اسرار كهف عمره 60 ألف عام
اكتشف علماء الآثار مئات العلامات الغامضة، محفورة على جدران كهف عمره 60 ألف عام في أخدود كلسي يعرف بـ “كريسويل كراغز” على الحدود بين نوتنغهام ودربيشاير.
ولم يكن ممكنا الوصول إلى العلامات المعروفة باسم “الرموز السحرية” حيث كانت مخفية عن الأنظار في غرفة يتعذر الوصول إليها من الكهف، لكن العلماء تمكنوا من إعادتها إلى الحياة بفضل تقنية مسح ضوئي جديد ثلاثي الأبعاد، طوره باحثون في جامعة شيفيلد هالام في جنوب يوركشاير بإنجلترا وإنشاء جولة افتراضية للمشهد الرائع.
وتستخدم التقنية الجديدة المسح الضوئي LIDAR، التي تعتمد الكشف عن الضوء وقياسه، لإنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد للعلامات الغامضة، ما يؤدي إلى إنشاء كهف افتراضي يجعل العلامات في متناول الجمهور والعلماء.
وأنتج الفريق مؤخرا نموذجا متحركا للجولة الافتراضية داخل الكهف الجيري، وشارك اللقطات على موقع Vimeo.
اقرأ أيضا: أغرب عشرة أمور في الفضاء
ويعتقد أن الكهف الجيري تشكل بطريقة طبيعية من خلال تآكل المياه منذ مئات آلاف السنوات، وتعود “العلامات السحرية” التي نقشت على جدرانه إلى القرون الوسطى حيث حفرت حول المداخل والنوافذ والمواقد لإبعاد الأرواح الشريرة.
وقال جيرمي لي، الذي قاد الدراسة: “أعمل مع التقنيات الرقمية الجديدة والناشئة لتمكين طرق جديدة لرؤية الأعمال الفنية وإنشائها من جديد”.
وأضاف: “أعطاني كهف الرموز السحرية فرصة ممتازة لاستخدام هذه التقنيات لإنشاء هذه النسخة التفاعلية ثلاثية الأبعاد من الكهف، وهذا سيجعل محتويات الكهوف في متناول جمهور واسع وبعيد”.
وغالبا ما تتواجد النقوش السحرية (وهي شائعة في بريطانيا قديما) في منافذ الدخول للكنائس والمنازل التاريخية، حيث حفرت على الجدران لحماية السكان من الأرواح الشريرة.
وتعود غالبية الرموز السحرية التي عثر عليها في كهف “كريسويل كراغز” إلى فترة ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، حيث أن هذه الرموز والنقوش تعود إلى أكثر من حقبة زمنية، وكان يتم تحديثها والإضافة عليها بين الحين والآخر، وفقا لما ذكره فريق العلماء.
ويعتقد أن كهف “كريسويل كراغز” قد يكون أكبر موقع يحمل مجموعة من “الرموز السحرية” في المملكة المتحدة.
وأوضح العلماء أن هذه النقوش تعد مؤشرا على الرغبة في تشديد الحماية ضد الأرواح الشريرة وفي مواجهة الموت والأمراض غير المتوقعة والانخفاض في كميات المحاصيل الزراعية.
وقال بول بيكر، مدير موقع ” كريسويل كراغز”: “قد لا نعرف أبدا ما الذي يسعى صانعو هذه العلامات إلى حمايتهم منه أو الخوف الذي يتعرضون له، ولكن هذه العلامات كثيرة للغاية، ويشير التركيز على هذه الغرفة إلى أن المكان كان مهما”.
المصدر: ميرور