ما أسباب رفض “قسد” الانضمام إلى الجيش السوري؟
دعت وزارة الدفاع السورية مقاتلي “قوات سوريا الديمقراطية” إلى الانخراط في الجيش النظامي لمواجهة “العدوان التركي”.
وأصدرت وزارة الدفاع السورية، بيانا أعلنت فيه أن “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وبعد بسط سيطرتها على مناطق واسعة من الجزيرة السورية تدعو عناصر المجموعات المسماة بـ”قسد” إلى الانخراط في وحدات الجيش للتصدي للعدوان التركي الذي يهدد الأراضي السورية”.
وأضافت الوزارة: “نواجه عدوا واحدا ويجب أن نبذل مع أبناء سوريا الموحدة من عرب وأكراد دماءنا لاسترداد كل شبر من أراضي سوريا الحبيبة”.
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية السورية، في بيان، استعدادها لاستقبال “كل من يرغب بالالتحاق بوحدات قوى الأمن الداخلي من المجموعات المسماة بالأسايش”.
وتأتي هذه الدعوة في الوقت الذي تخوض فيه الحكومة السورية و”قوات سوريا الديمقراطية” مفاوضات، جرت بعضها بوساطة من روسيا، حول سبل تسوية الأوضاع شمال شرق البلاد.
يقول المحلل السياسي السوري الكردي حسن إسماعيل حول أسباب عدم قبول “قسد” الانضمام إلى قوات الجيش السوري:
“النداء الذي دعت به الدولة السورية قوات سورية الديمقراطية ومجلس سورية الديمقراطية إلى الانخراط في الجيش العربي السوري والعمل ضمن منظومة القوات السورية يعتبر نداء جيداً، لكن الحالة والظروف، دون أية تسوية سياسية أو أي اتفاق سياسي مع مجلس سورية الديمقراطية وقوات “قسد”، هذا يعني أن الدولة”.
وأضاف حسن إسماعيل: “لاحظنا أن هناك اتفاق بين قوات سورية الديمقراطية والروس والدولة السورية لحماية الخط الحدودي لكن الدولة لم تلتزم أو لم تكن قادرة على حماية المناطق الحدودية، اليوم نلاحظ أن مدينة تل تمر على مشارف رأس العين مجرد هجوم قوات موالية لتركيا انسحبت القوات السورية ولم تتمكن من التصدي لهذا العدوان”.
“قوات سورية الديمقراطية هي قوات منظَّمة وتمثل المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية من سورية ويجب أن تكون هناك اتفاقية تضمن حقوق المنطقة وخصوصيتهم لكي تتعامل مع الدولة السورية، لن يكونوا جنوداً تحت الطلب ولن يضحوا بأنفسهم دون أي فائدة تذكر،قوات سورية الديمقراطية ستقبل أية شراكة مع الدولة السورية والروس وفي صفوف الجيش السوري لكن بضمانات ورقية مكتوبة وتضمن حمايتهم وحماية المنطقة، القوات لم ترفض الدعوى السورية لكنها أمدت في بيانها أنها مستعدة للتعامل بشروط تضمن الحقوق وخصوصيتها فقط”.
من جانبه يقول الخبير العسكري اللواء محمد عباس حول الأسباب الحقيقية لرفض “قسد” الانضمام إلى قوات الجيش السوري:
“يوجد في “قسد” من هو مواطن سوري كردي، وهناك في “قسد” من لا ينتمي إلى سوريا، وعلى ما يبدو أن “قسد” قد تأثرت بوعود ترامب الجديدة، حيث وعدهم بعائدات حقول النفط والمنتجات النفطية، وبحل الأزمة المالية من أجل حماية سجون “داعش” (المحظور في روسيا)، وإن ترامب يبحث عن جعبة جديدة للسيطرة على عقول هؤلاء الذين يعولون على دور أمريكي في سوريا، وهذا يعني أن الأمريكي يراهن على دور جديد لما يسمى بـ”قسد”، ويعتقد الأمريكي أن تقديم 30 مليون دولار من عائدات النفط السوري شهريا لـ”قسد”، يكفي لتصبح عناصر “قسد” أمريكية وضد وطنها”.
وكانت “قوات سوريا الديمقراطية” تحفظت على دعوة دمشق للانخراط في صفوف الجيش السوري النظامي لصد “العدوان التركي”، مشددة على وجوب التوصل أولا لتسوية سياسية تحافظ على خصوصية “قسد” وهيكليتها.
سبوتنك