عندما كنّا مع الأسد .. سليماني والجسر المعلّق
كامل صقر
في شهر أيار مايو من العام الماضي التقينا مجموعة من المحللين والصحافيين ومعنا وزير الإعلام عماد ساره بالرئيس بشار الأسد في القاعة الشامية بقصر الروضة، حينها تحدث الأسد باقتضاب عن مجموعة مسائل أساسية وترك لنا الوقت لسؤاله عما يجول في خاطرنا.. طرحت عليه عدة استفسارات وكنت أرغب بالمزيد، سألته بشكل واضح السؤال التالي: بعد ثماني سنوات من الحرب هل تفكر سيادة الرئيس في تغيير تحالفك مع طهران أو على الأقل إعادة ضبط تلك العلاقة بطريقة أكثر براغماتية.. ابتسم الأسد نصف ابتسامة ليقول لي بعدها، لن أتخلى عن تحالفي مع إيران، إنه تحالف استراتيجي عميق غير قابل للتبديل أو التعديل، ثم تابع الأسد إجابته مفنّداً قيمة تلك العلاقة وضرورتها في الميزان الإقليمي والدولي.. حينها أدركت تماماً أن العلاقة بين دمشق وطهران ليست فقط لمواجهة خصوم وأعداء دمشق فقط بل هي تخلق نوعاً من التوازن في العلاقة مع الأصدقاء أيضاً وتلك مسألة جوهرية في العلاقات الدولية.
اليوم يعزي الأسد ببرقية رسمية ويرثي استشهاد الجنرال الترابيّ قاسم سليماني وهي المرة الأولى التي يرثي فيها الأسد حليفاً بهذا الشكل .. كيف لا، وسليماني هو المهندس المعماري لأحدث جسر معلق بين إيران وسورية، جسر يبدو أن الأسد وحلفائه في طهران لن يبدّلوا حجراً في أعمدته حتى لو صار السليماني تحت التراب.