هل سيُحاكم كارلوس غصن في لبنان بـتهمة “التطبيع مع إسرائيل”؟
لم تقتصر التساؤلات حول “الهروب الهوليوودي” للرئيس السابق لتحالف نيسان-رينو كارلوس غصن إلى بلده الأم لبنان على كيفية حدوثه فحسب، بل تعدتها إلى اتهامه أمام النيابة العامة التمييزية بزيارة إسرائيل، التي لا يعترف بها لبنان ويحظر على مواطنيه زيارتها.
وذكرت تقارير صحفية لبنانية متطابقة أن الملياردير غصن هرب من الرقابة اليابانية بطائرة خاصة عبرت به تركيا وحطت في لبنان، وذلك قبل أشهر من محاكمته في اليابان بتهمة ارتكاب مخالفات مالية وتهرب ضريبي عندما كان رئيساً لشركة نيسان.
وألقي القبض على غصن، 65 عاماً، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، قبل أن يغادر السجن بكفالة قدرها مليار ين ياباني(ما يعادل 8.9 مليون دولار) في أبريل/نيسان الفائت، وشريطة أن يخضع لمراقبة مشددة.
وبعد انتشار خبر هروبه إلى لبنان، هاجمه ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي ووصفوه بـ “المطبع”، بعد تداول صور قديمة له لما قيل إنه لقاء بينه وبين الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، ورئيس الحكومة الأسبق ايهود أولمرت، مع ربطها بتوقيع تحالف رينو- نيسان اتفاقاً لدعم مشروع إنتاج سيارات كهربائية في إسرائيل عام 2008.
ولم يتسن لبي بي سي عربي الحصول على تعليق من غصن أو عائلته.
“ورطة قانونية”
ويحظر القانون اللبناني لمقاطعة إسرائيل الصادر عام 1955 في مادته الأولى “على كل شخص طبيعي أو معنوي أن يعقد بالذات أو بالواسطة اتفاقاً مع هيئات أو أشخاص مقيمين في اسرائيل أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها أو لمصلحتها وذلك متى كان موضوع الاتفاق صفقة تجارية أو عمليات مالية أو أي تعامل آخر أياً كانت طبيعته”.
ولا تعترف الدولة اللبنانية بإسرائيل وتمنع، بموجب هذا القانون، مواطنيها من زيارتها، وتم توقيف لبنانيين في الماضي بتهمة زيارة إسرائيل من بينهم فنانون.
وبناءً على ذلك تقدّم ثلاث محامين بدعوى أمام النيابة العامة التمييزية ضد غصن. وقال جاد طعمة لـ “بي بي سي” – وهو أحد هؤلاء المحامين – إن “دخول أراضي العدو جرم، وغصن حضر مؤتمرات داخل إسرائيل سواء بجنسيته اللبنانية أو الأجنبية وله صور مع بيريز وأولمرت”.
ويحمل غصن ثلاث جنسيات هي اللبنانية والفرنسية والبرازيلية.
وتلقى لبنان طلباً من “الانتربول” لاعتقال غصن وتسليمه، لكن وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال ألبيرت سرحان قال إنه إذا طلبت اليابان تسليم غصن، فإن لبنان سوف يرفض ذلك ويحيل الاتهامات إلى القضاء.
ويقول سرحان في تصريحات لبي بي سي عربي إن الأجهزة الأمنية في المطار راجعت سجل غصن ولم تجد ما يمنع دخوله إلى البلاد.
ويمنع قانون العقوبات اللبناني تسليم أي مطلوب يحمل الجنسية اللبنانية من دون معاهدة تبادل، ولم يوقع لبنان تلك الاتفاقية مع اليابان.
وكانت مديرية الأمن العام اللبناني قالت في بيان إن غضن “دخل إلى لبنان بصورة شرعية ولا توجد أية تدابير تستدعي أخذ إجراءات بحقه أو تعرضه للملاحقة القانونية”.
إلا أنها ليست المرة الأولى التي يدخل فيها غصن لبنان، وهو الذي حضر حفلاً تكريمياً له في بيروت من شركة “ليبون بوست” تمثل بتخصيص طابع بريدي عليه صورته عام 2017، وذلك برعاية رئيس الحكومة آنذاك سعد الحريري، الأمر الذي أثار اعتراض حملة مقاطعة اسرائيل في لبنان حينها. وغصن هو أحد أصحاب شركة “إكسير” للنبيذ اللبناني، كما أنه عضو مجلس إدارة “ساردار بنك”.
إبراهيم شمص بي بي سي – بيروت