كيف سيكون شكل الشرق الأوسط في عام 2020؟
عدد من كُتّاب موقع Middle East Eye البريطاني عرضوا تصوراتهم لتوقعات عام 2020 للشرق الأوسط، وكيف ستتأثر المنطقة بالانتخابات المنتظرة في الولايات المتحدة وإسرائيل.
جاءت توقعاتهم في الأغلب متشائمة، استناداً على مسار الأحداث خلال عام 2019.
ديفيد هيرست: مَن سيُخمد نيران صراعات الشرق الأوسط؟
حسناً، نجحنا في الصمود خلال عام 2019، لكن ما ينتظرنا في العام الجديد والعقد الجديد لا يمكن إلا أن يجعلنا نُكثّف بحثنا عن ملاذات آمنة. يمر العالم الغربي، الذي حقَّق تقدماً كبيراً ليتحوّل إلى نموذج يتعيَّن على بقية دول العالم اتّباعه، بأزمة سياسية عميقة. لا شك في ذلك حتى بالنسبة لأنصار العولمة الليبرالية في صحيفة «Financial Times» البريطانية.
أسند الناخبون في إنجلترا وويلز السلطة مؤخراً إلى أكثر رئيس وزراء مضطرب في تاريخ ما بعد الحرب منذ مارغريت تاتشر. أُشير إلى إنجلترا وويلز لأنَّ غالبية الاسكتلنديين -إذا أتيحت الفرصة- سيختارون الآن بلا شك مغادرة الاتحاد السياسي، الذي بموجبه اندمجت مملكة إنجلترا (التي تشمل ويلز) ومملكة اسكتلندا في عام 1707.
انتشر فيروس القومية البيضاء في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. ويتعيَّن علينا الانتباه إلى صعود أحزاب وتيارات الفاشية الجديدة في إيطاليا عام 2020، واحتمالية نجاحها في تشكيل الحكومة.
كذلك، ستستمر إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إحداث تأثيرات عميقة على الشرق الأوسط. ستؤثر عدم إمكانية التنبؤ بالإجراءات الغربية المتعلّقة بالمنطقة، فضلاً عن عدم وجود سياسة متسقة، في جهات فاعلة إقليمية مثل تركيا وإيران وإسرائيل.
وعلى الرغم من أنَّ الخليج لا يزال في حالة تأهب قصوى، استبعد احتمالية شنّ حرب ضد إيران في عام 2020. لا يُتوقع أن نشهد قراراً بشن عمل عسكري في الخليج، ويعتقد ترامب أنَّه سينجح في تحويل إجراءات عزله إلى رصيد انتخابي يزيد من فرص إعادة انتخابه. ومع ذلك، لن يستلزم الأمر كثيراً لإشعال حرب خليجية ثالثة، لأنَّ المنطقة حقاً مضطربة للغاية.
يشعر الأمريكيون بالقلق. لذا بذلوا جهوداً كبيرة مؤخراً لمساندة قطر علناً (حيث ظهرت إيفانكا ترامب في منتدى الدوحة هذا العام)، من أجل الضغط على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لإجراء محادثات تهدف إلى إنهاء الحصار المفروض من دول عربية على قطر، والمستمر منذ عامين. ومع ذلك، لا تزال المحادثات في مهدها، وترفض دولتا البحرين والإمارات العربية المتحدة أي تغيير للوضع الراهن.
قد تتطور الحرب الأهلية في ليبيا بسهولة إلى قتال من منزل إلى منزل في طرابلس، ما لم يتوصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اتفاق يشبه «اتفاق أستانا»، الخاص بمناطق خفض التوتر في سوريا.
بوجه عام، ندخل عقداً جديداً بتوترات محتدمة، تنذر بإشعال نيران الصراعات في جميع أنحاء المنطقة. ولا توجد سوى وسائل محدودة لمكافحة تلك النيران. فهل سنشهد الوعي والتفكير المتزن السليم قبل أن تبدو مساحات شاسعة من الشرق الأوسط مثل سوريا؟ ربما ليس في القريب العاجل.
