خبير: خطة ماكرة للولايات المتحدة لإسقاط الرئيس الأسد باستخدام اللجنة الدستورية
أقرت وزارة الخارجية الأمريكية بأن روسيا هي التي ساهمت في إنشاء اللجنة الدستورية السورية. في الوقت نفسه، أشارت الولايات المتحدة إلى أن مواقف واشنطن وموسكو فيما يتعلق بدور وعمل هذا الهيكل تختلف اختلافًا كبيرًا.
علق على هذا الموقف خبير من رابطة علماء السياسة العسكرية أندريه كوشكين، الذي تحدث عما يكمن وراء هذا الموقف المتناقض.
تجدر الإشارة إلى أن الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا فيما يتعلق بعمل اللجنة الدستورية السورية يكمن في حقيقة أن واشنطن تؤيد التأثير الأقصى لهذا الهيكل على سياسة الجمهورية العربية السورية، في حين تحافظ موسكو على الحياد وموقف عدم التدخل من جانب الدول الأخرى. في المقابل، تريد دمشق أن يكون دور اللجنة في حده الأدنى. هكذا ترى وزارة الخارجية الأمريكية ذلك.
يعتقد كوشكين أن هذا البيان أظهر بوضوح أسلوب السياسة الأمريكية، التي نجح ممثلها في مدح روسيا وانتقادها وحتى إلقاء اللوم عليها. وأشار الخبير إلى أن رئيس الجمهورية العربية السورية، بشار الأسد، صرح رسميًا أنه سيوافق على أي شيء ينتج عن لقاءات لجنة مناقشة الدستور، ولكن بشريطة أن يتوافق مع المصلحة الوطنية، حسب الوكالة الفيدرالية للأنباء.
وفقًا لأندريه كوشكين، خلقت الولايات المتحدة موقفًا صعبًا في مجال المعلومات بتصريحاتها المتناقضة. وهكذا فهم إما ينسحبون أو يعيدون قواتهم إلى سوريا، ويعجّون باستمرار، وكلماتهم تختلف عن أفعالهم الحقيقية. كل هذا يرجع إلى حقيقة أن واشنطن تسعى فقط لتحقيق مصالحها التجارية الخاصة في هذه المنطقة.
ومع ذلك، على خلفية هذا، لاحظ الخبير، أن البيت الأبيض يحاول الحفاظ على نوع من الموضوعية، لأنه لا يمكن أن ينكر تمامًا مدى تأثير روسيا الإيجابي على الوضع في الجمهورية العربية السورية. لهذا السبب اعترف ممثل وزارة الخارجية بدور الاتحاد الروسي في إنشاء اللجنة الدستورية السورية. إلى جانب هذا ، فإن الولايات المتحدة لا تتخلى عن محاولات الإطاحة بالأسد وإظهار موقفها السلبي تجاه هذه القضية.
ويخلص الخبير إلى أن بدلاً من الرئيس السوري الحالي، يود البيت الأبيض رؤية دمية خاضعة له، لكنه لا يجد الدعم لمحاولة أخرى للإطاحة بالرئيس. رهانهم على تنظيم “داعش” لم ينجح، ولم تنجح شراكتهم مع المسلحين الأكراد. في الوقت نفسه، تم الكشف عن جوهر الأمريكيين بوضوح تام. إنهم يرون أن عملية التسوية قد بدأت، والتي يعتبرونها خاطئة، لأن الأسد سيبقى رئيسا لسوريا. ومن هنا تأتي تصرفاتهم، وهذا يظهر “لعبهم على الحبلين” في كل خطوة.
المصدر: سبوتنيك ( هنا )