الجمعة , نوفمبر 22 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

الهالوين عربياً: البروفيسور والجوكر يكتسحان الساحة

الهالوين عربياً: البروفيسور والجوكر يكتسحان الساحة

هل تحتفلون بالهالويين في بلدكم؟ ننشر السؤال على تويتر فيأتينا الردّ من العراق: “سنحتفل بأقنعة الغاز”، مع صورة من إحدى التظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها المدن العراقية منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.

خلال الأسابيع الماضية، خرج المتظاهرون للاحتجاج على الفساد السياسي وللمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية بين العراق ولبنان.

وفي الحالتين كلتيهما، كانت أقنعة الغاز والرسوم على الخدود والكمامات والأوشحة التي تخفي ملامح الوجه من العلامات الفارقة للاحتجاجات الشعبية. كأنّه مهرجان تنكريّ سياسي، سابقٌ للهالوين، في شهر الاحتفال به.

وفي لبنان، ابتكر المتظاهرون أقنعتهم فجعلوها تشبه وجه الجوكر، ثم أقنعة بوجه قرد، إلى أقنعة “أنونيموس” الذي بات صنواً للاحتجاج السياسي حول العالم، من دون أن ينسوا قناع مسلسل “البروفيسور” (كازا دي بابيل).

تعني كلمة “الهالوين” الليلة السابقة لعيد جميع القديسين لدى أتباع الديانة المسيحية، وتفتتح موسماً طقسياً من استذكار الموتى والصلاة لراحة أنفسهم، لذلك ترتبط بفكرة الأشباح والأموات والرعب.

يتحدّر أصل هذا الاحتفال من تقاليد قديمة، إذ يرجّح بعض المؤرخين أنّه امتداد عيد الحصاد الوثني (سامهاين)، لكنه أُعطي تأويلًا مسيحيًا في سنوات الكنيسة الأولى. في حين يقول آخرون إنّ أصله مسيحي بحت.

وبعيداً عن أصل ليلة الهالويين وفصلها، باتت المناسبة ملتقىً لمحبّي التنكّر والأقنعة وأفلام الرعب وخدع الأشباح والشياطين، في كافة أنحاء العالم، تأثرًا بالثقافة الأمريكية التي تولي أهميّة كبيرة لهذا التقليد.

“بربارة وقرقيعان”

توجد في البلدان العربيّة تقاليد مشابهة، إذ يحتفل المسيحيون في سوريا ولبنان والبلدان المجاورة بعيد القديسة بربارة (عشات في القرن الثالث للميلاد) في شهر ديسمبر/كانون الأول. ويحتفل الأطفال بهذا العيد من خلال الأزياء التنكرية وسلق القح والغناء والأهازيج الدينية، كما يجولون على البيوت طالبين الحلويات والهدايا.

وفي العراق والكويت والسعودية والخليج يحتفل الأطفال بعيد القرقيعان (أو القرنقعوه أو قريقشون، تختلف التسمية من بلد إلى آخر وتعني القرع على الأبواب).

ويصادف العيد بحسب التقويم الهجري القمري منتصف شهري شعبان ورمضان، إذ يطوف الأولاد في أحيائهم مرتدين أزياء شعبية ملوّنة ويردّدون الأهازيج أيضًا، ويجمعون الحلوى والمكسرات.

أما في البيئات المسيحية في سوريا ولبنان، فلا يُحبذ المتدينون الاحتفال بالهالويين، ويفضلون الحفاظ على تقاليد عيد البربارة، لكنّ ذلك لا يفسد بهجة الراغبين بالاحتفال به، وقد زادت المطاعم والبارات التي تخصّص ليلة سنويّة للحفلات التنكريّة في بعض المدن اللبنانية والسورية.

يخبرنا ميشال طيار وهو طبيب من صافيتا (محافظ طرطوس)، أنّ الاحتفالات بالهالويين ليست منتشرة كثيرًا، إذ يقول: “منذ سنوات قليلة بدأت ألاحظ موضة حفلات الهالويين في البلد، لكنها تقتصر على بعض المقاهي والحانات، وغير شائعة بين عامة الشعب، بعكس عيد البربارة. ومن يشاركون في حفلات هالويين هم من الفئة العمرية من سنّ العشرين وما فوق، أمّا الأطفال ومعهم عائلاتهم فما زالوا يحتفلون بالبربارة”.

