الأحد , ديسمبر 22 2024
شام تايمز

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

أب بريطاني يواجه السجن بدبي لوقوعه ضحية عملية احتيال بمقدار 550 ألف دولار

شام تايمز

أب بريطاني يواجه السجن بدبي لوقوعه ضحية عملية احتيال بمقدار 550 ألف دولار

شام تايمز

لم يكن يتوقع البريطاني عاطف خالق، أنَّ سعيه للحصول على وظيفة في دبي، بعدما رأى إعلاناً منشوراً على الإنترنت لوظيفة مدير علاقاتٍ عامة، سوف يقلب حياته رأساً على عقب.

شام تايمز

بريطاني يواجه الحبس في الإمارات بسبب عملية احتيال كبيرة

فحسب تقرير نشره موقع inews البريطاني، استطاع عاطف السفر إلى الإمارات لإجراء مقابلة عمل، وقد تحمَّس أكثر عندما عرف أنَّه حصل على المنصب المُعلَن، وعلى عجلٍ قدَّم للشركة معلوماته الشخصية حتى يمكنها إجراء تحرٍّ عن خلفيته.

عند عودته إلى وطنه، كان عاطف، 36 عاماً، وخطيبته كلير خالق، 32 عاماً، اللذان كانا يخطِّطان للزواج في الأشهر التالية، متحمِّسين لبداية حياتهم الجديدة، لكنَّ اتصاله بالشركة انقطع، وافترض خالق أنَّه قد فشل في فحص الخلفية.

كان ذلك في عام 2016، وبعد عامين، انتاب القلق خالق، عندما بدأت تصل باب منزله خطاباتٌ تطالبه بتسديد ديونٍ مهولة مسجَّلة باسمه في بنوكٍ بدبي. أدرك خالق أنَّه كان ضحيةً لعملية سرقةٍ لهويته، وبدأ يخوض معركة قانونية مطوَّلة لتبرئة ساحته، وتحدَّد موعدٌ للمحاكمة في عام 2020.
حاول الحصول على وظيفة في دبي.. لكن تغيرت حياته

بعد انقطاع الاتصال بينه وبين الشركة، وفقدانه الأمل في الحصول على الوظيفة، ذهب عاطف لقضاء عطلةٍ في أبوظبي يوم 3 سبتمبر/أيلول عام 2019، لكنه فوجئ بالقبض عليه بمجرَّد هبوط طائرته في المطار. وبعد احتجازه ليومين، قضى عاطف الشهور الأخيرة ممنوعاً من مغادرة البلاد، وهو الآن في خطر أن يفوِّت قضاء عيد الميلاد المجيد مع شريكته وابنتهما أريانا، وعمرها عامان.

قال خالق: «بلغ مجموع الديون 500 ألف يورو (550 ألف دولار)، وما زال اسمي يُستخدَم لطَلب القروض. دُمِّرت حياتي، أعاني الآن من اضطراب ما بعد الصدمة، وهذا يوقِع أثره على صحتي، وصحة أمِّي المسنَّة، ويفرض ضغوطاً على زواجي».

أضاف: «ظننتُ أن الإمارات العربية المتحدة مكانٌ متحضر مثل المملكة المتحدة، لكنِّي اكتشفت أنَّ الواقع غير ذلك، هناك جانبٌ مظلم هنا».

تم احتجازه في الإمارات وحُبس مع المجرمين

عندما زار عاطف -وهو في الأصل من بلدة أيلزبري بمقاطعة باكنغهامشير الإنجليزية- دبي للمرة الأولى، في يناير/كانون الثاني عام 2016، أخذت الشركة المزعومة جواز سفره بضعة أيامٍ قبل إعادته له. لم يصل عاطف خبرٌ من الشركة لبضعة أشهر، لكنَّهم عاودوا الاتصال به في مارس/آذار 2016، قائلين إنَّهم «أضاعوا» الوثائق الأولى. ولهذا سافر عاطف إلى دبي ليومٍ واحد، وقدَّم لهم معلوماته الشخصية مجدداً.

كلَّف أحد البنوك في دبي شركة محاماةٍ مقرَّها المملكة المتحدة بالحَجز على ممتلكات عاطف، بأمرٍ من محكمةٍ بريطانية، لسداد أحد القروض المأخوذة باسمه احتيالاً. وقد أنفق عاطف إلى الآن 20 ألف جنيه إسترليني (حوالي 27 ألف دولار) مِن رسومٍ قضائية ونفقات سكن.

في خضم هذا التوتُّر، قرَّر عاطف، الذي كان يعمل آنذاك لدى شركةٍ للاتصالات، أن يأخذ عطلةً قصيرة، وسافر إلى الإمارات يوم 3 سبتمبر/أيلول، ليحضر نزال الفنون القتالة بين حبيب نورماغوميدوف وداستن بوارييه، في بطولة UFC المُقامة في أبوظبي.

