مَدافع الأسد .. رسائل البريد الساخن
كامل صقر
يقف الأسد على مرابض المدفعية في بلدة الهبيط وكأنه يُطلق معركة إدلب في مراحلها النهائية المؤهلة للتحرير. يحضُر الرئيس السوري موجة رميات نارية حية من عيار 152نحو أهدافها العميقة وعلى يمينه وزير دفاعه وبعضٌ من أركان حربه. وكأني بالأسد يقول لأعدائه: أنا في الساعة الأخيرة من الحرب، صار لي باع طويل، أُجيد نظام الجولات والنقاط وأكسَبُ أحياناً بالضربة القاضية، والضربة من الآن فصاعداً بألف ضربة، تُصيب فتوجع فتقتُل فترسم مرحلة جديدة للبلاد.
أمام الأسد تُمطِر المدافع أهدافها بوابل القذائف لكن صداها يتجاوز الحدود الإدارية للجمهورية ويصل للإقليم وما بعد بعد الإقليم، فتصل الرسالة إلى قوم أرطغرل في أنقرة ومنها بالبريد السريع إلى مَن يهمه الأمر من بقية الأقوام والعواصم والممالك.
لا يحتاج الأسد للذهاب بنفسه إلى ادلب حتى يشاهد بعينه مدفعية جيشه السليطة كحدّ السكين كيف تضرب بلا هوادة، لكنها لغة الرسائل في أغزر أشكالها وأكثرها سخونة يستخدمها الأسد في الزمان الجديد والمكان البعيد.
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73