خبير عسكري: وقف الاعتداءات على حلب يتطلب عملية عسكرية
عادت المجموعات الإرهابية المسلحة المتمركزة في الأطراف الغربية من حلب إلى ممارسة اعتداءاتها على الأحياء السكنية للمدينة والقرى والبلدات الآمنة المجاورة، وتسببت في سقوط عشرات الضحايا وفي أضرار مادية في المنازل والممتلكات في مناطق من المفترض أن تكون أصبحت آمنة ويمارس فيها الناس حياتهم بشكل طبيعي.
السؤال الذي يطرح نفسه لأي تنظيم هذه المجموعات الإرهابية ومن تخدم؟
ما الذي جعلها أو يجعلها حتى الآن بعيدة عن متناول الجيش العربي السوري؟
من أين تستمد هذه الجماعات قوتها وتسليحها وأين تتمركز فعليا حتى تكون في موقع يسمح لها بهذه الاعتداءات المباشرة؟
لماذا قامت هذه المجموعات بهذا التوقيت بالذات بتنفيذ هذه الهجمات بعد ثبات طال نسبياً؟
ماعلاقة هذا التصعيد بما يجري في الشمال السوري؟
حول حقيقة مايجري من اعتداءات إرهابية على حلب قال الخبير بالشأن العسكري الاستراتيجي الدكتور كمال الجفا
“حقيقة مايجري في حلب خلال الأيام الماضية هي عملية تصعيد ضد الأحياء الآمنة تقوم بها المجموعات المسلحة المتمركزة على كامل قطاع الجبهة الغربية، إن كان في جبل شويحنة أو حدش الليرمون أو ما يسمى بالمدينة الصناعية في الليرمون إمتداداً حتى الجنوب. كل الجبهات كانت ساخنة خلال ال 24 ساعة الماضية، من يتمركز في هذه الجبهات هي قيادة العمليات العسكرية التي تتبع لجبهة النصرة في منطقة الليرمون والصالات الصناعية يتموضع بعض المقاتلين من الأوزبك والشيشانيين بقايا مايسمى بجيش المجاهدين يعملون أيضاً تحت إدارة غرفة عمليات واحدة.
وربط الخبير جفا هذا التصعيد من قبل هذه المجموعات المسلحة خلال 48 ساعة الماضية بسبب تقدم الجيش العربي السوري في الجنوب، فحاولت هذه المجموعات أن تقول: إننا نحن هنا موجودون. ولكن الكارثة الكبرى هي الإنفجار في مستودع الذخيرة الذي نتج عنه مقتل عدد كبير من النازحين، إذ أنه من خلال متابعة الفيديوهات ومقاطع التصوير التي بثها بعض الناشطين المستقلين تبين أن هناك إنفجاراً لمستودع أسلحة يقع على مدخل إدارة مخيم القاع على الحدود التركية السورية، أرادت هذه التنظيمات المسلحة لفت الأنظار عن هذه المجزرة الكبيرة التي وقعت بحق النازحين. المسؤول الأول عن هذه المجزرة هي جبهة “النصرة” وتركيا التي تدخل السلاح من المداخل غير الشرعية إلى مخيم القاع لكي يتم توزيع هذا السلاح على باقي فصائل جبهة النصرة”.
وأضاف الجفا أن كافة القوات السورية والأصدقاء و القطاعات الشمالية والقوات الرديفة بالرد بشكل كبير جداً على مصادر إطلاق النار ولم تتوقف الإشتباكات إلا في ساعات الصباح لكن في حقيقة الأمر المنطقة تحتاج إلى عملية عسكرية وتطبيق حزام آمن على المدينة وهذا يحتاج إلى قرار عسكري بالتنسيق مع الجانب الروسي حتى الآن الجانب الروسي لا يحبذ فتح معركة في هذه المنطقة ، وحتى المعارك في جنوب إدلب والجبهة الشمالية من حماه في بعض القرى حاول الجيش أن يتقدم لكن ترابط الملفات السياسية والعسكرية والميدانية والدولية في سورية يجبر بعض الأحيان الحكومة السورية على وقف أي عملية عسكرية قد تراها ضرورية لفرض حزام مدينة حلب لأن الجانب الروسي يخوض صراع كبير ويفتح سياسية وعسكرية مع عدة جهات، إن كان لجهة التنسيق مع قسد بعد نكسة الاتفاق معها، أو مع الجانب التركي، أو التنسيق الروسي الأمريكي حول تمدد القوات السورية وإنتشارها وإحلال السيطرة الروسية بدل الأمريكية على بعض القواعد الأمريكية وحتى في التناقض والتردد في المواقف الأمريكية حول خروجها من شمال شرق سورية، الملف السوري معقد ولايمكن فصل جبهة عن جبهة أخرى وعلى سورية والسوريين بعض الأحيان الصبر ريثما يتم الوصول لحل عسكري أو حل سياسي يرضي الجمبع “.