ماركو كارنيلوس: ثلاثة متغيرات يتعذر التنبؤ بها
ستظل الاتجاهات الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط في عام 2020 مشروطة بالصدامات طويلة المدى، بين ما يسمى بـ «الناتو العربي»، وما يسمى بـ «محور المقاومة».
يتنافس المعسكران على قيادة المنطقة. يحاول المعسكر الأول إعادة التأكيد على مفهوم «السلام الأمريكي- Pax Americana»، في حين يتحدى المعسكر الثاني ذلك بصورة علنية.
ستبذل روسيا والصين وتركيا جهوداً لتقويض قيادة الولايات المتحدة للشرق الأوسط، من خلال ممارسة نفوذهم خارج حدودهم -والذي يزداد على أي حال- والتأثير في توازن القوى بين هذين المعسكرين بطريقة براغماتية، بالاستناد إلى نهج التعامل مع كل حالة على حدة. في مثل هذا الإطار الجيوسياسي القائم، ينبغي الأخذ بعين الاعتبار ثلاثة عناصر إضافية قد تؤثر في هذا الوضع.
أولاً، هناك حملة انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة، حيث يمكن مناقشة دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بين ترامب، الذي يطمح إلى الحد من هذا الدور، والسياسة الخارجية لواشنطن ومؤسسة الدفاع الأمريكية، التي لا تزال تميل إلى متابعة الحروب التي لا تنتهي في المنطقة. لا يزال الحزبان الرئيسيان الجمهوري والديمقراطي منخرطين إلى حدٍّ ما في صراعات لا تنتهي، مما يضيف مزيداً من الالتباس إلى مشهد مُعقّد بالفعل.
ثانياً، هناك احتجاجات مستمرة في العديد من العواصم العربية، وخاصةً بيروت وبغداد. يبقى أن نرى ما إذا كانت الاحتجاجات ستنجح في تغيير توازنات القوى في المنطقة- لاسيما النفوذ الإيراني.
ثالثاً، قد تُقلّص الانتخابات البرلمانية في إيران، المقرر إجراؤها في فبراير/شباط، من مساحة المناورة المتاحة للرئيس حسن روحاني، لتهدئة التصعيد مع الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، سَيُمثّل المزاج الشعبي في الشوارع العربية والأمريكية والإيرانية أحد المتغيرات الرئيسية الجامحة التي يتعذر أيضاً التنبؤ بها. إذ يُحتمل في عام 2020 أن تؤثر احتجاجات الشوارع في مجريات الأحداث بالشرق الأوسط أكثر من أولئك الممسكين بزمام السلطة.
بيتر أوبورن: عام الحساب لبوريس جونسون
مثَّلت أعوام 1914 و1945 و1979 ثلاث نقاط تحوَّل في التاريخ البريطاني. وسَيُمثّل عام 2020 نقطة التحول الرابعة: بريطانيا تغادر الاتحاد الأوروبي لتُشكّل مصيرها الخاص بها.
وبينما يعتبر البعض هذه الخطوة جنونية، يرى آخرون أنَّها تأكيد رائع على الاستقلال الوطني البريطاني. على المدى القصير، ثمة مشكلة فورية يتعيَّن حلها: هل تستطيع بريطانيا إبرام صفقة تجارية مع أوروبا قبل نهاية الفترة الانتقالية، في 31 ديسمبر/كانون الأول 2020؟ يعتقد خبراء أنَّ بريطانيا لن تستطيع تحقيق ذلك. وهذا يعني مغادرة الاتحاد الأوروبي وفقاً لشروط منظمة التجارة العالمية (WTO).
