السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

بعد القصف الإسرائيلي الأخير… ما سيناريوهات الرد السوري والإيراني؟

بعد القصف الإسرائيلي الأخير… ما سيناريوهات الرد السوري والإيراني؟

مع تصاعد الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل، لم يعد أمام نتنياهو إلا الدخول في حالة حرب من أجل إلغاء فكرة الدخول في انتخابات ثالثة قد تطيح به من المشهد، ما دفعه – بحسب مراقبين- إلى اختلاق أزمات على أصعدة مختلفة.

بعد أيام قليلة من قصف قطاع غزة، وإعلان نتنياهو مصادقته على مشروع قانون لضم غور الأردن رسميًا إلى إسرائيل، أغار الجيش الإسرائيلي على عشرات الأهداف داخل الأراضي السورية.

الغارات التي وصفها الجيش الإسرائيلي بالانتقامية، جاءت بحسب ما زعم ردًا على صواريخ أطلقتها قوة إيرانية من الأراضي السورية على إسرائيل، فجر الثلاثاء، وأسقطت الغارات قتيلين وعدة مصابين بحسب وكالة الأنباء السورية.

الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأهداف العسكرية في سوريا، طرحت تساؤلات عدة بشأن سيناريوهات الرد الإيراني والسوري على تلك العمليات العسكرية.

قصف إسرائيلي

جاء في بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي: “ردا على الصواريخ التي أطلقتها قوة إيرانية من الأراضي السورية على إسرائيل، الليلة الماضية، قصفت طائرات جيش الدفاع عشرات من الأهداف العسكرية لفيلق القدس الإيراني والقوات المسلحة السورية بما في ذلك صواريخ أرض- جو ومقرات ومخازن أسلحة وقواعد عسكرية”.

وحمّل الجيش الإسرائيلي “النظام السوري” مسؤولية الهجمات، قائلًا: “نحن نحمل النظام السوري مسؤولية الأعمال التي تجري في الأراضي السورية، ونحذره من السماح بمزيد من الهجمات ضد إسرائيل، سوف نستمر في العمل بحزم وطالما كان ذلك ضروريًا ضد التغلغل الإيراني في سوريا”.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن دفاعات الجيش “تصدت بعد منتصف ليل أمس لعدوان إسرائيلي كثيف بالصواريخ على محيط مدينة دمشق، ودمرت معظم الصواريخ قبل الوصول إلى أهدافها، واستشهد مدنيان وأصيب آخرون جراء العدوان”، بحسب تعبيرها.

كما تضررت بعض المنازل في منطقتي سعسع، وضاحية قدسيا بالقرب من العاصمة دمشق، بحسب “سانا”.

الغارات الإسرائيلية جاءت ردًا على إطلاق أربعة صواريخ من داخل الأراضي السورية باتجاه الجولان المحتل، بحسب مزاعم إسرائيلية.

ظرف سياسي

الدكتور أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي والعضو السابق في الوفد الحكومي السوري المفاوض في جنيف، قال:

إن العدوان العسكري الإسرائيلي على سوريا يرتبط بالظرف الاستراتيجي العام، بقدر ارتباطه بالظرف السياسي التكتيكي.

وأضاف في تصريحات لـ “سبوتنيك”، أن “ما تحققه سوريا من تقدم عسكري وطرد للإرهاب واستعادة للأراضي التي كانت خارج سيطرة الدولة تعني للإسرائيليين بالمعطى العسكري والسياسي زوال حالة الاطمئنان الاستراتيجي التي تحدث عنها باحثون إسرائيليون خلال فترة الذروة في الحرب الإرهابية على سوريا”.

وتابع: “وصف الباحثون الإسرائيليون هذه الحالة بأنها البيئة الأكثر راحة لإسرائيل منذ عقود، لاسيما في ظل مساهمة حزب الله في الحرب ضد الإرهاب على الأراضي السورية، كما أن زوال حالة الاطمئنان وظهور بواعث القلق تعاظمت مع ظهور نوايا الانسحاب الأمريكي، ومن هنا يريد المخطط العسكري الإسرائيلي تحقيق ما يستطيع تحقيقه من استنزاف وتكريس لقواعد اشتباك يخطط لها أن تستمر إلى ما بعد التعافي السوري من الإرهاب”.

وأضاف الدكتور أسامة دنورة قائلا:

أما على المستوى السياسي التكتيكي، فالأمر يتعلق بالتجاذب الحزبي والانتخابي والنزاع حول استحقاق تشكيل حكومة العدو، فقد نقلت صحيفة إندبندنت عربية عن مصدر إسرائيلي كبير كما وصفته بأن ضرب المواقع العسكرية في سوريا كان قرارًا سياسيًا يستثمره بنيامين نتنياهو في الصراع حول بقائه رئيسا لحكومة إسرائيل.

