خطف ابن تاجر ذهب يوقع 13 قتيلاً في ريف إدلب
قالت مصادر محلية في إدلب لوكالة سبوتنيك إن 13 إرهابيا قتلوا خلال اشتباك عنيف اندلع بين مسلحين من تنظيم داعش وآخرين من تنظيم “جبهة النصرة” صباح السبت في محيط بلدة سرمدا على الحدود التركية.
وأوضحت المصادر أن سبب الاشتباكات يعود إلى خلاف على “فدية” وذلك بعد قيام مسلحي تنظيم داعش بخطف شاب سوري يعمل والده في صياغة وتجارة الذهب، حيث باع مسلحو “داعش” الشاب المخطوف لمجموعة إرهابية تتبع لتنظيم جبهة النصرة بمبلغ 200 ألف دولار، إلا أن مسلحي النصرة أخلوا بالاتفاق بعد حصولهم على الشاب، وامتنعوا عن دفع المبلغ ما أدى لتطور الخلاف بين الطرفين إلى اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل 13 مسلحا وإصابة آخرين.
وأضافت المصادر أن هيئة تحرير الشام روجت أنها قامت بدفع مبلغ 400 ألف دولار للخاطفين من أجل استعادة الشاب حيث اشترطت على ذويه دفع كامل الملبغ حتى يتم إعادته إلى بيته.
وكشفت المصادر أنه في الآونة الأخيرة انتشرت في محافظة إدلب حالات خطف عديدة يتم من خلالها خطف أطفال من أجل مبالغ مالية كبيرة وفي معظم الأحيان يكون أبناء التجار هم الأهداف المفضلة للخاطفين.
وتنتشر في المناطق الحدودية شمال إدلب عصابات إجرامية من بقايا تنظيم “داعش” الإرهابي بينهم أعداد من المسلحين الهاربين من العراق، ومن الرقة، ومن شرقي حماة إضافة لنحو 100 آخرون تمكنوا من الفرار من سجن إدلب المركزي العام الماضي.
وتمارس هذه العصابات عمليات الخطف والسرقة والسطو المسلح وعمليات التنقيب عن الآثار في الأراضي السورية حيث نمت بينها وبين تنظيم جبهة النصرة علاقات اتجار كبيرة بالآثار المسروقة وبالسلاح والسيارات.
وكانت مصادر محلية في ريف إدلب كشفت لوكالة “سبوتنيك” شهر أغسطس/آب 2018 أن أعدادا كبيرة من بقايا تنظيم داعش انتقلت بالتنسيق مع هيئة تحرير الشام إلى بلدات اطمة والدانا وحارم وسلقين ودركوش وبدأت تنشط بشكل كبير وعلني في محافظة إدلب خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي.
وخلال السنتين الماضيتين، قدم الآلاف من مقاتلي تنظيم داعش من مناطق مختلفة بينهم مقاتلو (تنظيم جند الأقصى) الذين فروا أمام تقدم الجيش السوري في بادية حماة الشرقية، وآخرين فروا من مدينة الموصل العراقية والرقة ومناطق أخرى في البادية السورية، ليستقروا في بلدات الدانا وسرمدا ودركوش على الحدود التركية مع إدلب وغيرها، كبلدة (كفر هند) التي شهدت مجزرة بحق الدواعش العراقيين وعوائلهم العام الماضي، ما دفع مقاتلي داعش إلى تصعيد عملياتهم ضد مسلحي “هيئة تحرير الشام” بعدة مناطق في محافظة إدلب السورية، حيث تمكن من قتل عشرات مسلحي “الهيئة” الأجانب من أوزبك وشيشانيين، قبل أن يتمكن متزعم تنظيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني من عقد اجتماع بإحدى مناطق سيطرة المسلحين بين ريفي جسر الشغور واللاذقية الشمالي مع عدد من قادة مسلحي “داعش” الذين عملت الهيئة على نقلهم من مناطق مختلفة في إدلب باتجاه الحدود مع تركيا، وتحديدا في المناطق الشمالية والغربية، حيث قام الجولاني بإطلاع قادة من مسلحي داعش على جغرافية المنطقة لتسهيل انخراطهم والوقوف صفا واحدا في المعركة ضد الجيش السوري.
وبحسب مصادر مطلعة فقد اجتمع الجولاني آنذاك مع عدد من قياديي الحزب “الإسلامي التركستاني” في جسر الشغور، واتفق معهم على ضرورة دمج مسلحي تنظيم داعش في المنطقة، وتحديدا أولئك القريبون منهم قوميا ويتحدرون من آسيا الوسطى، وذلك لما يتمتعون به من خبره في القتال، حيث تم تقسيم المنطقة لقطاعات يديرها ثلاثة قياديين من التركستان و”هيئة تحرير الشام وداعش”. وبناء على هذا الاتفاق سهلت هيئة تحرير الشام نقل عدد كبير من الدواعش إلى بلدات اطمة والدانا وحارم وسلقين ودركوش، وإلى عدد من القرى والمزارع في منطقة جسر الشغور.
فيما استقبل تنظيم حراس الدين الموالي للقاعدة مقاتلي “أنصار التوحيد” الدواعش المتحدرين من جنسيات خليجية وعربية في مناطق سيطرته شمال حماة وجنوب إدلب، وأمن لهم مستوطنات خاصة لهم ولعوائلهم.