في الوقت نفسه، تتزايد الضغوط على الاتحاد الأوروبي. هل ستسعى اسكتلندا وأيرلندا الشمالية إلى الانفصال عن المملكة المتحدة بنفس الطريقة التي غادرت بها بريطانيا الاتحاد الأوروبي؟
وثمة سؤال أساسي آخر: هل سيؤدي الضغط لعقد صفقات تجارية مستقلة في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى جعل رئيس الوزراء بوريس جونسون يتجنّب انتقاد القادة الأجانب عديمي الأخلاق، مثل ناريندرا مودي في الهند، وشي جين بينغ في الصين، الذين يواصلون سياسات الإبادة الجماعية ضد السكان المسلمين في بلادهم؟
وماذا عن الشرق الأوسط؟ هل رغبة بريطانيا في تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي وإسرائيل ستجعلها تغضّ الطرف عن وحشية الأنظمة العربية، وانتهاك الحقوق الفلسطينية؟ أكَّد جونسون وحكومته المؤيدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي أنَّ بريطانيا ستصبح أمة مستقلة تدافع عن التجارة الحرة والسلوك الأخلاقي.
سنكتشف حقيقة تلك المزاعم في عام 2020. في هذه الأثناء، يلوح خطر الركود العالمي في الأفق.
جوناثان كوك: انتكاسات مروّعة للعدالة
انتهى عام 2019 بنكستين مروّعتين لأولئك الذين يسعون لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
الأولى كانت هزيمة جيرمي كوربين في الانتخابات البريطانية. عانى كوربين، زعيم أوروبي يتمتع بسجل فريد من التضامن مع الفلسطينيين، من حملات تشويه إعلامية على مدار أربع سنوات أعادت صياغة نشاطاته وحوَّلتها إلى دليل على معاداته للسامية.
وجاءت الانتكاسة الثانية عندما أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً جديداً يعتمد فيه تعريف معاداة السامية الجديد المثير للجدل، الذي تبناه التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست. سعى هذا التعريف إلى ربط كراهية اليهود بانتقاد إسرائيل ودعم الفلسطينيين والقانون الدولي. تكرّرت هذه الخطوات مؤخراً في أماكن أخرى في فرنسا وألمانيا.
وهناك المزيد من مثل هذه القيود قادمة في الأفق.
وعد بوريس جونسون، الفائز حديثاً في الانتخابات البريطانية، بمنع السلطات المحلية من دعم أية دعوات لمقاطعة إسرائيل، في حين يهدد مستشاره بإغلاق المنافذ الإعلامية الإلكترونية التي تنتقد إسرائيل.
ثمة دائرتان سياسيتان تقفان وراء هذه القوانين والقرارات -ولا تهتم أي منهما بحماية اليهود. تضم الدائرة الأولى أحزاب تيار الوسط الغربية، التي كان يُفترض أنَّها تشرف على ربع قرن من صنع السلام في الشرق الأوسط لكنها فشلت لأنَّها تبنّت صيغة سلام محدودة تتمحور فقط حول إسرائيل. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل حققت تلك الصيغة المعيبة عكس هدفها المعلن.
الدائرة الأخرى هي عودة ظهور اليمين العنصري المتطرف بقوة. يستطيع هؤلاء اليمينيون الإشارة إلى حبهم لإسرائيل، في محاكاة للقومية اليهودية، بحيث يثيرون موجة من الحماسة المؤيدة للقومية البيضاء والمناهضة للمهاجرين في الداخل.
أورلي نوي: إسرائيل 2020.. تبديد الوهم
بينما يستعد الإسرائيليون لإجراء انتخابات ثالثة في أقل من عام، يأتي عام 2020 لتجد إسرائيل نفسها غارقة في مأزق سياسي ذي أبعاد غير مسبوقة. من الناحية النظرية، كان يمكن لهذا المأزق أن ينبئ بتطور في اتجاه جديد -بالنظر إلى أنَّ الجناح اليميني في إسرائيل، لأول مرة منذ سنوات، فشل في تشكيل حكومة.
كان بإمكان تيار اليسار اقتناص هذه الفرصة ليقدم للناخبين بديلاً سياسياً حقيقياً لسياسات الاحتلال والفصل العنصري. وقد يمثّل هذا الوضع نقطة انطلاق جيدة لرئيس حزب «القائمة المشتركة»، أيمن عودة، من خلال بحث إمكانية تشكيل حكومة يسارية مدعومة من الأحزاب العربية (مما يضمن الدعم في حال التصويت بسحب الثقة).
