غبار نجمي يؤلف أجسادنا .. والنسبة العظمى من تكويننا على الأرض من العمالقة الحمراء
نعرف جميعًا بشأن الدورة الطبيعية للماء في الطبيعة وعبر مختلف الأزمان، الأمر ذاته ينطبق على المادة التي تؤلف أجسادنا،والتي لا بد وأنها شهدة واحدةً من عمليات موت أو ولادة النجوم.
لكن السؤال الذي يلوح في الأفق، هو أي نوع من غبار النجوم يدخل في تركيب أجسادنا؟
هذا التساؤل كان موضوع بحث في مدرسة البوليتكنيك الفيدرالية في زيوريخ ETH Zurich الذين حاولوا العثور على إجابة.
نعلم أن نظامنا الشمسي يبلغ من العمر 4.5 مليار عام، وقد تشكل نتيجة تداعي سحابة من الجزيئات، وفي مركز هذه السحابة كان اندماج شكل الشمس، وبقيت هناك سحابة من الغبار حول الشمس، شكلت القرص الأولي للكواكب التي تكونت حول الشمس فيما بعد.
لم تكن مساهمة جزيئات الغبار في تشكيل الكواكب متكافئة بالنسبة لها جميعًا، فقد امتلك كل كوكب من الكواكب المتشكلة حول الشمس تركيبته الخاصة به من الغبار والغاز. وفي درلسة جديدة في معهد زيوريخ للبولي تكنيك، من المتوقع أن يتمكن العلماء بالاعتماد على النظائر من تتبع الأصل الذي جاءت منه الكواكب.
ومن شأن مجموعات النظائر المختلفة الموجودة على كل كوكب أن تشير إلى المصدر الذي جاء منه، إذ تعد النظائر بصمة تميز كل كوكب وكويكب وجسم في المجموعة الشمسية. وقد عكف العلماء على دراسة النظائر في الأرض وفي بقايا النيازك، وبالمقارنة بين النظائر فيهما، تبينت مساهمة العمالقة الحمراء الآفلة بتركيب الأرض وفي كل ما يعيش عليها. بما في ذلك نحن.
قام العلماء بمقارنة الشذوذات في تركيب النظائر لمختلف العناصر في تركيب الأرض والنيازك، وخاصة النيازك القادمة من مراكز الكويكبات، وبالتركيز على البالاديوم، وكانت المذنبات تحتوي على شذوذات أقل مما هو متوقع بالنسبة البالاديوم، وكان تفسير النتائج أنه رغم وجود القرص الأولي المؤلف من الغبار النجمي لتشكيل الكواكب حول الشمس، لكن غبار مميز هيمن على تركيبنا هنا على الأرض، وكان ذلك قادمًا من العمالقة الحمراء.
البالاديوم عنصر أكثر تطايرًا مما يجاوره في الجدول الدوري، لذا تكون كمية الغبار المتكاثف منه حول العمالقة الحمراء قليلة، وبالتالي كانت نسبته ضئيلة في النيازك التي درسناها على الأرض.
اقرأ أيضا: خريطة الكنز .. خريطة ناسا للماء المتجمد على المريخ
العمالقة الحمراء هي نجوم لها نفس كتلة الشمس، لكنها تتمدد لتصبح عمالقة حمراء مع استنزاف وقودها من الهيدروجين، وهذا هو المصير الذي ستلاقيه شمسنا بعد 4.5 أو 5 مليار عام.
اراجيك