الكون يتمدد بأسرع مما كنا نعتقد.. ماذا يعني هذا؟

الكون يتمدد بأسرع مما كنا نعتقد.. ماذا يعني هذا؟

من خصائص العلم الجميلة أنه يُرَاجَع باستمرار. في عام 1929، اكتشف إدوين هابل أن الكون آخذٌ في التمدد. وهذا يعني أن المجرات حولنا تتحرك بعيداً عنا، وأن الفضاء يتمدد أيضاً. يشبه أستاذة علم الفلك هذا التمدد بتضخم البالون.

بنهاية شهر مايو 2016، توصل علماء الفلك بالعمل مع تلسكوب الفضاء هابل أن الكون يتوسع بشكل أسرع مما كان يعتقد في السابق، بين 5 و 9 بالمئة أسرع مما كان متوقعاً، على وجه الدقة.

ويأتي هذا الرقم الجديد بعد أن قام العلماء (برئاسة آدم ريس، الذي فاز بجائزة نوبل في عام 2011 للعثور على أدلة على أن توسع الكون متسارع) بقياس نبض نجوم قيفاوية في 19 مجرة. ثم مقارنة سطوع النجوم المرصودة مع السطوع الحقيقي، وقام العلماء بحساب المسافة إلى مستعر أعظم في مجرات بعيدة. ثم قورنت هذه المسافات مع تمدد الفضاء (الذي يُحسب عن طريق مراقبة كيفية تمدد الضوء مع ابتعاد المجرات). هذه القيمة أُطلق عليها ثابت هابل، وهي معدل توسع الكون.

قيمة ثابت هابل الجديدة 73.2 كم في الثانية الواحدة لكل ميجابارسيك. وعندما قارن الفريق هذه القيمة مع نتائج مسبار ويلكنسون لتباين أشعة المايكرويف وتنبؤات القمر الصناعي بلانك التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، كانت الأرقام السابقة أصغر بمقدار 5 و 9 في المئة، على التوالي، مما توُصل إليه من العمل مع تليسكوب هابل.

اقرأ أيضا: اكتشاف ينفي المعتقدات السابقة حول نشأة الحياة على الأرض‎

هناك عدة أسباب لهذا الاختلاف: الطاقة المظلمة قد تدفع المجرات بعيداً عن بعضها البعض بقوة متزايدة. أو بسبب وجود جسيمات ذرية جديدة تتحرك بسرعة قريبة من سرعة الضوء (المعروفة باسم الإشعاع المظلم). ، أو يمكن الرهان على عناصر الفضاء ‘المظلمة’ : فقد يكون للمادة المظلمة بعض الخصائص الغريبة لا نعرف عنها حتى الآن.

ذكر ريس في بيان صحفي “هذه النتيجة المستغربة ربما تكون فكرة هامة لفهم تلك الأجزاء الغامضة للكون التي تشكل 95 في المئة من كل شيء ولا ينبعث منها الضوء، مثل الطاقة المظلمة والمادة المظلمة، والإشعاع المظلم”.

يمكن أيضا وضع نظرية النسبية العامة لاينشتاين تحت الاختبار. ثابت هابل المنقح هذا أكثر دقة من أي وقت مضى من قبل، مع عدم يقين بنحو 2.4 في المائة، مقارنة بنسبة 3.3 في المائة في السابق. يعمل فريق من علماء الفلك حالياً مع تليسكوب هابل للتقليل من عدم اليقين في ثابت هابل الذي تم الحصول عليه وصولاً إلى نسبة 1 في المائة.