وأضاف مصدر الصحيفة: “لم تمض ساعتان على فشل لقاء نتنياهو وزعيم حزب أزرق ـ أبيض بيني غانتس، الليلي في محاولة لتشكيل حكومة وحدة في إسرائيل، حتى قام رئيس الحكومة المستقيلة بأمرين: الإعلان عن عدم إجراء انتخابات تمهيدية داخل حزبه الليكود لكي يمنع انتقال أعضاء من الكنيست إلى الجانب الآخر، وانتقاء خيار الغارات الموسعة على أهداف في سوريا”.

خيارات الرد السورية

وعن خيارات الرد السورية للهجمات الإسرائيلية، قال دنورة، إن “الدولة السورية وجيشها يقومان اليوم بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية بضرب الإرهابيين، فقد ظهر من اعترافات رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، أن الكيان الإسرائيلي قدم الدعم العسكري المباشر للمجموعات الإرهابية، الأمر الذي يؤكد أن القوى الإرهابية من منظور استراتيجي تلعب دور الجيش الإسرائيلي البديل الذي يسعى لتحقيق الهدف الإسرائيلي الأساسي في استنزاف الجيش السوري، ومحاولة تطويع سوريا لإرادة العدو دون أن يكلف العدو خسارة نقطة دم واحدة.

ومضى قائلًا: “في الحسابات الاستراتيجية فإن الدولة السورية مع حلفائها تمتلك قدرة الردع العسكري الكفيلة بمنع العدو الإسرائيلي من الذهاب إلى حرب رئيسية أو شاملة ضدها، ولكن جدار الردع الذي كان قائماً في وجه العمليات الموضعية (قبل عام ٢٠١١) ضمن حالة الصراع منخفض الشدة لم تتم استعادته بعد”.

ولذلك – والكلام لايزال على لسان دنورة- بإمكان سوريا أن تكون واثقة من عدم قدرة العدو على التوجه إلى تصعيد واسع أو شامل، ولكن ليس من ضمن حساباتها الواقعية اليوم أن تدع الأمور تتدحرج نحو هذا التصعيد”.

وتابع: “لا سيما في ظل وجود قوى مقاتلة ومتربصة من الإرهابيين بواقع عشرات آلاف المقاتلين المدعومين تركياً في محافظة إدلب، وفي ظل العدوان العسكري والاشتباكات التي تتم مع جيش الغزو التركي في شرق الفرات من ناحية أخرى، واستمرار التحدي المتمثل بالمشروع الانعزالي المدعوم بالاحتلال الأمريكي في مناطق حقول النفط والمنطقة الشرقية بشكل عام من ناحية ثالثة”.

رد إيراني

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، عماد آبشناس، إن “العدوان الإسرائيلي الأخير في سوريا، استهدف مواقع عسكرية سورية، وإن صدقت رواية أن هناك أهدافًا إيرانية تم قصفها سيكون هناك بالتأكيد رد من جانب الإيرانيين”.

وأضاف في تصريحات لـ “سبوتنيك”، أن “قرار الرد يعود للحكومة وللجيش السوري، خصوصا وأن الإيرانيين هناك مستشارون عسكريون، يعملون مع الحكومة والجيش السوري، وإذا أرادوا هم أو أي من حلفائهم الرد على العدوان، لابد أن يستشيروا الحكومة السورية، فهم مجرد ضيوف وليسوا أصحاب قرار”.

وعن تصعيد إسرائيل من استفزازاتها العسكرية مؤخرًا، قال: “نتنياهو يريد جر المنطقة إلى حرب، إسرائيل تريد تصدير التوتر وتصعيد الوضع العسكري، بسبب الأوضاع السياسية المتدهورة في الداخل الإسرائيلي، في ظل صعوبة تشكيل حكومة”.

وتابع: “نتنياهو يريد أيضا عرقلة مساعي بيني غانتس في تشكيل حكومة، لذلك يحاول دفع الأمور باتجاه الحرب، حتى يتسنى له تشكيل حكومة عسكرية مصغرة، وإعلان الوضع العسكري والأمني، والذي يمكن من خلاله تجنب إجراء انتخابات ثالثة في إسرائيل، والهروب من الوضع السياسي الذي يواجهه ويهدد مستقبله”.

اتهامات إسرائيلية

واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أمس الثلاثاء، إيران بتنفيذ الهجمات الصاروخية التي أطلقت من سوريا إلى شمالي إسرائيل الاثنين الماضي.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أعلن أمس عن اعتراض المضادات الإسرائيلية للصواريخ الأربعة، بالتزامن مع وقوع انفجارات في محيط مطار دمشق.

سبوتك