر الإقليمي بين إيران وأمريكا والتلويح بحرب في اية لحظة، وتأكيد إيران بأنها اتخذت تجهيزات سيناريو تلك الحرب، فلا يمكن تغليب هذا الخيار لأنه ليس من مصلحة احد من دول المنطقة، لتبقى الأمور في مجال الأخذ والرد بين الحين والآخر فقط.
تعرض أرامكو السعودية لهجوم بطيران مسير من الحوثيين أدى لوقف نصف الإنتاج من النفط، واستعصاء حرب اليمن على الرياض والإمارات والتغول التركي في المنطقة وشمال أفريقيا كل ذلك يشكل أسباباً للعمل على تسوية إقليمية شاملة، توقف حرب اليمن عبر تسوية ، تُعلن تهدئة بين إيران وكل من الرياض والإمارات، يُحل الملف السوري بدعم عربي وهذا من شأنه كبح جماح تركيا الطامعة بأمن الخليج أيضاً، وكتحصيل حاصل فإن أي تهدئة إقليمية سيكون لبنان أول المتأثرين بها، اقتصادياً وأمنياً وسياسياً وهذا أيضاً سيكون في صالحه، تنتهي الحرب رسمياً في سورية، تتم مواجهة التركي عربياً، هدنة أو تهدئة إيرانية ـ خليجية، انتعاش في الداخل اللبناني بعد عودة جميع اللاجئين السوريين وضخ المزيد من الاستثمارات العربية في هذا البلد، سيناريو ليس خيالي رغم صعوبته حالياً بسبب اختلاط الملفات وتضارب الأحقاد الشخصية للكثير من الأنظمة والدول.
علي مخلوف – اسيا نيوز