لا يعرفه كثير من العرب.. حي سياحي في الجانب الآسيوي من إسطنبول للتسوق والترفيه

لا يعرفه كثير من العرب.. حي سياحي في الجانب الآسيوي من إسطنبول للتسوق والترفيه
حتى وقتٍ قريب، كان حي Kadiköy في منطقة Moda، بالجانب الآسيوي من مدينة إسطنبول التركية عند الطرف الجنوبي من مضيق البوسفور، غير ملحوظ، وسكنياً إلى حدٍ كبير، ومُسجَّلاً بالكاد على الخريطة الثقافية للمدينة.
في السنوات القليلة الماضية، صار بؤرةً مثيرة على نحوٍ غير متوقع لأحدث المقاهي والمطاعم ومراكز الفنون والثقافة، وملاذاً لمجموعةٍ من المُفكِّرين ذوي التوجهات الليبرالية الذين يعارضون المناخ السياسي التركي.
العديد من الأماكن الحالية الجديرة بالزيارة في حي Kadiköy، موجودة بالفعل منذ عشرات السنين، وتشعر بأنَّها في أفضل حالاتها على الإطلاق بمناخ المنطقة الجديد، وتُمثِّل الأجواء بين أولئك المقيمين هناك منذ سنوات والوافدين الجدد مثالاً عاماً على التعايش الدافئ والاحترام المتبادل.
صحيفة The Guardian البريطانية تستعرض أفضل الأماكن الجديرة بالزيارة هناك:
دار عرض ريكس
تتسم دار عرض ريكس المستقلة بطرازٍ كلاسيكي مُبهج، يشمل حتى أدق التفاصيل، المتمثلة في أسعار تذاكرها المعقولة وقَطعها على الأبواب خلال الدخول.
تمكنت الدار من البقاء والازدهار في الوقت الذي شهد إغلاق منشآتٍ أخرى قديمة شبيهة بها في إسطنبول.
تُعد دار عرض ريكس مقصد الجماهير في قاضي كوي منذ عقود، وهي الوحيدة التي استضافت مهرجان إسطنبول السينمائي بالجانب الآسيوي من المدينة، ودائماً ما تعرض أفلاماً (متنوعة ما بين أفلام ترفيهية تحظى برواجٍ تجاري كبير، وأخرى تعالج قضايا جادة) بلغتها الأصلية، وليس الإصدارات المدبلجة، التي غالباً ما تُعرَض في دور العرض ذات الشاشات المتعددة في قاعة واحدة.
– يبلغ سعر التذكرة نحو (3 دولارات ونصف دولار)، وتقع في المبنى رقم 20-22 بشارع ساكيزغولو. لمزيد من التفاصيل، يُمكن زيارة الموقع الإلكتروني rexx-online.com.
مطعم كوتشو
يمثل مطعم كوتشو أحد الأماكن القديمة الأخرى (إذ افتُتِحَ عام 1928) التي ازدهرت مع تحديث حي قاضي كوي بمنطقة مودا، ويتميز بمسايرته أحدث الصيحات (جزئياً). ويُعد هو الخيار الأفضل في الحي لتناول وجبة المزة وشراب الراكي اللذين يمثلان أحد أحجار الزاوية بالثقافة التركية.
يتخصص المطعم، المزود بشُرفة تطل على بحر مرمرة، في تقديم الأسماك والمأكولات البحرية، وتعُج موائده بمجموعة من الكائنات البحرية الطازجة التي صيدت لتوِّها.
ويقدم المطعم عرضاً على وجبات المزة المتميزة مع الفول والحيدري (زبادي بالأعشاب) والخرشوف والكبد لمن يرغب في تناول شيء آخر غير المأكولات البحرية، ويُقدِّم المطعم كذلك سلاطة مُخ رائعة، كما قيل لي.
– يبلغ سعر الوجبة للفرد مع الكحول (25 دولاراً)، ويقع المطعم في حي كافيراغا، المبنى رقم 171 بشارع مودا.
مقهى مودا تشاي باهتشيسي
مقهى مودا تشاي باهتشيسي هو حديقة لشرب الشاي في الهواء الطلق، تطل على بحر مرمرة غرب مضيق البوسفور، ويعد ببساطةٍ واحداً من أحبِّ الأماكن في الحي والمدينة للاسترخاء.
