الجيش السوري يوسّع انتشاره على طريق M4 الدولي
تظهر المعطيات الميدانية بين تل تمر وعين عيسى أن الاتفاق «غير المعلن»، بين أنقرة وموسكو، حول توزع القوى والسيطرة جنوبي الطريق الدولي وشماليّه، يجري تطبيقه ميدانياً لكن على نحو بطيء وحذِر، في وقت تتابع فيه واشنطن تدعيم وجود قواتها حول حقول النفط في الشرق، رغم إعلانها المتكرر تخفيض عديدها
يتّجه «المقطع» من الطريق الدولي الحسكة ــــ حلب (M4)، الرابط بين بلدتي تل تمر وعين عيسى في منطقة شرقي الفرات، نحو تطبيق اتفاق يقضي بانسحاب «قسد» و«الجيش الوطني» من الطريق الدولي، مع إسناد مهمة حمايته إلى الجيش السوري. ورغم الاتفاق «غير المعلن» بين الجانبين الروسي والتركي، إثر اجتماعات متكررة بينهما في صوامع حبوب الشركراك وعالية في ريف تل تمر الغربي،
فإن إجراءات التطبيق تسير ببطء شديد. وبعد دخول الجيش إلى أهم النقاط الحيوية على طريق حلب ــــ الحسكة الدولي، تقدّمت أمس وحداته المتمركزة جنوبي الطريق باتجاه محطة كهرباء مبروكة التي تبعد نحو 20 كلم عن صوامع عالية، وباتت عند بوابة المحطة، مع ورود معلومات عن انسحاب المسلحين المدعومين من تركيا، بالتزامن مع دخول ورشات حكومية برفقة آليات روسية لصيانة المحطة نتيجة أضرار تعرضت لها إثر قصف جوي تركي مع بداية العمليات التركية في المنطقة.
يمهد وجود الجيش السوري في النقطتين المهمتين، صوامع عالية ومحطة كهرباء مبروكة، لانتشار تدريجي ابتداءً من تل تمر حتى مبروكة بطول يصل إلى 50 كلم، تمهيداً لانتشار مماثل من عين عيسى حتى مبروكة لتأمين الطريق الدولي، وذلك مع انسحاب لـ«قسد» وفصائل «الجيش الوطني» من المنطقة في وقت لاحق. ووفق مصادر ميدانية،
سينتشر الجيش في مخافر حماية تقع على مسافة تراوح بين 500 إلى 1000 متر عن الطريق جنوباً. وتلفت المصادر إلى أن الجيش سيحافظ على وجود حيوي بنقاط محددة متقدمة في عالية ومبروكة للإشراف على الطريق، وتأمين الحماية لحركة التجارة والمسافرين
اقرأ المزيد في قسم الاخبار
من جهة أخرى، شهدت مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، أمس، انفجار سيارتين مفخختين على دوار الأعلاف وسط المدينة، ما أدى إلى استشهاد مدنيَيْن اثنين وإصابة آخرين. وكانت قد انفجرت أول من أمس سيارة مفخخة استهدفت مقر المجلس المحلي للمدينة في مبنى نقابة المعلمين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وجراء عدم تبني أي جهة المسؤولية عن المفخّخات، تتهم الفصائل المسلحة التابعة لأنقرة «الوحدات» الكردية بالوقوف وراءها، فيما تعيدها القوى الكردية إلى «خلافات وتصفية حسابات داخلية داخل بنية الفصائل المسلحة غير المتجانسة». وفي الساعات الأولى بعد منتصف ليل الأربعاء ــــ الخميس، أوقع انفجار استهدف رتلاً للقوات التركية في شمال سوريا عدداً من القتلى والجرحى، وفق «المرصد السوري» المعارض. وأفاد المرصد بأن رتلاً لـ«القوات التركية» استُهدف بسيارة ملغومة «خلال توجّهه إلى قاعدة البلدق غربي مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي».
وبينما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أكد، عقب لقائه قبل يومين نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أن «المنطقة الآمنة» التي تعمل أنقرة على إقامتها بعمليتها «نبع السلام» تعمل «جيداً»، تواصل الولايات المتحدة إرسال تعزيزات عسكرية ولوجستية إلى قواعدها في محيط حقول النفط شرق سوريا، كما نقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر محلية. وذكرت المصادر أن قافلة أميركية من خمسين شاحنة دخلت مساء الأربعاء، عبر معبر «سيمالكا» الحدودي مع العراق،
ووصلت حقول جبسة النفطية قرب مدينة الشدادي جنوب الحسكة. كما أوضحت المصادر أن «القافلة حملت سيارات رباعية الدفع وآلات حفر وبناء، وضمت شاحنات مغلقة يعتقد أنها تحمل ذخائر»، مضيفة أن «تسع عربات مدرعة وخمسين جندياً أميركياً كانوا قد وصلوا الثلاثاء إلى القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي».
وتعزز واشنطن قواتها في المنطقة الشرقية، في وقت قال فيه وزير الدفاع مارك إسبر، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، إن بلاده «أتمّت انسحابها العسكري من شمال شرق سوريا ليصبح عدد الجنود الأميركيين في بقية أنحاء سوريا 600». كما أكد إسبر احتفاظهم بالقدرة على إدخال أعداد صغيرة من القوات وإخراجها وفقاً للضرورة، لكنه ذكر أن العدد «سيتأرجح عند مستوى 600 في المستقبل المنظور».
ولا يؤشر حديث إسبر ومعطيات الميدان سوى على الفارق الذي كان دائماً موجوداً بين تصريحات المسؤولين في واشنطن، وما يجري على الأرض وتقوم به قواتهم. كذلك، لا يمكن حصر أعداد الجنود في القواعد التي بقوا فيها، لكن ما يمكن تأكيده أنهم موجودون حالياً في محيط حقول النفط في الجهة الشرقية.
جريدة الأخبار