سامي كليب: لهذه الأسباب استقلت من الميادين.. و هذا ما حدث بعد استقالتي
كليب: شعرت بأنه أسيئ إلي.. ولا شيء يُقرر في الميادين إن لم يكن بن جدو هو المقرر ولكن كانت المسألة معي مختلفة
في كل مايفعله يُحدث عاصفة من الأقاويل والهجمات…يصفه البعض بالشخصية الإشكالية وعلى الرغم من تعدد وكثرة ما يقال عنه لا أحد يتجرأ على المساس بقيمته الإبداعية والفكرية والثقافية …الإعلامي الدكتور سامي كليب كان لنا معه هذا اللقاء.
هل دُعيت لحضور الاحتفال الذي أقيم أمس بمناسبة العيد الوطني للإمارات؟
لا لم أدع للحضور،وعادةً انا بشكل عام لا أحضر احتفالات السفارات ولكن ربما كنت سأحضر بسرور كون العودة عربية إلى دمشق .
ما رأيك بقول القائم بالأعمال الإماراتي عبد الحكيم إبراهيم النعيمي(نتمنى أن يسود الأمن والأمان ربوع سورية بقيادة سيادة الرئيس الحكيم بشار الأسد) هل كان تصريحه مفاجئ؟
لا لم يكن مفاجئاً،هذا مؤشر على عودة عربية قوية ولاسيما أن الاحتفال أتى بعد تواصل استمر لأشهر طويلة ما يؤكد انتصار سورية .
هل تابعت برنامجك لعبة الأمم بعد انفصالك عن قناة الميادين؟
لم أتابعه ،ولم أشاهد ولا مرة في حياتي حلقة قدمتها من جميع ما قدمته من برامج ،أما عن سؤالك فلم أشاهد البرنامج سواء قبل استقالتي أو بعدها..
لاحظنا تغيير لون شارة البرنامج وكما نعلم لا يوجد شيء في مهنة الإعلام بدون دلالة؟
ربما لتغيير كل شيء بالبرنامج بما أنه تم تغيير المقدم فقد تم تغيير الألوان ونحن عندما كنا بالميادين غسان كان أقرب للألوان الدافئة (أحمر ،أورنج) وأنا لم أكن مؤيداً لهذه الألوان كوني أميل إلى الألوان الحديثة في التلفزيونات العالمية (ازرق،أبيض ،تدرج الرمادي) وبما أني خرجت مع ألواني جاءت الألوان الأخرى.
ما الرسالة التي أرادوا إيصالها لحضرتك؟
من الممكن أن يكون هناك رسالة لكن في الميادين لا شيء يُقرر إن لم يكن غسان بن جدو هو المقرر.
لكن مع حضرتك كان الأمر مختلفاً؟
كنا شريكين ،نتشارك في كل القرارات وكان يحترم رأيي وقراراتي وأحترم قراراته ،لم يحصل بيننا أي خلاف او مشكلة في القرارات بالعكس فعندما كان هناك أمر يحتاج إلى قرار يجب أن يؤخذ كان يوافقني على رأيي أكثر مما أوافقه على رأيه.
شاهدنا على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة منك لزميلك كمال خلف وتمنيت له النجاح في تقديم البرنامج من بعدك ،هل تواصل معك بعد ذلك وشكرك؟
لا لم يتواصل معي ولم يشكرني ولا أطلب منه الشكر،تمنيت له ذلك كأي صحافي خرج من مؤسسته بشكل أخلاقي وأنا أحب هذه المؤسسة وأحب أن تصبح الأولى في كل العالم العربي ،تمنيت له كل الخير وأنا أعتبره صحفي جيد ومذيع يمتلك حضور جيد .
لم يزعجك عدم تغيير اسم البرنامج؟
إعلامياً ومهنياً عندما يخرج شخص من برنامج دائماً يُساء إلى الشخص الآخر الذي سيكمل تقدمة البرنامج وبنفس العنوان لأن المقارنات تحصل دائماً ولم أعرف بتاريخ الإعلام سواءالعربي او العالمي أنه حين خرج شخص من برنامجه نجح الشخص الآخر في المحافظة على نفس سوية طبع البرنامج كون البرنامج يُطبع بطبع مقدمه،كنت أتمنى أن يُقدم كمال البرنامج ولكن بغير اسمه كوني أنا من قرر اسم البرنامج واختاره ولكن ليس لدي حقوق ملكية فلا فرق بيني وبين الميادين وكل ماقدمته لها هو هدية وأتمنى لها النجاح.
كم عدد العروض التي قُدمت لك ؟
تقصدين قبل الاستقالة أم بعدها..هي كثيرة وبكل تواضع وأسف إن بدا كلامي فيه بعض الغرور ولكن قلما تلفزيون لم يعرض علي ذلك.
