معركة إدلب.. السيطرة على كل ما هو إستراتيجي!
تقدم الجيش السوري بشكل ملحوظ خلال الساعات الماضية في معركته التي بدأت من شرق محافظة إدلب بإتجاه معرة النعمان، والهدف المعلن فيها هو السيطرة على جزء أساسي من أوتوستراد حماة – حلب، الذي هو في واقعه أوتوستراد دمشق حلب المقطوع منذ نحو 7 سنوات.
الهدف العسكري العميق هو في الواقع السيطرة على كل المدن الواقعة على أطراف هذا “المتحلّق” (الأوتوستراد)، بما فيها سراقب عاصمة “هيئة تحرير الشام” في إدلب، وتالياً عزل باقي مناطق إدلب عن كل ما هو إستراتيجي في المحافظة مما سيحولها إلى مناطق نزاع بين المجموعات المسلحة.
وستؤدي السيطرة على الأوتوستراد إلى فتح طريق قصير بين دمشق وحلب والإستغناء عن الطريق الصحراوي البعيد المعتمد منذ سنوات، كذلك ستبعد خطر المسلحين عن محافظة حلب بالكامل، الأمر الذي ينهي عمليات القصف التي تتعرض لها عاصمة الشمال بين فترة وأخرى.
كذلك فإن هكذا عملية تجعل المنطقة الإستراتيجية الوحيدة المتبقية في يدّ المجموعات المسلحة هي منطقة جسر الشغور وأريحا، أي الريف الجنوبي الغربي للمحافظة والتي تعتبر عمقاً إستراتيجياً لمحافظات الساحل.
لكن الواقع السياسي يظهر أن الهجوم السوري – الروسي على إدلب يهدف إلى الضغط على تركيا للإستحصال منها على مكتسبات مرتبطة بالملف الليبي الذي إستدارت أنقرة نحوه بشكل كبير
بالتعاون مع الأميركي، حيث تواجه قوات السراج المدعوم من تركيا قوات حفتر المدعوم من موسكو.
ومن الملفت في ظل هذا الاحتدام العسكري على الارض في مصراتة وطرابلس وإدلب، أن إجتماعاً اليوم في موسكو عقد للبحث في كل هذه التطورات.
فهل يحصل التفاوض على تسليم إدلب أم سيصار إلى إيقاف الهجوم العسكري عليها؟ ومقابل ماذا؟
وكالات
إقرأ أيضا: “الجولاني” يرفض دعم جبهات إدلب بالمقاتلين