تخبرنا كلثوم من سلطنة عمان أنّ بعض المناطق تحتفل بهالوين حيث يقيم الأجانب، لكنه لم يدخل بعد في التقاليد الاجتماعية. “لا أعياد تنكرية محلية لدينا، ترسم الزخارف على وجوه الأطفال، في عيد قرنقشوه (قرقيعان)، والذي تحتفل به بعض المناطق عن طريق تلقين الأطفال صيغة مُعينة لطلب الحلوى يُذكر فيها وجود شبح خلف المنزل”.

تحظى الفنون التنكريّة في السعودية بشعبية، كما تخبرنا ممثِّلة عن متجر “مملكة التنكّر Kingdom of Costumes” المختصّ ببيع الأزياء التنكرية عبر الانترنت. “تزداد مبيعاتنا في شهري أكتوبر ونوفمبر، ولكنّنا نبيع أزياء تنكرية للراشدين والأطفال طوال العام، وذلك بحسب المناسبات”.

ويعدّ متجر “مملكة التنكر” الأول من نوعه في السعودية، ولديه أزياء في الإمارات والكويت والبحرين ومختلف المدن السعودية.

نسأل عن أبرز الأزياء التنكرية التي تباع هذا الموسم، فتأتينا الإجابة: “قناع مسلسل “كازا دي بابيل”، وقناع الجوكر، وشبك العنكبوت، والدم”.

ويخبرنا قسام الجندي، وهو سوري مقيم في إسطنبول أنّه سيشارك السنة في أوّل حفلة هالويين في حياته. “فكرت أن أتنكّر بزيّ هيكل عظمي، لكنّي عدت وقررت أن أتنكّر بزيّ مهرّج”.

يحدثنا عن التفاوت في الاحتفال بالمناسبة بين سوريا بلده الأم، والإمارات حيث أقام، وتركيا حيث يقيم اليوم، فيقول: “وصلتنا موضة الهالويين إلى سوريا عام 2009، لكنها بقيت ضمن حفلات خاصة، بعكس عيد البربارة الذي تنظمه المدارس والكنائس. في الامارات هناك محاذير دينية في بعض المدن مثل الشارقة وعجمان والعين، ولكن في دبي، هناك جهد لإحياء بعض الأعياد الغربية من باب التسويق السياحي، مثل الهالوين وسانت باتريك. أمّا هنا في إسطنبول، فوجدتُ أنّ الأمر يختلف بحسب المناطق في مدينة إسطنبول نفسها بين أحياء محافظة أو إسلاميّة وأحياء ذات طابع علماني أكثر”.

في القاهرة، تنحصر احتفالات الهالويين بأبناء الطبقات الأكثر حظًا، كما تخبرنا دينا ربيع، وهي طبيبة أسنان. “يرتدون ملابس تنكرية، ويسهرون في أماكن لا تقل كلفة الدخول إليها عن 12 دولاراً، وهذا مبلغ كبير بالنسبة لمعدّل الرواتب في مصر.

كذلك تحتفل بعض المدارس الدولية، والمقاهي، والمجمعات التجارية، ببعض الزينة المتناسبة مع أجواء الرعب”.

فزّاعة الحقول

ويستعدّ الفنان التشكيلي السعودي، راكان حمد، (21 عاماً) للمشاركة في مسابقة أزياء تنكرية في نادي “ذا راينفز نست” في العاصمة البحرينية المنامة. أعدّ للمناسبة زيًّا تنكريًا مستوحًى من الفزاعة التي تنصب في الحقول لمنع الطيور من الاقتراب، لكنّه منحها بعداً عربياً. “أردتُ من خلال هذا الزيّ التأمّل في تحوّلات صورة العربي أو المسلم وكيف أصبحت مرادفة للإرهاب، كأنه بات مثل الفزاعة”.

تعلّم راكان أحمد تقنيات الماكياج المتقدّمة بجهد شخصي، وهو واحد من فنانين سعوديين كثر يهتمون بفنّ الماكياج السينمائي والتنكّر. ويقول: “يعطيني هذا النوع من الرسم حريّة أكبر، فلا أكون محدودًا فقط بمساحة الورقة.

ويضيف: “هناك رفض اجتماعي نوعاً ما لهذا النوع من الفنّ، لأنّ البعض لا يميّزون بين الماكياج التخصّصي الفني، والماكياج التجميلي، ما يضع حواجز في وجه بعض الفنانين العاملين في هذا المجال”.