الطريق بين «عين عيسى» و«تل تمر» في عهدة الجيش
أسفرت تضحيات الجيش العربي السوري وصموده على خطوط انتشاره في مناطق التماس مع المحتل التركي في رأس العين وتل أبيض، إضافة إلى ضغوط موسكو على أنقرة، عن البدء بتطبيق شق اتفاق «سوتشي»، الموقع في ٢٢ تشرين الأول بين الرئيسين الروسي والتركي، الخاص بسيطرة الجيش السوري على الطريق الدولي حلب الحسكة والمعروف بـ«M4».
وتأتي أهمية الأوتستراد الدولي بأنه يصل بين حلب والعراق عند القامشلي، على حين يعتبر قسمه الذي يربط بين ناحية تل تمر وناحية عين عيسى، بأنه عقدة مواصلات طرقية ويربط بين مناطق إستراتيجية في الجزيرة السورية، ولذلك سارع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته إلى السيطرة على نقاط منه، لفرض أمر واقع قبل الرجوع إلى نص «سوتشي» الخاص به لتنفيذه ووضعه في عهدة الجيش السوري، بإشراف روسي إثر مفاوضات شاقة بين عسكريين روس وأتراك قبل أسبوعين تكللت بالنجاح.
وأوضح مصدر ميداني في الحسكة لـ«الوطن»، بأن الجيش السوري سيثبت نقاطاً عسكرية له على الطريق بين تل تمر وعين عيسى، مشيراً إلى أن بدء عملية انسحاب جيش الاحتلال التركي وميليشياته العسكرية، التي تسمي نفسها «الجيش الوطني» إضافة إلى «قسد» من الأوتستراد الدولي بين تل تمر وعين عيسى، جاء بعد يومين من تسيير دورية عسكرية مشتركة روسية تركية على الطريق لتنفيذ عملية تفتيش فيه، وبعد ١٠ أيام من الاتفاق بين العسكريين الروس والأتراك حول ذلك، وإثر انتشار قوات عسكرية روسية في بلدتي تل تمر وعين عيسى، ومواصلة عملية تفكيك الألغام في صوامع الحبوب في منطقتي «عالية» و«تل تمر»، وإطلاق العمل بمحطة الكهرباء الفرعية في منطقة مخيم «مبروك» للنازحين الواقع بين رأس العين وتل أبيض.
ولفت المصدر إلى أنه من المبكر القول: إن طريق حلب الحسكة بات آمناً بشكل كامل أمام حركة السير، في انتظار تأسيس نقاط المراقبة الروسية التركية، وتثبيت نقاط انتشار الجيش السوري على الطريق، وكذلك إعادة انتشار الجيش السوري في بعض مقاطع الطريق، الذي تتواجد فيه «قسد» بريف حلب الشمالي الشرقي وأرياف الرقة وفي محيط القامشلي ومناطق أخرى من الجزيرة السورية.
اقرأ أيضا: متحدث باسم قيادة العمليات المشتركة ينفي دخول آليات عسكرية أمريكية إلى العراق
في سياق منفصل، استشهد مدني وجرح ثلاثة آخرين جراء استهداف إرهابيين يتمركزون في جمعية الصحفيين بخان العسل، غرب مدينة حلب ومنطقة منيان المتاخمة، بقذائف صاروخية، في تصعيد جديد دأبت على انتهاجه الميليشيات الموالية لتركيا و«جبهة النصرة» والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها بحق السكان الآمنين في أحياء غرب المدينة، حسب قول مصدر ميداني لـ«الوطن»، والذي لفت إلى أن مدفعية الجيش وسلاح الصواريخ لديه دمروا منصات لإطلاق القذائف في خان العسل والمنصورة، وقتلوا وجرحوا عدداً من الإرهابيين.
الوطن