وبالنسبة للميادين كانت قضية وكانت مؤسسة ضرورية في الوضع العربي الذي نعيشه وكان ينبغي أن أحميها وأدافع عنها وأن أكون جزءاً لا يتجزأ منها ،لا يغريني المال ولا المنصب لذلك قررت البقاء بها حتى بعد استقالتي من إدارة قسم الأخبار .
قرار الاستقالة من أي مؤسسة يحتاج إلى شجاعة هائلة هل كانت الاستقالة في لحظة غضب وندمت عليها، أم انها كانت نتيجة تراكمات طويلة؟
هي تراكمات إضافة إلى الغضب الذي حصل، ولكن لست نادماً أبداً ، الأمر لا يحتاج إلى شجاعة بقدر ما يحتاج إلى صدق مع الذات وانا شعرت بأنه أسيئ إلي وهذه أول مرة أقول هذا ،وهناك تراكمات في أمور معينة، ربما الحياة لي وللميادين افضل بعد خروجي منها .
هل تواصل معك أحد من الحكومة اللبنانية وخصوصاً أن استقالتك أتت بعد لقاء حضرتك مع رئيس الجمهورية اللبنانية؟
أنا ضد الحكومة اللبنانية ،وأنا موجود في الشارع مع الناس ضدها ولم أنتظر منهم اي اتصال.
البعض أشار بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أنك لست أنت من قدم الاستقالة بل إن القناة كانت راغبة بذلك؟
لم يكن هناك أي مؤشر بأنني سأقال،بالعكس عندما أرسلتها لصديقي وأخي غسان أسفَ هو لذلك وتعامل معي كعادته بكثير من اللياقة وإن كنتِ تريدين طلب الاستقالة سأعطيكِ إياه..كان عبارة عن سطرين فقط( أنا أقدم استقالتي وتصبح نافذة آخر الشهر ولا عودة عنها) وهو بدوره أعرب عن أسفه وقبلها.
علمت مصادرنا الخاصة بأن الإعلامي غسان بن جدو اجتمع مع عدد من الإعلاميين في قناة الميادين وأشار بأن هناك عددا من الاستقالات ستحصل في هذه الفترة ،ماصحة ذلك؟
سمعت بذلك ولكن لا أعرف مامدى صحته ومنذ استقالتي من إدارة قسم الأخبار لم تعد لي علاقة مطلقاً لا مع القناة ولا مع الزملاء إلا إذا أرادوا هم التواصل معي وعادةً حين يستقيل إنسان من مكانه يصبح هناك شعوران لدى الناس الأول هو التعاطف وعدم الجرأة والقدرة على التواصل فهم يخافون على أنفسهم من الضغط والشعور الآخر هو أن الناس تتفادى الوقوع في مشاكل وهذا لا يعني عدم محبتي لهم جميعاً، فهم أخوة وأبناء خصوصاً أنني أشرفت على تدريب معظمهم..
هل صُدمت بأحدهم؟
طبعاً صُدمت فأنا لم أسيئ لأحد داخل القناة ولا ألومهم كون البعض ( يبيض وجه) كما يقولون بالعامية فهم يعتقدون بأنني على خلاف مع غسان وهاجموني ولم أحترم هذا الشعور فنحن زملاء والبعض كتب على وسائل التواصل وهاجمني ولم أرد .
هل ما زال غسان بن جدو صديق لك وهل تواصل معك بعد الاستقالة؟
لا أستطيع أن أقول أننا صديقان مقربان جداً .. ولكن هناك مودة بيننا ولم تتأثر بما حصل وغسان لائق معي بالتصرف كعادته ..لا لم نتصل ببعض بعد الاستقالة.
هل صحيح أن غسان لم يبث مقابلتك مع الرئيس عون رغم علمه بها وان هذه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير؟
نعم ، وللأسف بعض الناس هاجموني دون معرفة السبب.
استقالة زميلتك لينا زهر الدين كانت بعد أيام قليلة من استقالتك هل كان هناك تواصل او اتفاق على ذلك؟
لم نتواصل منذ عامين وأعتبر نفسي مقصرا بذلك فهي مبادرة للسلام ولا أعلم لماذا استقالت البعض اتجه بالموضوع باتجاه مذهبي على الرغم من أنها شيعية وانا لست كذلك ،أحترمها وأقدرها وهي صحافية ممتازة ومحترمة ولا شك بأنها خسارة للقناة.
كثرة الاستقالات هل هو مؤشر سلبي على تراجع أداء قناة الميادين؟
لا أتمنى ذلك ،أخشى على الميادين إذا كثرت الاستقالات داخلها ولكن ليس لدي علم إن تراجعت فأنا بشكل عام لم أشاهدها منذ ثلاث سنوات.
