الإثنين , ديسمبر 23 2024
شام تايمز

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

هل يستطيع العلم أن يخبرنا إذا كان الزواج سينجح أو يفشل؟

شام تايمز

هل يستطيع العلم أن يخبرنا إذا كان الزواج سينجح أو يفشل؟

شام تايمز

تتحدّث كريستين كارتر -الباحثة في الشأن الاجتماعي- عن تجربتها الشخصية بوضوح، وتتساءل في سياق دراسةٍ نفسيةٍ اجتماعيةٍ عميقة، عما إذا كانت قد تزوجت الرجل الخاطئ مرةً أخرى، أم لا.

شام تايمز

“عندما فشل زواجي الأول، كنت أرغب بشدةٍ في خوض تجربةٍ عاطفيةٍ جديدة، تظهر لبناتي الصغيرات -المولعات بالأميرات- بأن الحب المتين ممكن، وبأن أحلامهم الرومانسية وأحلامي يمكن أن تتحقق.

عندما التقيت بمارك -الذي أصبح زوجي الثاني- كنت متفائلة، فقد اجتمعت نزعتي إلى القلق مع نزعته إلى الهدوء العميق، وأخبرني بأنه يريد تكريس النصف الثاني من حياته للحب والرومانسية.. لقد خدعني فعلًا، رغم أن أحدًا لم يتفوّق عليّ في ذلك سواه، فقد انطلق بي في أوّل أعوام تعارفنا، بحماسٍ لم تفعله إلا جدتي من قبل.. لقد كان ذلك عظيمًا.

وبعد 4 أعوامٍ من لقائنا تزوجنا، وكان هناك شيءٌ يجب أن أحدّث مارك بشأنه.. فالمرور بتجربة الطلاق أمرٌ صعب، ولا أحد منا كان يريد تكرارها من جديد، ولكني أعتقد أن أمورًا أعمق لم أتمكن من رؤيتها آنذاك..

أحد أسباب زواجي بمارك كان أنني لم أرغب في تربية أولادي بمفردهم، كان أكثر متعةً أن يكون لديك شخصٌ راشدٌ للتحدث معه في الليل، لقد تزوجت للمرة الثانية دون وعي، وكانت محاولةً للحفاظ على مشاعر الهيام التي تكتنف المرحلة الأولى من كل علاقة تقريبًا.. لا شيء يمكن أن يكون أكثر رومانسيةً من حفل الزفاف وشهر العسل، لا شيء -من الناحية النظرية- يمكن أن يجعل علاقتنا أكثر ديمومةً من الزواج.

لقد اتضح أن هذا كان منطقًا خاطئًا، لم يكن هناك بالطبع أي اتصالٍ فعليٍ بين المشاعر التي أردت إحيائها ومؤسسة الزواج، فالواقع أننا -كما كتب الحكيم آلان دي بوتون- نحاول فقط استخدام الزواج لجعل المشاعر الجميلة تدوم.

لقد نقلنا الزواج إلى مستوى مختلفٍ كليًا، اكتمل بعد الانتقال إلى منزلٍ في إحدى الضواحي، والمرحلة الطويلة التي تلت ذلك، حين قرر 3 من أولادنا المراهقين العيش معنا بشكلٍ دائم، فيما كان الرابع يقطن في مدرسةٍ داخلية، لقد كان هذا خروجًا عن ترتيبات الرعاية المعتادة، بأن يقضوا معنا أسبوعًا ومع زوجينا السابقين أسبوعًا، وهكذا خسرنا أنا و مارك كل الوقت الذي كنا نقضيه وحدنا كزوجين، ولكننا ربحنا حياةً عائليةً مزدهرةً في منزلٍ مليءٍ بالمراهقين.

بدون الوقت الذي اعتدنا على قضائه وحدنا، ومع بعض الضغوطات العائلية الكبيرة التي دارت حولنا، بدأنا أنا ومارك بتسيير الأمور كشريكي أعمالٍ في منتصف العمر أكثر من كوننا عاشقين جديدين، وأصبح من غير الواضح بالنسبة لي كيف لأناسٍ يعيش مراهقون تحت أقدامهم، أن يمارسوا الجنس دون تهديدٍ مستمرٍ بالانقطاع، وسط نزاعاتٍ عائليةٍ لا تنتهي حول كيفية استعمال غسالة الأطباق الجديدة!

وفي خضم جدل غسالة الصحون المستمر، أدركت مجددًا بأني تزوجت الشخص الخاطئ.

أعلم أنني لست وحدي مع أسئلتي، فأنتم أيضًا قد يتملككم أحيانًا شعورٌ بالغرق لأنكم لم تتزوجوا شخصًا معينًا.. ربما تزوجتم أشخاصًا لا تنسجمون معهم جنسيًا، وربما لا يتقنون إظهار عشقهم المجنون.. هل يشعر أحد الطرفين أحيانًا بالاحتقار عند مواجهة تعليقات الطرف للآخر؟ إذا كانت هذه الأمور تبدو مألوفة، فمن المحتمل أنكم ارتبطتم بالشخص الخاطئ.

