الأربعاء , نوفمبر 27 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

قيادي في قسد يتجه الى السعودية لتوقيع عقود تنقيب عن النفط في دير الزور

قيادي في قسد يتجه الى السعودية لتوقيع عقود تنقيب عن النفط في دير الزور

علمت وكالة أنباء آسيا من مصادر خاصة أن رئيس مايسمى مجلس دير الزور المدني المنضوي في صفوف تشكيلات قسد ” غسان اليوسف ” سيتوجه خلال أيام إلى السعودية للتوقيع على عقود للتنقيب عن النفط واستثمار الحقول النفطية في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية بريف دير الزور الشرقي.

المصادر لفتت إلى أن زيارة ” اليوسف” تأتي تتويجاً لمباحثات لم يُكشف عن مضمونها حينها جاءت خلال زيارته التي قام بها إلى السعودية عبر مطار أربيل في إقليم كردستان العراق.

الزيارة قام بها رئيس المجلس المدني وقيادي كردي تم فرضه من قبل الأمريكيين بضغوط على السعودية التي ترغب بالتنسيق فقط مع القبائل العربية في الشرق السوري لهذا الشأن.

تزامن هذا مع وصول خبراء من شركة أرامكو النفطية السعودية إلى حقل العمر النفطي بريف دير الزور حزيران الماضي ( يقع شمال غرب مدينة الميادين ) وذلك برفقة خبراء أمريكيين ، لغرض دراسة جدوى التنقيب عن النفط في منطقة الحقل المذكور والذي يُعد من أكبر الحقول النفطية مساحة وإنتاجاً .

كما عقدت اجتماعات أمريكية سعودية لاحقاً مع زيارة الوزير السعودي ” ثامر السبهان ” ضمت إلى جانبه نائب وزير الخارجية الأمريكي ” جويل رابيون” والسفير ” ويليام روباك ” .

مراقبون يُدرجون الخطوة السعودية في إطار حالة الاشتباك والصراع الإيراني السعودي من جهة ومستجدات الرغبة السعودية في الحد من الامتداد التركي بثوبه الإخواني ، إذ يوفر الشرق السوري ذي الغالبية العشائرية لبنيته المجتمعية ذات اللون المذهبي الواحد فرصة عملية في امتلاك أوراق قوة في وجه النفوذ الإيراني بسورية والعراق .

هذا ما يُشير إليه الكاتب والباحث ” د.عدنان عويد ” الذي يؤكد أن الثروة النفطية بدير الزور وعموم الشرق والشمال السوريين لا تُشكل أهمية بالنسبة للسعودية التي تُعد أكبر دولة منتجة ومصدرة للنفط في العالم ، هذا من جانب ومن الجانب الآخر كيف لمستثمر وخصوصاً إذا ماكان دولة أن يضع أمواله للاستثمار في منطقة مضطربة وغير آمنة بالمطلق، وهي غير محسومة لناحية ديمومة الجهة المسيطرة في ظل أحاديث عن انسحاب أمريكي من الشرق السوري محتمل في ضوء تسريبات يجري تداولها عن مفاوضات أمريكية إيرانية تُطبخ على نار هادئة تشمل الملفات الخلافية بينهما، إضافة لوجود الطرف الحكومي السوري وحلفائه حيث القرار بإعادة السيطرة على دير الزور بالكامل، ويلفت ” العويد ” إلى أن القرار السعودي بالحضور تحت يافطة النفط في الشرق السوري إنما يأتي لكونها ساحة من ساحات صراعها مع إيران تتلاقى بالضرورة وتدخلاتها مع الإمارات على الجانب الآخر من الحدود الشرقية لسورية أي العراق، فتصاعد الأحداث العراقية منذ أوائل تشرين أول الماضي وما يتخللها حتى الآن من أصوات ترفض الوجود الإيراني محملةً إياه مسؤولية فساد وفشل السلطات الحاكمة ترى فيها السعودية محفزاُ أكبر لإرباك الحضور الإيراني ومنع توسعه عقب الخطوات التي اتخذها السوريون والعراقيون بفتح المعبر بين البلدين في البوكمال – القائم وانعكاساته الاقتصادية الإيجابية على البلدان الثلاثة ( سورية والعراق وإيران ).