هذا بالطبع سيتوقف على تغييرات سياسية جوهرية فيما يتعلق بوضع المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل والاحتلال القمعي للضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية. لكن عدم القدرة على تقديم بديل حقيقي للوضع الراهن لا تقتصر فقط على اليسار الإسرائيلي، بل تشمل أيضاً رئيس التحالف المعارض للكتلة اليمينية، بيني غانتز، الذي لم يجلس حتى مع ممثلي القائمة العربية المشتركة لإجراء مناقشة حقيقية وجدّية لتنسيق نوع من التعاون.
لذا، سيضطر المواطنون الإسرائيليون مجدداً في عام 2020 إلى الاختيار بين اثنين من مجرمي الحرب. لا توجد اختلافات بين الاثنين فيما يتعلق بالفلسطينيين سوى في أسلوب الخطاب: واحد يشارك علناً في التحريض الوحشي ضدهم، في حين يبدي الآخر استعداده للجلوس معهم إلى الطاولة لمناقشة ما لا يمكن وصفه سوى بأنَّه فتات الحقوق المدنية.
أما بالنسبة للسياسات تجاه الأراضي المحتلة، يصعب التفريق بين اليسار واليمين. لذا بصرف النظر عن أي حكومة ستتشكّل في إسرائيل، فإنَّ عام 2020 يرمز إلى التبديد النهائي لوهم إيجاد بديل لوضع التفوق اليهودي الإسرائيلي الذي يشكّل جوهر السياسات الإسرائيلية اليهودية عبر الطيف السياسي بأسره.
ومن ثمَّ، يصبح دور الجهات الدولية الفاعلة حاسماً على نحوٍ واضح لإحداث هذا النوع من التغيير، الذي لن يستطيع المواطنون الإسرائيليون أنفسهم تحقيقه. ويُعتبر قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بالتحقيق في جرائم الحرب، التي ارتكبتها إسرائيل، خطوة مهمة في هذا الاتجاه.
ريتشارد سيلفرشتاين: عام «الحسم» لترامب وإسرائيل
تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل انتخابات حاسمة في عام 2020.
تمثّل انتخابات إسرائيل، المقرر عقدها في أوائل فبراير/شباط، وهي ثالث انتخابات تجريها خلال الاثني عشر شهراً الماضية، مأزقاً سياسياً غير مسبوق، فضلاً عن أنَّها لا تنبئ بإحداث كثير من التغيير، بغض النظر عمن سيفوز.
تنبئ انتخابات الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني، بأنَّ تكون أكثر أهمية لأنَّها تُمثّل فرصة لإنهاء رئاسة دونالد ترامب، الذي تسبَّب في تقلبات حادة في العلاقات مع الشرق الأوسط، بدءاً من الانسحاب المتعجل من سوريا بإيعاز من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التراجع في اللحظة الأخيرة عن شن ضربات جوية على إيران بسبب إسقاطها طائرة أمريكية بدون طيار، بالإضافة إلى تنازلات بالجملة عن حقوق الفلسطينيين لصالح إسرائيل فيما يتعلق «بصفقة القرن» التي تباهى بها كثيرون.
أُضعف ترامب بسبب إجراءات عزله في مجلس النواب، لكن يبدو من غير المرجح أن يدينه مجلس الشيوخ ويقيله من منصبه. هذا يعني أنَّه سيخوض انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني مرشحاً مطعوناً في أهليته للمنصب. ومع ذلك، يحتفظ ترامب بدعم كبير داخل قاعدته الانتخابية. إذا خسر ترامب وعزَّز الديمقراطيون قبضتهم على الكونغرس، من المرجح أن تعود السياسة الأمريكية إلى النهج الذي كان يُفضّله الرئيس السابق باراك أوباما.
وعلى الرغم من أنَّ الفرصة ستكون ضئيلة لتحسين الوضع فيما يتعلق بإسرائيل وفلسطين، يستطيع رئيس ديمقراطي تخفيف حدة التوترات مع إيران بشكل كبير. لم يعلن المنافس الديمقراطي البارز، جو بايدن، عن موقف متبلور وسياسة واضحة تجاه المنطقة.