حسنًا، هذا ما لم أفهمه حتى وقتٍ قريب، هل يمكن أن نكون جميعًا قد تزوجنا الأشخاص الخطأ؟ أو بالأحرى تزوجنا أشخاصًا لأسبابٍ لا تدوم على المدى الطويل؟

وفقًا لـدي بوتون الحكيم، علينا ألا نتخلى عن أزواجنا لمجرد أن زيجاتنا لا ترقى إلى أحلام اليقظة الطفولية، وبدلاً من ذلك، علينا التخلي عن الفكرة الرومانسية التي استند إليها الفهم الغربي للزواج على مدى 250 عامًا مضت، بأنه يعني وجود كائنٍ مثاليٍ يمكنه تلبية جميع احتياجاتنا وإرضاء جميع رغباتنا.

ليس بالأمر الهين بالنسبة لي أن أتخلى عن هذا المثل الأعلى المرتبط بثقافتي، والذي بنيت عليه أعز آمالي وأحلامي على مدى عقودٍ طويلة، ففي المدرسة المتوسطة، بدأت برسم صورة رجل أحلامي الذي ينحني العالم لرقته، وعلى الرغم من عدم وجود دليلٍ على وجود مثل هذا الشخص، لم أتوقف أبدًا عن انتظار وصوله.

لا يعني ذلك بأنني لم أعد أعشق، فقد فعلت ذلك فعلًا.. وأنا أحب زوجي الآن، ولكني في كل مرةٍ كنت أتمنى أن يقول أو يفعل شيئًا مختلفًا، وكأنني أتوقع منه أن يكون شخصًا آخر، كأن يبدو مثل أميرٍ ساحر.

إن الفجوة بين التوقعات والواقع هي التي تولد كل خيبات الأمل في الحياة، ونحن البشر لدينا قدرةً رائعةً على خلق أوهامٍ غنية، ولكن عندما لا يتطابق واقعنا مع الخيال ولا تقدّم لنا الحياة ما تخيلناه، فمن الصعب أن نشعر بأي شيءٍ سوى الخداع.

الحقيقة الواقعة بالفعل ليست أمرًا جذابًا جدًا، فليس هناك أميرٌ يحمل درعًا لامعًا، جاء لإنقاذي من الشعور بالوحدة والقلق والضعف، وذلك يطرح أسئلةً صعبةً مفادها: هل يمكنني دائمًا أن أشعر بالامتنان لما لدي، بدلاً من أن أصاب بخيبة الأمل بما ليس لدي؟ وهل يمكنني ترك تعلقي بفكرةٍ مثاليةٍ، هي في الواقع حكايةٌ خرافية؟

وفي الحقيقة، أنا لست مضطرةً للتخلي عن جميع أحلامي الرومانسية التي أحبها، كوعدٍ بوجبة طعامٍ لذيذة، أو بقضاء عطلةٍ لا تنسى.. هذه أحلامٌ أستطيع تحقيقها كل فترة..

وكأن مارك كان يعلم أنني أفكر في كل هذا، فقد سألني يومًا في السيارة: “لو عاد بك الزمن هل كنت لتتزوجيني مرةً أخرى؟”

في الواقع، هو لم يلح كثيرًا في السؤال، بل طرحه على سبيل الدعابة، ثم صرح قائلاً: “سوف تتزوجين شخصًا آخر أكثر روحانيةً وشاعرية، وربما أصغر مني سنًا”.

ولكني أجبته بإصرار: لقد اخترتك..

كنت أعلم في قلبي أن هذا صحيح.. كنت سأتزوج به مرارًا وتكرارًا، حتى بعد أن علمت أن الزواج ليس أسهل أو أكثر متعةً من بقاء المرء عازبًا، وحتى بعد أن اقتنعت بأن الزواج لا يمكنه نقلنا إلى حالة الحلم الرومانسية.

أعلم الآن أنه لا يمكن لأي إنسانٍ حقيقيٍ أن يرقى إلى حد الخيال الرومانسي، وقد يكون مارك غير كاملٍ وغير مثاليٍ بالنسبة لي، ولكنني أيضًا غير كاملةٍ وقد أكون غير مثاليةٍ بالنسبة له.. إنها إذًا مباراةٌ عادلة.

لقد اتضح لي أنني كنت أطرح دائمًا السؤال الخاطئ، بقولي: هل أنت الشخص المناسب لي؟ وهو ما كان يجلب لي الإجهاد والضغط والمعاناة، لأن البحث عن حقيقة التطابق بين أنفسنا والآخرين أمرٌ شاقٌ أساسًا، فلا شيء خارج نطاق أنفسنا –لا ممتلكات ولا أشخاص- بإمكانه أن يجبر كسرنا، أو أن يجلب لنا الفرح الدائم الذي نتمناه.

اقرأ أيضا: تعرف على أغنى نجمات إنستغرام الروسيات

السؤال الأفضل والأكثر عمقًا هو: هل أنا الشخص المناسب لك؟

والأنسب من ذلك أن تسأل: هل يمكنني استيعاب عيوبك بظرفٍ ولباقة؟ هل يمكنني تحمل عجزك عن قراءة أفكاري وجعل كل شيءٍ أفضل؟ هل يمكنني مناقشة خلافاتنا بحبٍّ وتعقلٍ دون أن أخسر نفسي بالخوف والانفعال؟ هل أنا على استعدادٍ لتحمل مسؤوليات الزواج؟ هل أمتلك الوعي الكافي للحفاظ عليك؟ وهل أتحلى بالشجاعة الكافية لمواصلة حبك رغم عيوبك وعيوبي؟

أنا أستطيع..”

مجلة نقطة

شام تايمز
شام تايمز