كل ما عليكم فعله، هو إحضار المعجنات أو الكعك من الباعة الجائلين الموجودين بالقرب من المقهى، والجلوس على كرسي واحتساء الشاي أو القهوة التركية. وللاستمتاع بهذا المكان في أفضل حالاته، جرِّبوا زيارته في موعد غروب الشمس على البحر.
– يُقدِّم المقهى القهوة التركية بسعر (1.6 دولار)، ويقع في المبنى رقم 7 بشارع فريد تِك.
دار أوبرا ثريا
صُمِّمت دار أوبرا ثريا، التي تتمتع بتاريخ غريب ومشوِّق، على يد السياسي التركي ثريا أمين باشا، وافتُتِحَت في عام 1927 باعتبارها أول مسرح موسيقي في الجانب الآسيوي من إسطنبول.
حفلات الأوبرا لم تكن تُقام هناك قط آنذاك في الواقع؛ نظراً إلى وجود نقصٍ واضح في المرافق والمعدات ومُغني الأوبرا الموهوبين بالمدينة، وتحوُّل المكان إلى دار عرض، إلى أن تم ترميمه وأُعيد افتتاحه أخيراً بصفته دار أوبرا بعد ذلك بـ80 عاماً في عام 2007.
ويُعَد هذا المبنى جديراً بالزيارة، لأسباب فنية وثقافية؛ إذ إنَّ بهوه، المُصمَّم على طراز آرت ديكو، مستوحى من تصميم مسرح الشانزليزيه في العاصمة الفرنسية باريس، وتصميمه الداخلي متأثر بطابع ألماني لافت للنظر.
– تقع الأوبرا في مبنى رقم 29 بشارع بهاريا في حي كافيراغا.
مقهى أركاودا
يعد مقهى أركاودا مركزاً مستقلاً للموسيقى والفنون، ومقهى، وحانة، وواحداً من أكثر الأماكن المُشوِّقة في شارع الحانات الرئيسي (شارع قاضيف).
افتُتح الملهى في عام 1999. وعلى مرِّ سنوات، استضاف ملهى أركاودا جميع أنواع العازفين المشهورين لموسيقى الأندرغراوند، من بينهم جون موس، والسير ريتشارد بيشوب، وبين شاسني، وفلاديمير إيفكوفيتش.
ويضع الملهى جدولاً مزدحماً بالحفلات الموسيقية والأمسيات، ومعظمها مجاني.
وتُضيف المهرجانات والحفلات والأسواق الاحتفالية وعروض الأفلام مزيداً من الإثارة إلى جدول الملهى، ويُدير أصحابه مكانين آخرين جديرين بالزيارة في حي قاضي كوي بمنطقة مودا: وهما حانة يير (الواقعة في حي كافيراغا، بالمبنى رقم 25/A في شارع فريد تك)، ومطعم دان مودا (الواقع في حي كافيراغا، بالمبنى رقم 42/6 في شارع لطفي بيه).
– يقع الملهى في المبنى رقم 18 بشارع قاضيف في حي كافيراغا.
أماكن للإقامة
صحيحٌ أنَّ الحي ليس به مسكنٌ ذو جودةٍ عالية، ولا يضم أماكن رائعة للإقامة، لكنَّ فندق سارنيك الصغير، الذي يقع في قلب الحي، يُمثِّل استثناءً جذَّاباً بأسعارٍ معقولة إلى حدٍ كبير.
ويحتوي فندق سارنيك، الواقع ضمن منزل كبير جُدِّد على الطراز اليوناني في شارعٍ مرصوف بالحصى، على 6 غُرف، جميعها مزخرفة ومؤثثة بطريقة جميلة، ويضم موظفين مشهورين بالسلوك الودي، ويتمتع بموقعٍ ممتاز. وهو مطعم جدير بالإعجاب، يُقدِّم مشروبات الراكي ووجبات المزة مجاناً، ويُقيم حفلات موسيقية حية في بعض الأحيان.
– يُقدِّم الفندق غرفاً مزدوجة بسرير أو سريرين بأسعار تبدأ من 35 جنيهاً إسترلينياً (49 دولاراً) في الليلة الواحدة، ويقع في المبنى رقم 12 بشارع دوملوبينار في حي كافيراغا.