هل هناك عودة لها؟
لم أترك مكانا في حياتي لأعود إليه.
ماهي مشاريعك الآن؟
أنا الآن بمرحلة تفكير ..هناك فكرة أطلقتها منذ فترة وهي تأسيس أكاديمية لتدريب كوادر إعلامية على كل مساحات الوطن العربي مجاناً (اي صحافي بحاجة إلى أن يصبح صحافياً متكاملاً سأدربه عبر الانترنت إن لم يكن لديه القدرة على المجيء إلى المركز العملي في بيروت الذي سأعيد تفعيله الآن …أما عن المشروع الآخر فهو برنامج عبر الانترنت خاص بي وهو بمراحله النهائية (سياسي ،اجتماعي،اقتصادي) سيعتمد على الحوار والمعلومات الدقيقة وأتصور بأنه سيحدث نقلة نوعية في تقديم البرامج بمعنى آخر مالم أستطع قوله خلال ماقدمته عبر مسيرتي سأقوله الآن بطريقة تخاطب عقول الشباب …إن كنت تقصدين قناة تلفزيونية انا أقوم بدراسة العروض ولن أقبل أي عرض إن كان لا يمنحني الحرية المطلقة التي اعدتها خلال مسيرتي.
اتهمك البعض بأن حضورك وندواتك الداعمة للثورة اللبنانية هي في سبيل حصولك على منصب..هل تطمح لذلك؟
دعمت الثورة وتواجدت في الشارع مع الناس لنقول كفى للفساد ،كفى للجمود،نعم للتحرك لأن هناك مافية سياسية متحكمة بهذا البلد مع أمراء حرب سابقين تحكموا بالبلد ونهبوه وقتلوا كل أمل لدى الناس ،فكان من الطبيعي حين تحرك الناس أن أكون بينهم لتوجيه البوصلة باتجاه وطني من أجل ألا يأتي أحد ويأخذ الحراك باتجاه آخر.. فلنكن بين الناس ولنكن جزءاً مهماً لأن مطالبهم محقة تماماً…أما عن المناصب فلا أطمح لها ولست راغباً بذلك.
هل تعرضت لأي نوع من التهديدات في هذه الفترة؟
تعرضت لذلك بعد الكلام الذي قاله الوزير السابق وليد جنبلاط ولكن هذا طبيعي واعتبرتها تهديدات عابرة ..لا أخاف إلا من الله…وهو شن عليي هجوماً واتهمني بأنني وضعت كتاباً عن الرئيس السوري بشار الأسد وأعتقد بأنه لم يقرأ الكتاب فالكتاب يتحدث عن سورية والحرب التي شنت عليها وأحببت أن يكون العنوان ( الأسد بين الرحيل والتدمير الممنهج) كون الرئيس الأسد هو محور صراع عالمي …السبب الآخر لمهاجمته لي هو بسبب قلقه كونه سمع بأنني من المحتمل أن أصبح وزيراً…بالإضافة إلى ذلك شعر بأن الحراك الشعبي (ونحن جزء منه) قد يمتدد إلى مناطقه وأنا قمت بالرد عليه كما ينبغي وانتهى الموضوع بالنسبة لي وأعتقد بأنه كان يحاول جذب انتباه الروس وحزب الله فهو منذ فترة يتهم من يسميهم عملاء سورية بأنهم يشنون حملة ضده وأريد من خلال موقعكم توضيح مايلي…أنا لدي علاقة احترام وحب لسورية الدولة والشعب وأفتخر وأعتز بذلك وزياراتي لسورية أقوم بها علناً وهو وغيره يعلم بأنه ليس لدي أية مصلحة شخصية من هذه العلاقة ولا أطمح لشيء مهما كان ..كل مافي الأمر أنني أعتبر دمشق قلب العروبة النابض ونحن كدول عربية لا نساوي شيئاً بلا سورية ومن المعيب أن يقف عربي شريف أمام حرب ضروس تعرضت لها سورية مكتوف الأيدي أو يقف حيادياً دون أن يناصر هذه الدولة العريقة …أما عن العمالة لسورية فقد كانت حين كان عدد من اللبنانيين والسوريين يقدمون مصالحهم الشخصية على مصالح بلادهم وأصبحوا بالنهاية ضد البلدين هؤلاء هم العملاء أما نحن فمؤمنون بوحدة سورية ولبنان ومؤمنون بفلسطين كدولة عربية .