ما لم يعرفه عاطف عندئذٍ هو أنَّه كانت قد رُفعِت بالفعل قضايا عدة ضده من الدائنين، ضحايا عملية الاحتيال، وأنه قد حوكِم غيابياً، وقد حُكِم عليه في واحدة على الأقل بين القضايا بالسجن لمدة شهرين.

بعد قضاء يومين في الحَجز، أُطلِق سراح عاطف بكفالة، وصادرت الشرطة جواز سفره.

قال: «كانت زيارة الإمارات خطأً فادحاً، وكنت ساذجاً. سُجِنت مع المجرمين، وكانوا يعطونني طبقاً من الأزر يتقاسمه أربعة فيما بينهم. لم أتورَّط في أية متاعب قط في حياتي، وليس لي سجلٌ إجرامي، لذا كان الأمر صدمةً لي. لم أكن موجوداً في الإمارات وقت ارتكاب هذه الجرائم ولدي ما يثبت هذا».
وخسر الأب البريطاني وظيفته ويواجه شبح التشرد

الآن قد خسر عاطف وظيفته، ومدخراته، ويواجه هو وعائلته خطر الطرد من منزلهم والتشرُّد. وقال: «أنا الآن أبٌ لطفلةٍ تبلغ من العمر عامين، عائلتي في معاناة، كنتُ المُعيل الوحيد لعائلتي، والآن عدم تمكُّني من إعالتهم قد أوقع ضغوطاً مهولة على زوجتي. لم تستطع دفع الإيجار الشهر الفائت، وهي غير قادرة على زيارتي هنا لأنَّها مشغولةٌ بمحاولة تسديد فواتير المعيشة».

أضاف: «أمي في السبعين من عمرها، قلقةُ عليَّ حتى الموت، أنا مصابٌ بداء السكري من النوع الثاني، وكنتُ قد دخلت في مرحلة خمولٍ تام للمرض من خلال التزامي بنظامٍ غذائي صحي وارتياد صالات التمرُّن الرياضي، لكنِّي الآن قلقٌ ومكتئب، أعاني من ليالٍ أرِقة، ولا آكل ما يفيدني، أو أتمرَّن، وأعلم أن صحتي في تدهور».

في المملكة المتحدة، حاولت زوجة عاطف إقناع وزارة الخارجية البريطانية بالتدخُّل في قضية زوجها، لكنَّ قيل لها إنَّهم «لا يمكنهم التدخُّل في شؤونٍ قضائية».

قال عاطف: «الحقيقة أنِّي فقدتُ الأمل، أنا ضحيةٌ بريئة لعملية سرقة هوية، وأنا في أشد الحاجة لدعم الحكومة البريطانية».

فيما تحاول منظمات حقوقية مساعدة الأب البريطاني لحل مشكلته

حيث تكافح منظمة «محتجزون في دبي»، التي تقدِّم العون للبريطانيين العالقين في سجونٍ عبر الإمارات، والسعودية، وقطر، في سبيل هذه القضية. وقالت المنظمة الحقوقية إنَّ بنوك دبي تتحايل بأن تستخدم الإنتربول (شبكة الشرطة الجنائية الدولية) كأنَّهم محصّلي ديون لها، ويصاحب ذلك غيابٌ لحماية ضحايا سرقة الهوية.

قالت المحامية والمديرة التنفيذية للمنظَّمة، رادها ستيرلينغ: «سافر عاطف إلى دبي وهو واثقٌ من فرصة العمل المعروضة عليه. وثق أنَّ الإمارات تتحرَّى كفايةً لحماية الناس من المحتالين معدومي الضمائر، بكل السبل الممكنة قد خذلته الإمارات. كيف يمكن لأي أحدٍ إذن أن يثق في الإمارات ويقصدها كمغتربٍ مهنيّ، عندما نرى احتمال أن تتحوَّل عملية تقدُّمٍ لعمل إلى سرقةٍ للهوية، والأدهى أن يُلاحَق الضحية لا الجاني».

تدعو رادها وزارة الخارجية البريطانية للتنسيق مع نظيرتها في الإمارات لإسقاط التهم عن عاطف، وتحثُّ السلطات في دبي على التعجيل من إعادته إلى بلاده.

مضيفة: «هناك تعاملاتٌ مالية تمَّت في الإمارات، بينما كان عاطف يقضي شهر العسل في بالي، ومنذ ذلك الوقت قد ظلَّ في بيته ببلدة أيلزبري. تعلم الشرطة ويعلم المدَّعون يقيناً أنَّ عاطف قد وقع ضحيةً لعملية احتيال، ومع هذا فإنَّهم يفاقمون من الضرر الواقع عليه بعدم السماح بعودته لبلاده».

فيما قال متحدثٌ باسم وزارة الخارجية البريطانية: «نحن على اتصالٍ بالرجل البريطاني وعائلته بعد القبض عليه في دبي».

عربي بوست

اقرأ أيضا: أهم الاكتشافات العلمية في 2019

شام تايمز
شام تايمز