مع احتجاجات لبنان… أجور النقل البري والجوي تتضاعف على خط دمشق – بيروت
تسببت المظاهرات المتواصلة في مختلف المناطق اللبنانية منذ أكثر من شهر، إلى قطع العديد من الطرقات الدولية والفرعية، لا سيما طريق دمشق- بيروت الدولي، والذي يعتبر عصب الحياة لكثير من السوريين، بعدما أصبحت بيروت مقصداً للسوريين طوال السنوات الماضية، بهدف السفر إلى دول أخرى، أو تسيير معاملاتهم في مختلف سفارات دول العالم.
ورغم عدم انقطاع الطرق الدولية بشكل مستمر، إلا أن حالة عدم الاستقرار تلك، فرضت واقعاً جديداً تمثّل برفع أجور النقل البري من دمشق إلى بيروت، من قبل المكاتب والشركات العاملة، إضافة إلى لجوء الكثيرين باتجاه السفر جواً من مطار دمشق إلى بيروت، وبالتالي تحمّلهم تكاليف إضافية وصلت لنحو 200 دولار.
تضاعف الأجور مع تواصل احتجاجات لبنان
الطريق لم ينقطع بشكل نهائي، لكن العبور أصبح أصعب وأطول مسافة ، بهذه الكلمات لخص (أبو سامر)، وهو سائق سوري يعمل على خط دمشق- بيروت، وضع طريق سفره إلى لبنان.
وأكد أن معدل رحلاتنا من دمشق إلى بيروت انخفضت إلى أكثر من النصف، وفي بعض الأيام لا نعمل أبداً بسبب معلومات تصل إلينا عن انقطاع الطريق، وبالتالي فإن تسعيرة الراكب قد اختلفت، حيث اتقاضى مبلغ 40 ألف ليرة على الشخص الواحد بعد أن كانت 15 ألف ليرة.
وعن طبيعة الطرق التي يسلكها أوضح أبو سامر لموقع (الحل) أعمل على الخط منذ أكثر من 15 عاماً، وفي حال كان الطريق الرئيسي مقطوعاً، فهناك طرق بديلة يمكن اللجوء إليها، ففي بعض المرات يكون كل تنقلي داخل الأراضي اللبنانية من الطرق الفرعية، وصولاً إلى طريق المطار، الذي يكون وجهة غالبية زبائننا.
ومع توقف العديد من سائقي الأجرة السوريين على خط دمشق-بيروت عن العمل نتيجة الظروف، لجأ السوريون إلى استخدام سيارات لبنانية لتسهيل عبورهم، وهو خيار لجأت إليه (سمر) لذهابها إلى مقابلة لم الشمل في السفارة الألمانية ببيروت، التي تنتظرها منذ أكثر من عام.
وقالت سمر: شكّل موضوع انقطاع طريق دمشق-بيروت هاجساً كبيراً لي، انتظر موعد مقابلة السفارة منذ حوالي العام، لذا كان خياري الاستعانة بسائق لبناني كونه أكثر خبرة بالطرق، ويستطيع التصرف في حال وقعت مشكلة أو حدث ما، وبالفعل قام السائق بإيصالي بعد أن سلك الكثير من الطرق الفرعية، وتقاضى مبلغ 130 دولاراً.
ولا يلتزم معظم السائقين السوريين العاملين على خط دمشق-بيروت بالتسعيرة المحددة من قبل وزارة التجارة الداخلية في الحكومة السورية، إذ كانوا يتقاضون قبل الأحداث في لبنان على الراكب الواحد مبلغ يتراوح بين 12 و18 ألف ليرة سورية.
فيما تنص تسعيرة وزارة حماية المستهلك، التي صدرت في بداية العام الجاري على التالي: دمشق- شتورة 4 آلاف ليرة، ودمشق- بعلبك 5 آلاف ليرة سورية، ودمشق زحلة 4500 ليرة.
تكلفة السفر جواً من دمشق إلى بيروت أكثر من 200 دولار
بدورها، أعلنت شركة أجنحة الشام للطيران العاملة في سوريا عن تسيير رحلات يومية إلى مطار بيروت وبالعكس، وذلك لنقل المسافرين السوريين واللبنانيين إلى المطار مباشرة، مع بدء الاحتجاجات الشعبية هناك منذ قرابة الشهر، وقطع العديد من الطرقات، لا سيما طريق دمشق بيروت الدولي؟
اضطر (وسيم بارودي) لحجز تذكرتي سفر لوالديه للسفر إلى لبنان جواً عبر شركة أجنحة الشام ودفع مبلغ تجاوز 400 دولار ذهاباً فقط، وهو مبلغ كان من الممكن أن يختصر أكثر من نصفه فيما لو كانت الأمور على طبيعتها في الطريق البري.
من جهتها، سارعت وزارة النقل السورية، قبل أيام وأعلنت عن قيام الشركة السورية للطيران بتنظيم رحلتين من دمشق إلى بيروت وبالعكس بشكل أسبوعي.
كما وافق وزير الداخلية (محمد خالد الرحمون) على السماح للمواطنين اللبنانيين بالمغادرة عن طريق مطار دمشق إلى مطار بيروت الدولي حصراً بموجب البطاقة الشخصية، بحسب بيان موجه إلى شركات الطيران من إدارة الهجرة والجوازات، إذ جاء القرار على مبدأ المعاملة بالمثل، بعد أن سمحت لبنان للمواطنين السوريين بالسفر إلى دمشق عبر مطار بيروت بالهوية الشخصية.
وأضاف المصدر ليس ذلك هو العائق الوحيد أمام المسافرين، فالأشخاص القادمين من المحافظات البعيدة، كحلب واللاذقية وغيرها ويريدون الذهاب إلى لبنان، سيضطرون لدفع مبالغ إضافية للوصول إلى دمشق، ومنها إلى المطار، ومن ثم إلى مطار بيروت، يُضاف إليها طول زمن الرحلة الذي قد يصل لنحو 10 ساعات بالمجمل.
الحل