مركز هافوز/بينا
يُعَد مركز هافوز/بينا -أحد مشروعات أصحاب ملهى أركاودا- مركزاً اجتماعياً مكوَّناً من 4 طوابق.
يضم الطابق السفلي حانةً مميزة مع نافورة مائية ساحرة، ويضم الطابق الأرضي مطعماً، بينما يضم الطابق الأول حانة هافوز، التي تشمل مكاناً لعزف الموسيقى وسماعها، وتعود ملكيتها إلى مجلة Bant Mag التركية المتخصصة في الثقافة والفنون والموسيقى الحضرية.
أمَّا الطابق العلوي، فيضم أماكن مخصصة لعروض الأفلام، والمحادثات، وإقامة حفلات موسيقية صغيرة. ويُعَد هذا المركز مكاناً آخر من الأماكن التي تجعل شارع قاضيف جذَّاباً جداً، على الرغم من ازدحامه الشديد المُرهِق، في بعض الأحيان، بعطلات نهاية الأسبوع.
– يقع المركز في المبنى رقم 26 بشارع قاضيف في حي كافيراغا.
مطعم إكسبريس إنيغول كُفتشيسي
على غرار مطعم كوتشو المتميز في تقديم المأكولات البحرية، يتميز مطعم إكسبريس إنيغول كُفتشيسي في تقديم كُرَات اللحم.
افتتح علي سيليك، مؤسِّس المطعم، مطعمه الأول في العاصمة التركية أنقرة عام 1967، وصارت كُرَات اللحم -التي كان يُعدِّها وفقاً لوصفةٍ محلية أصيلة من مدينة إنيغول الصغيرة التي تقع جنوب إسطنبول وتبعد ساعتين عنها- مُفضَّلةً بين النُخَب الثقافية والسياسية والإعلامية في المدينة، وغيرهم من الناس كذلك.
ثم افتتح سيليك وأحفاده مطعمهم الثاني في قاضي كوي عام 1986، وظل المطعم محبوباً هناك منذ ذلك الحين.
– يقع المطعم في المبنى رقم 13A بشارع موفاكيثان في حي كافيراغا، ويُقدِّم وجبات رئيسية بأسعار تبدأ من جنيهين إسترلينيين ونصف جنيه (3 دولارات ونصف دولار).
مقهى فات كات
افتتحت سلسلتا مقاهي ستار باكس وكافي نيرو فرعاً لكلٍّ منهما في حي قاضي كوي بمنطقة مودا في السنوات الأخيرة، وكأنَّ فروعهما أصبحت قَدَراً لا بد منه في جميع أنحاء العالم، ولكن بجانبهما مباشرةً في شارع عطفيت، يقع مقهى فات كات، الذي يُعَد أفضل منهما للغاية.
تعود ملكية مقهى فات كات إلى مهندس معماري مستقل يعيش بالقرب من المقهى الذي افتتحه؛ لأنَّه أراد خلق بيئة مثالية لممارسة عمله. وبالإضافة إلى القهوة عالية الجودة التي يُقدِّمها المقهى، يبيع بعض أفضل المعجنات في الحي، والمصنوعة من مكونات تشتريها أخت مالك المقهى من أسواق في أنحاء إسطنبول وتخبزها يومياً بنفسها.
الأهم من كل ذلك، أنَّ المقهى يمتاز بوجود موظفِين ودودِين مُرحبِّين بالزبائن، وهذه ميزة غير متوافرة إلا في بضع مقاهٍ قليلة؛ إذ يُعَد البيت الثاني للعديد من أكثر الأفراد وداً وروعةً في المنطقة.
– يقع المقهى في المبنى رقم 22/A بشارع عطفيت في حي كافيراغا، ويُقدِّم القهوة بسعر 1.6 جنيه إسترليني (2.2 دولار) . لمزيد من التفاصيل، يمكن زيارة صفحة المقهى على موقع فيسبوك.
مركز ناظم حكمت الثقافي
كان ناظم حكمت شاعراً “شيوعياً رومانسياً”، قضى الكثير من شبابه في المعتقل بسبب معتقداته، وتوفي في المنفى بالعاصمة الروسية موسكو عام 1963.
