رحالة إيرلندي يرد على مقال “الغارديان” المُسيء للسياحة في سورية
رد الرحالة والمدون الإيرلندي جوني وارد على مقال لـ”الغارديان” تحدثت فيه عن انتعاش ما أسمته “السياحة المظلمة” في سورية، وأشارت فيه إلى ازدياد السياح في الآونة الأخيرة، محذرة من مخاطر السفر إلى المدن السورية.
الرحالة “وارد” الذي عمل كمرشد سياحي لمجموعة من السياح في رحلة استغرقت أسبوعين من دمشق إلى قلعة الحصن وتدمر، ناقض فكرة الكاتب حسبما نقلت عنه “سبوتنك”، معتبرا أنها تسيس للموضوع، منوها إلى أن الدول يجب أن تشجع على هذا النوع من السياحة لأنها “سياحة على مستوى القاعدة الشعبية وتعيد الدولارات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها” ويقصد هنا الشعب السوري.
“السياحة المظلمة” والتي عرّفتها الصحيفة على أنها رغبة البعض زيارة أماكن لديها علاقة بالموت والكوارث والحروب، والتي أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في انتشارها، لم تنكر من جهة أخرى “الغارديان” أنها انتعشت كثيرا في الآونة الأخيرة.
وكان كاتب المقال، اتخذ بكلماته موقفا عدائيا من الحكومة السورية، وأبدى رفضه لهذه السياحة، معتبرا أنها تشكل “خطورة كبيرة” للسياح، وأن هدفها الوحيد هو “التطبيع مع النظام” والترويج له لتحسين صورته، وحذر منها لأنها يمكن أن تساهم بتحسين الأوضاع في البلاد، بحسب المقال.
وأشارت الصحيفة إلى وجود شركتين تعملان على ترويج هذه السياحة وتقدم هذه الخمات لمن يريدها، واحدة في الصين وتدعى ” Young Pioneer Tours ” وتقدم رحلات سياحية إلى مدينة حلب، وتبلغ تكلفة الرحلة الواحدة مايقارب 695 دولارا (لا تشمل تذاكر الطيران ورسوم التأشيرة وتأمين السفر) ترافقها جماعات وصفت “بالموالية للحكومة”، ونوه المقال إلى أنه ستبدأ شركة روسية خلال شهر بتقديم خدمات سياحية إلى سوريا.
واعتمد كاتب المقال على شهادات أشخاص لديهم موقف سياسي تجاه الحكومة السورية وهذا ليس عملا احترافيا، حيث أخذ برأي شخص خرج من حلب عام 2011 وهو الآن في إدلب، ولم يكلف نفسه كصحفي التأكد من دقة المعلومات والبيانات التي أعطيت له من قبل هذا الشخص، الذي ادعى أنه كان يملك “شركة سياحية صغيرة”، ولم يحاول التواصل إلا مع سائح واحد فقط أتى إلى سوريا.
وكالة سبوتنك أشارت إلى أنه يمكن أن تكون “السياحة المظلمة” فرصة لسورية بالطبع فإن السياحة بشكل عام هي فرصة اقتصادية جيدة للبلاد، ولكن من الصعب إنكار التراجع الكبير الذي شهده قطاع السياحة السوري بعد عام 2011، وهو أمر طبيعي، لكن من جهة أخرى يمكن العمل على تأسيس شركات تقوم بتقديم هذه الخدمات بالتعاون مع الشركات الروسية الصينية وبإشراف حكومي، أو تقدم الخدمات السياحية بشكل مباشر، خصوصا أن الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار في سوريا، يمثل فرصة سياحية، فهو مصدر إغراء للسياح بشكل عام، لأنه سيوفر لهم سياحة جيدة بتكاليف رخيصة نسبيا.
اقرأ ايضا: المقداد يتوعد القوات الأمريكية: الاحتلال يجلب المقاومة
ولفتت الوكالة إلى أن المشكلة الأساسية التي كانت وماتزال يعاني منها قطاع السياحة السوري، تتعلق بالترويج وتقديم الخدمة، الترويج للمعالم الأثرية بشكل جيد واحترافي، من تقديم فيديوهات ومشاهد ولقاءات مع سياح أجانب يتحدثون بلغتهم عن تجربتهم…إلخ، أما المشكلة الثانية وهي “خطيرة” تتعلق بنوعية الخدمة، فالسياحة تنتشر “بالعدوى” بين السياح، وعندما يأخذ سائح فكرة جيدة عن مكان ما وخدماته ونظافته، فسينشر تجربته، وسيكون بحد ذاته إعلانا لهذا المكان أو البلد.
سبوتنيك