الأربعاء , نوفمبر 27 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

سوريا 2019: انحسار للارهاب والحل السياسي على السكة

سوريا 2019: انحسار للارهاب والحل السياسي على السكة

محمد عيد

يمكن القول بأن العام 2019 هو عام التحولات الكبرى التي لم تخطر ببال أحد والتي وطأت لمجموعة من التحولات الكبرى في مسار الأزمة السورية بدءا من انهيار “داعش” كجسم ارهابي متكامل وصولا إلى عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرار الإنسحاب من سوريا للتموضع حول آبار النفط السوري وما نتج عن هذه الميوعة السياسية الأمريكية وما أعقبها من غزو تركي لشمال البلاد من انتشار للجيش السوري في شمال شرق البلاد للمرة الأولى منذ سبع سنوات بعد اتفاق مع ميليشيا قسد، فيما تقدم الجيش السوري بشكل كبير في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي مستعيدا عديد البلدات والقرى الهامة.

أما على المستوى السياسي فقد تم إقرار اللجنة الدستورية بعد مخاض عسير لتضع البلاد على سكة الحل السياسي المنشود.

* “داعش” ينهار لكنه يبقى شماعة الإحتلال

شهد بداية العام 2019 سقوط آخر معاقل تنظيم “داعش” الإرهابي في بلدة الباغوز بريف دير الزور بعد عملية برية لقوات سوريا الديموقراطية غطاها الطيران الحربي الأمريكي، سبق ذلك قيام الجيش السوري بدحر التنظيم التكفيري عن مساحات واسعة من أرجاء البادية السورية. لتأتي عملية اغتيال زعيمه أبي بكر البغدادي في الربع الأخير من هذا العام في إدلب كإعلان رسمي عن القضاء عليه نهائيا بعد عملية إنزال أمريكية في إدلب رافقها الكثير من الغموض واحتكار الأمريكيين لروايتها وأسرارها. فيما بقيت فكرة عودة “داعش” مجددا شماعة أمريكا للبقاء في سوريا رغم إعلان ترامب غير مرة رغبته في سحب جنوده.

* الجيش يتقدم في إدلب وحماة

في أواسط العام 2019 أطلق الجيش السوري حملة عسكرية واسعة على التنظيمات الإرهابية المسلحة في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي. ومع انهيار المجاميع الإرهابية هناك استعاد الجيش مدينة كفرنبودة في ريف حماة حيث حاصر نقطة المراقبة التركية في مورك وتوج توسعه في ريف إدلب باستعادة بلدة خان شيخون التي تعتبر منطلق تحريره للمحافظة المسكونة بالإرهاب، إرهاب بدأ يأكل نفسه في حلقة جديدة من صراع الأخوة الأعداء فقضت جبهة النصرة على فصائل جيش العزة ونزر الدين الزنكي.

* غزو تركي جديد والجيش السوري يعود للحدود و”اسرائيل تعربد”

انهيار المجموعات الإرهابية في إدلب وفشل استثمار الرئيس التركي أردوغان فيها دفعه لتعويض ذلك بالإعلان عن حملة توغل داخل الأراضي السورية تحت ذريعة إبعاد ما سماه بالخطر الإرهابي الكردي عن حدوده مستفيدا من اتفاق مع الأمريكي الذي أعلن انسحابه من سوريا متخليا عن أدواته هناك من ميليشيا قسد قبل أن يتراجع عن ذلك تحت تأثير مطامعه بالنفط السوري الذي تموضعت بقية قواته حول آباره، فيما وقع أردوغان وبوتين تفاهما في سوتشي رسم من خلاله الروس دورهم كشرطي للمنطقة لجم التوغل التركي في سوريا ووضعه في سياق تطبيق اتفاق أضنه الموقع في العام 1998 من القرن الماضي مشددا على احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها. وعلى الفور تحرك الجيش السوري إلى الحدود التركية السورية التي دخلها للمرة الأولى منذ سبع سنوات بعد اتفاق مع قوات سوريا الديموقراطية المخذولة أمريكيا والمهددة تركيا بالإجتثاث.

العدو الصهيوني استمر في سياسته الرامية لرفع معنويات وكلائه الإرهابيين فنفذ عدة غارات على الأراضي السورية تكفلت الدفاعات الجوية السورية في إحباطها بإسقاط العد الأكبر من الصواريخ الإسرائيلية.

* اللجنة الدستورية إلى النور

العام 2019 كان مفصليا في زمن ِالأزمة ِالسورية فالصبرُ الإستراتيجيُ الذي امتهنته موسكو في علاقتِها مع أنقره أعطى بعضًا من أكله بعدما ضاق الخيارُ أمام هذه الأخيرة فشرعت ولو على مضض في تطبيقِ جزءٍ من التزاماتِها سواءٌ في سوتشي مع الشريكِ الروسي أو عبر آستانا التي رفعت أنقرة لمستوى الضامن، فيما جردتها بشكل ٍنسبي من الإستثمار ِفي دعم ِالجماعاتِ المسلحةِ الإرهابية، بعدما ضيقَ الجيشُ السوري الخناقَ عليها. وهكذا انطلقت في جنيف أعمالُ اللجنة ِالدستورية بين الوفد ِالوطني المدعوم من الحكومةِ السورية ووفدي المجتمعِ المدني والمعارضة، لكن الاخيرة تبنت أطروحاتٍ جاءت على مقاسِ الرغبتينِ التركية والأمريكية وهو ما رفضه الوفدُ الوطنيُ بشدة.

الجولة ُالرابعة َعشرة َوالأخيرة من اتفاقياتِ آستانا جددت إقرارَ حقِ دمشقَ المشروع في مكافحةِ الإرهاب، فيما كان جديدُها إطلاق َروسيا بشكلٍ رسمي ٍالنار على مشروعِ الإدارةِ الذاتي ِالإنفصالي بعدما أكدت أن البلادَ ستدارُ مركزيا من دمشق.

مشروعٌ بدا الإنفصاليون فيه، رغم سماحِهم اضطراراً للجيش ِالسوري بالإنتشار في مناطقِهم، رهنَ تقلباتِ الرئيس ترامب بشأن ِالانسحاب ثم الاعلان ِعن بقاءٍ ٍعسكريٍ محدود لاستغلالِ آبارِ النفطِ السورية.

* ظرف اقتصادي صعب لم يمنع زيادة الأجور

اقتصاديا، ظرفٌ إقتصاديٌ صعب مر على السوريين في العام 2019، زاده صعوبةً قانونُ قيصر الاميركي الذي يفرضُ حصاراً على الشركاتِ السورية التي تتعاملُ مع الحكومة. برغم ذلك شهدت سوريا نهاية َالعام زيادة ًوازنة في الرواتبِ والأجور عُدت الأكبرَ في تاريخِها فيما تضمنت المعالجة ُالإقتصادية مزيدا من الإنفتاح ِعلى الجوار والحلفاء، وفي مقدمتِهم طهران التي عمدت رغم العقوباتِ عليها إلى تقديم ِالدعم في كافة مجالات ِإعادة ِالبناء والإسكان وتوريد ِالنفط وإقامةِ المشاريع ِالمشتركة والبنى التحتية، في تفعيل ٍللإتفاقياتِ المشتركة بين الجانبين.

العهد