الاسلحة المتطورة الروسية تحدد مسار المرحلة التاريخية القادمة
في الاول من اذار الجاري عقد المجلس الاعلى الفيديرالي الروسي اجتماعا مفتوحا حضره المئات من ممثلي السفارات الاجنبية والهيئات السياسية والمجتمع المدني والصحافة والاعلام ومراكز الدراسات والجامعات، من روسيا والخارج. وبخطى ثابتة لجندي قديم مجرب، تقدم الرئيس فلاديمير بوتين من منصة الاجتماع، وألقى كلمة جامعة، من الواضح انها خلاصة عمل النخبة الدبلوماسية، الثقافية، السياسية، الاقتصادية والعسكرية الحاكمة في روسيا ـ بزعامة بوتين.
وفي هذه الكلمة دعا بوتين الى اجراء مباحثات دولية تهدف الى وقف زعزعة الاستقرار العالمي و”هزهزة الزورق الذي يحملنا، والمسمى الارض” وحمايته من الغرق.
ورسم بوتين معالم المرحلة التاريخية القادمة قائلا: اننا لن نكون معتدين في سياستنا الخارجية، ونعمل لان نكون شركاء لاميركا والاتحاد الاوروبي، بالرغم من وجود الخلافات، ولكننا قادرون على ان نرد على اي عدوان علينا او على حلفائنا، بضربات ساحقة.
ولتبريد الرؤوس الحامية، الاميركية وغيرها، قال بوتين ان اسلحتنا الجديدة تجعل غير ذي معنى نشر انظمة الدرع الصاروخية الاميركية حول حدودنا وتجميع قطع الاسطول الاميركي في البحر الاسود.
واكد بوتين ان روسيا اصبح لديها جيش حديث، سريع الحركة ويمتلك اسلحة ذات تكنولوجيا عالية. واضاف ان المشاركة في العمليات العسكرية في سوريا اثبتت قدرات القوات المسلحة الروسية. وقال ان تجهيز الجيش بالمعدات والاسلحة الجديدة والمعاصرة قد ازداد 3.7 اضعاف خلال السنوات الاخيرة. واوضح ان جميع مجهودات روسيا لتعزيز قواتها المسلحة تجري ضمن شروط الاتفاقيات الدولية المعقودة وان روسيا لا تخالف اية اتفاقية. وذكّر ان الولايات المتحدة هي التي تخلت من طرف واحد في 2002 عن اتفاقية الحد من انظمة الدرع الصاروخية، وان التسليح الروسي الجديد انما يأتي كرد على هذا وغيره من خرق الاتفاقيات من قبل اميركا. وقال ان العقيدة العسكرية الجديدة لاميركا تبيح لها استخدام الاسلحة النووية للرد على هجوم بالاسلحة التقليدية وحتى على الهجمات الالكترونية. وانه اذا هوجمنا فإن ردنا سيكون صاعقا. وان روسيا اصبحت تمتلك اسلحة لا تمتلك مثلها اي دولة في العالم. ولذلك فإن اي انظمة دفاع جوي او صاروخي لن تقف عائقا امام اسلحتنا.
وأوضح بوتين ان القوة التدميرية لاسلحتنا الجديدة هي غير مسبوقة، ومدياتها غير محدودة، ومساراتها لا يمكن التكهن بها وتتبعها.
وذكـّر بوتين انه في سنة 2004 قلت ان روسيا تحتاج الى سلاح لا يمتلكه احد في العالم. ولكن “حينذاك لم يستمعوا الينا، فليستمعوا الان”.
واثناء القاء كلمته استعرض بوتين على شاشات الفيديو المكبرة بعض الاسلحة الروسية الجديدة، وهذا بعض ما عرض على الشاشات وتناقلته وسائل الاعلام الروسية والعالمية:
ـ1ـ منظومة الصواريخ المسماة “سارمات”. ويزن حجم الصاروخ الواحد منها 200 طن. ويحمل هذا الصاروخ عدة رؤوس نووية، تصب كلها على هدف واحد او يرسل كل رأس باتجاه مختلف لاهداف متنوعة. ومجموع القوة التفجيرية لهذا الصاروخ هي ألفا ضعف القوة التفجيرية لقنبلة هيروشيما التي القتها اميركا على اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية. وهو صاروخ عابر للقارات يطير بشكل متلو ولا تستطيع اصابته او اللحاق به اي انظمة دفاع جوي او دفاع صاروخي. ويمكنه ان يضرب الاراضي الاميركية من الجهة الشمالية او من الجهة الجنوبية، وهو ما يجعل اميركا اكثر قابلية للارتداع عن مطامعها للهيمنة العالمية.
ـ2ـ صاروخ مجنح تكتيكي جديد فائق الدقة، يحمل شحنة نووية صغيرة فائقة القوة التفجيرية، ومنيع على انظمة الدفاع الجوي والصاروخي.
ـ3ـ سلاح صاروخي جديد يعمل في الطبقات الكثيفة للغلاف الفضائي ويطير بسرعة خبالية كسرعة النيازك.
ـ4ـ عرضت عدة انواع من اسلحة الليزر.
ـ 5ـ وعرضت غواصة مسيّرة غير مأهولة تحمل طوربيدات عادية ونووية وصواريخ مجنحة نووية. وتسير هذه الغواصة بسرعة فائقة وتغوص الى اعماق غير مسبوقة وتلبث في الماء لوقت غير محدد.
وهذا عدا الاسلحة الحديثة في الطيران وسلاح الدبابات وغيرها.
واكد بوتين ان كل هذه الاسلحة وغيرها من الاسلحة الجديدة ذات القدرات العالية لم تعد قيد التجربة بل دخلت حيز الانتاج المتسلسل وتوضع بالتتالي في تصرف القوات المسلحة حسب برنامج محدد.
وكان الجانب العسكري والسياسة الدولية نقطة الارتكاز في كلمة بوتين امام اجتماع المجلس الفيديرالي الاعلى. ولكنه تناول ايضا بشكل مكثف الجانب الاقتصادي والاجتماعي لحياة البلاد. واشار الى ان عدد المواطنين الروس الذين يعيشون تحت خط الفقر كان سنة 2000 يبلغ 42 مليون نسمة. وقد انخفض هذا العدد الان الى 20 مليون نسمة.
وركّز بوتين على موضوع تطوير وتحديث التكنولولجيا الانتاجية ورفع معدل الانتاج كي يتجاوز المعدل الوسطي العالمي، بهدف خلق روسيا لا قوية وحسب بل وغنية ايضا.