في المقابل،. كان ساندرز الأكثر جرأة على انتقاد إسرائيل علناً ليصبح أول ديمقراطي منذ عقود يهدد بحجب المساعدات الأمريكية عن إسرائيل، حيث أنَّ بقية المرشحين الديمقراطيين عادةً ما يرفضون قول أي شيء يزعج إسرائيل.
بيلين فرنانديز: إسرائيل.. المشروع الإجرامي
نشر موقع «The Times of Israel» الإسرائيلي مقالاً في نهاية العام يتحدث عن ابتكار إسرائيلي لعلاج الصداع النصفي. ويقول المقال إنَّه «بعد اختيار منتجها من جانب مجلة » «Timeالأمريكية في وقتٍ سابق من هذا العام واحداً من أفضل 100 اختراع لعام في 2019، صنَّفت شركة البيانات الأمريكية CB Insights الشركة الإسرائيلية الناشئة Theranica، التي طوّرت جهازاً طبياً لعلاج الصداع النصفي الحاد، باعتبارها واحدة من بين 36 شركة ناشئة «سيغيّرون قواعد اللعبة في مجالهم» في العام المقبل.
ووفقاً لشركة CB Insights ومقرها نيويورك، تعد شركة Theranica واحدة من مجموعة حصرية من «الشركات الرائدة في اكتشاف طرق جديدة لحل المشاكل الجسيمة» في عام 2020.
لقد اعتدنا بطبيعة الحال على هذا التقليد السائد المُتمثّل في تبييض وجه إسرائيل وسياساتها القائمة على الفصل العنصري ووحشيتها القاتلة تجاه الفلسطينيين. إذ سعى أنصار الدولة الصهيونية على مدار سنوات إلى تسويق إسرائيل باعتبارها واحة التكنولوجيا والحداثة والحضارة وكل الأشياء الجيدة –بدون اكتراث لحقيقة أنَّها ترتكب بانتظام المذابح بحق العرب وتحرمهم من حقوقهم.
قطاع غزة، على سبيل المثال، واحد من بين الضحايا، الذين تسحقهم إسرائيل.
باستثناء حلولها الرائدة لمشكلة الصداع النصفي، تقف إسرائيل على الدوام خلف كل أنواع «المشاكل الجسيمة» على الأرض الفلسطينية، من القتل والقمع إلى الأذى البدني والنفسي إلى حالة الرعب المنتشرة جراء سماع صوت أزيز الطائرات بدون طيار تحلق في سماء غزة بصورة مستمرة (وهو نوع استثنائي من الصداع في حد ذاته).
في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قتلت إسرائيل 34 فلسطينياً على مدى يومين فقط في غارات جوية شنتها على قطاع غزة، من ضمنهم 8 أفراد من أسرة واحدة (بينهم خمسة أطفال وامرأتان) قبل أن يتوفى الفرد التاسع أيضاً متأثراً بجراحه.
وكانت إسرائيل قد ردَّت على احتجاجات الفلسطينيين الحدودية في مسيرة «العودة الكبرى» بالعنف القاتل. وإذا كان ذلك ينبئ بشيء، فهو أنَّ عام 2020 على ما يبدو سيكون عاماً آخر مليئاً بمشاكل جسيمة بالنسبة لضحايا إسرائيل الدائمين، والتي تتجاوز مجرَّد الصداع النصفي.
كما نعلم جميعاً، يبدو رقم 2020 متجانساً بصورة مثالية. لكن إذا استطاع عام 2020 جعل الناس يرون إسرائيل في صورتها الحقيقية باعتبارها «مشروعاً إجرامياً»، سنكون حقاً قد وصلنا إلى العام الذي «يُغيَّر قواعد اللعبة».
وكالات
إقرأ أيضا: تفاصيل جريمة قتل العقيد السوري المنشق اسماعيل عمير في اسطنبول تتكشف