وبلا شك فإن السعودية تريد من ذلك زيادة الضغوط الاقتصادية على إيران التي تعيش واقعاً اقتصادياً سيئاً في ظل العقوبات الأمريكية المتصاعدة، إذن هو قرار ذي خلفية للمواجهة على خارطة الصراع السعودي الإيراني لا مكان للاقتصاد والمنفعة السعودية فيه من هذه الزاوية، بل محاكاة لاستخدام ورقة العشائر بدير الزور حالها كحال عشائر الغرب العراقي، ويُذكّر الباحث ” العويد ” أنه وقبل الخطوة السعودية النفطية هذه ، فإن الحضور السعودي في مناطق سيطرة ” قسد ” له تواجد منذ ما بعد هزيمة ” داعش ” تحت عناوين إنسانية عبر منظمات تؤدي خدمات في تلك المناطق بواسطة شخصيات من أبناء الريف الشرقي مقيمين منذ زمن بعيد في دول الخليج .

أما ما خص الجنبة الثانية لأسباب التوجه السعودي آنف الذكر فهو يتعلق أيضاُ بالمواجهة مع التركي ونفوذه الذي تراه السعودية منافساً مضراً بالنظر للخلفية الإخوانية للحكم التركي والذي تُصنف السعودية تنظيماتها في المنطقة على قائمة الإرهاب ، بحسب ما تراه أستاذة التاريخ بجامعة الفرات ” أ.د طليعة الصياح ” عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بدير الزور.

وأضافت الصياح : ناهيك عن قِدمْ المنافسة بين البلدين على زعامة العالم الإسلامي ، فإن السعودية ترى خطورة فيما تفعله تركيا في الشمال السوري خصوصاً إثر العملية العسكرية عند الشريط الحدودي غرب الحسكة وشمال الرقة ، وبالتالي لا ترى السعودية ضرراً بالتنسيق مع الأكراد السوريين في هذا المضمار واستخدامهم كحال العشائر العربية لمواجهة الأتراك ونفوذهم وإشغالهم، فالتركي حسب وجهة النظر السعودية المعلنة وغير المعلنة بات يسعى لنفوذ امبراطوري ضخم وكبير، لم يعد يقتصر على التوغل العسكري في سورية ومحاولات الدخول في تركيبتها السياسية الحاكمة أو إيجاد موطئ قدم لها في شمال العراق، أو حضورها في قطر عبر معاهدة الدفاع المشترك التي سمحت بوجود قوات تركية فيها وجاءت إثر خلافات بين البلدين محورها الاعتراض السعودي على السياسات القطرية، بل امتدت اليد التركية نحو ليبيا، ولها حضورها في تونس .

وتختم الصياح: الحضور السعودي لن يكون سوى عامل زعزعة وفوضى فهي تتبنى إيديولوجية متطرفة دينياً بشكلها الوهابي الذي وسِمت به جميع التنظيمات الجهادية من القاعدة و تشكيلاتها مروراً بجبهة النصرة و داعش، والأهم إنها بهذا الحضور لن تكون أكثر من عامل إطالة لعمر الأزمة السورية لحسابات سعودية محضة .

هذا وتتركز الثروة النفطية السورية في الشرق والشمال الشرقي وخصوصاً في محافظتي دير الزور والحسكة وبعض المواقع في محافظة الرقة، ويُعد ” حقل العمر النفطي ” الموجود بدير الزور كما أسلفنا أكبر الحقول في سورية إلى جانب حقول أخرى منها التنك ، الورد ، الجفرة ، العزبة ، التيم ، نيشان وغيرها ، إضافة لحقل غاز ” كونيكو ” وهو يُنتج الغاز المنزلي وكان يغطي النسبة الأكبر من احتياجات السوريين قبيل الأزمة ، وتضم سورية في العموم 20 حقلاً في تلك المنطقة ، منها 11 تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية ” قسد ” وهي ذات القدرة الإنتاجية الأعلى والأكبر ، وقد قدّر تقرير لوزارة الخزانة الأمريكية صدر في العام 2015 العائدات الشهرية من إنتاج تلك الحقول في فترة سيطرة تنظيم ” داعش ” ب 40 مليون دولار .

أسيا

اقرأ أيضا: الأركان الروسية تعلن انسحاب “الوحدات الكردية” لعمق 30 كم شمال سوريا