هل هناك وفاء في مهنة الإعلام ..وهل تعرضت للخذلان؟
تعرضت للخذلان من قبل إعلاميين أحترمهم وأحبهم ،البعض هاجمني دون معرفة والآخر دُفع له ليقوم بمهاجمتي ولكن مايزعجني هو سرعة التخوين وأعتقد بأنه من عمل مثلي ثلاثين عاماً حتى الآن بخط عروبي واضح وبخط مؤيد لكل من يقاوم اسرائيل ستكون مهاجمته معيبة …فمثلاً عندما أقوم بزيارة إلى سورية أنتقد عمل بعض الزملاء ولكن في الخارج انا أدافع عنهم كونهم قدموا تضحيات هائلة على مدى السنوات الماضية ويجب ألا ننكر بأن الإعلام بإمكانياته الضعيفة جاهد في سورية كي يقدم شيئاً جديراً يحمي هذا الوطن ولكن هناك خلل واضح في استراتيجية الإعلام عند كل المحور من إيران إلى سورية وصولاً إلى لبنان مروراً بالعراق ..ونقد المحب يجب أن يؤخذ من أجل التحسين وليس من أجل الهدم واستغربت من بعض الإعلاميين الذين أعتبرهم أبواقا يهاجمونني والمضحك المبكي بالقصة التي ألفها إعلامي أهبل وبصراحة هو يقدم نفسه كإعلامي وفعلياً هو يمتلك جميع شروط الهبل فاخترع قصة من ألفها إلى يائها بأنني ذاهب إلى الأردن كي أقوم بمشروع مع رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي في الأردن…لا أعلم كيف اخترعها ولن اقول اسمه كي لا اعطيه أهمية فهو بوق صغير جداً.
بصراحة هل أزعجك كل ما كتب؟
أقسم لكِ يارا بأنني لا اقرأ ولا أشاهد ما يقال ولكن لدي بعض الأصدقاء المحبين يرسلون لي ذلك وحتى أنا أطلب منهم عدم إرسال شيء يخصني.
لو عاد بك الزمن ثلاثون عاماً إلى الوراء ماذا كنت ستفعل وماهو الشيء الذي كنت قد غيرته في حياتك؟
كنت أحببت امرأة في حياتي وأنجبت طفلاً وعشت حياة هادئة في قرية بالجبل مع مجموعة حيوانات واهتميت بالزراعة .
ماذا عن مهنة الإعلام ؟
لم أكن أمتهنها …ولو عاد الزمن كنت دخلت مجال الطب او التعليم.
هل تفكر بالزواج وماهي مواصفات شريكة عمرك؟
دائماً أفكر بالزواج ولقد جربت مرة وفشلت والمحاولة قائمة ستتحقق يوماً ما…أما عن شريكة العمر لا يوجد شروط أريدها مهضومة،ذكية،مقبولة الشكل وأهم نقطة ألا تكون نكدية.
ماذا تعني لك الوحدة وهل عشتها؟
الوحدة هي اقتراب أكثر من الروح والتعمق أكثر بالثقافة وأنا لست وحيداً ولدي العديد من الأصدقاء والكثير من الاهتمامات وصدقاً أشعر بأن الوقت لم يتسع لأقوم بكل مالدي من أعمال .
نراك في سورية دائماً إما لتوقيع كتاب أو لحضور ندوة لحضرتك أو تكريم لكن الملفت بأننا لا نشاهدك كمحلل وإعلامي عبر قنواتنا..ما السبب هل مو تقصير من طرفنا؟
هل ستنشرين الجواب…
بكل تأكيد..
ربما حرية تفكيري وكلامي ومباشرة أقوالي ونقدي لا يتناسب مع الفكر الإعلامي السوري كوني أقول الحقائق كما هي وربما يخشى بعض القائمين على وسائل الإعلام أن أقول أمراً لا يناسبهم رغم وضوح مواقفي ويجب ألا ننسى كثرة المطبلين والمزمرين هؤلاء هم من تشاهدينهم طيلة الوقت عبر الشاشات …أنا أحب سورية ولا أحملها جميلة ذلك فهي دافعت عن نصف الأمة العربية .
لكن البعض اتهمك بأنك متبدل الآراء ووصفك بالتملق؟
من كتب ثلاثة كتب عن الحرب السورية وأصبحت الآن مراجع لدى دول العالم وترجمت لعدة لغات ولاقت إقبال شديد..هل هو متملق؟ سأترك الإجابة لكِ .
أقرأ ايضا: مصر.. قرار مفاجئ بإغلاق قناة مشهورة يمتلكها رجل أعمال عربي
حضرتك مخزون من الثقافة والفكر هل نشاهدك ببرنامج يتحدث عن السينما او المسرح؟
دائماً لدي أفكار لم تنفذ…وكل ماقدمته في مسيرتي الإعلامية لم يعجبني ومازلت أبحث عن شيء يشبه روحي ويشبه ما قصدتيه في سؤالك .
المصدر: صاحبة الجلالة