فَتَح المركز الثقافي، المحبوب كثيراً والمُسمَّى باسمه، فرعين في حي قاضي كوي وميدان تقسيم (الموجود بالجانب الأوروبي من إسطنبول) في منتصف التسعينيات، ويعمل الآن بمبنى جديد في شارع علي سوافي (المعروف بشارع الفنانين) بقاضي كوي، وله فروعٌ كذلك في مدن أنقرة وأضنة وإزمير التركية.
ويحتوي المركز، الذي يُمثِّل ملاذاً للكتاب والفنانين ذوي النزعات اليسارية، على حديقةٍ شتوية، وأماكن مُخصَّصة لإقامة حفلات، سواء بين جدارن المبنى أو في الهواء الطلق، وورش عمل ودار عرض ومكتبة ومتجر للكتب ومقهى.
– يقع المركز في المبنى رقم 7 بشارع علي سوافي، المتفرع من شارع بهاريا.
مسرح مودا
كان المبنى، المعروف الآن باسم مسرح مودا، داراً لعرض الأفلام على مرِّ 3 عقود، قبل إغلاقه في عام 2000.
وظل المبنى غير مستخدم على مدار العقد الأول من القرن الحالي، قبل عودته إلى العمل مرةً أخرى وتطويره وإعادة افتتاحه في عام 2013، على يد 12 شخصاً مهتمين بالمسارح ودور العرض.
صحيحٌ أنَّ الملّاك الجدد ركَّزوا على العروض المسرحية، التي تُقام على 3 منصات عالية التقنية وقابلة للتعديل، مع مُدرجات تتراوح سعتها بين 50 و800 مشاهد، لكنَّ المسرح يعرض أفلاماً وحفلات موسيقية وعروضاً راقصة من حين لآخر.
– يقع المسرح في المبنى رقم 34/27 بشارع هليل أدهم، المتفرع من شارع الجنرال عاصم غوندوز بحي كافيراغا.
نصائح إضافية من بعض سُكان الحي
حلواني بايلان
أوصى آيصغول سونميز، الناقد الفني ومؤسِّس أكاديمية ساناتتك وأحد سكان حي قاضي كوي، بزيارة حلواني بايلان، قائلاً: “بلاطات الفورمايكا هنا لا تعكسني في أثناء جلوسي واحتسائي القهوة وتناول المثلجات فحسب؛ بل يُذكِّرني المكان بطفولتي. فمع ازدياد الطابع الغربي في ثقافتنا، تُعَد مثلجات السيد هاري (مالك المحل السابق)، المزوَّدة بحلوى البارلين المفتتة والأصابع الإسفنجية، فريدةً من نوعها وتمنح مذاقاً مُريحاً، بينما يتغير كل شيء بالمدينة في غمضة عين”.
– يقع المتجر في المبنى رقم 19 بشارع موفاكيثان في حي كافيراغا.
مقهى كوزمو الجماعي
أوصى إيمري يكسان، المخرج والمنتج السينمائي، بزيارة مقهى كوزمو الجماعي، قائلاً: “مقهى كوزمو رائعٌ وخاضع لإدارة جماعية، حيث يمكنك تحديد الثمن الذي ستدفعه مقابل وجبتك. لقد نشأ كوزمو من الروح الجماعية نفسها التي أجَّجت المظاهرات (المعادية لأردوغان والمناهضة للاستبداد) في حديقة غيزي، ويُثبت أنَّ هذه الروح ما زالت موجودة”.
– يقع المقهى في المبنى رقم 83A بشارع أوظون حافظ في حي راسم باشا.
مقهى تريبو أرتيجيانو
أوصى سنيم آكين، وكان أوزتورك، مالكا حانة Oz لتذوُّق الخمور، بزيارة مقهى تريبو أرتيجيانو قائلَين: “مالك المكان مجنون، بعد أن أنهكته وظيفته في الأعمال الإدارية، قرر فعل ذلك بدلاً من وظيفته، للنكهات الموجودة بالعمل ومتعة الحديث مع الزبائن”.
– يقع المقهى في المبنى رقم 6/A في شارع أغا بيه، المتفرع من شارع مودا.